+ A
A -
- مريم المالكي
مع نهاية الفصل الدراسي الاول، وبداية الفصل الدراسي الثاني وعودة أولادنا وبناتنا إلى مقاعد الدراسة وما تحصلوا عليه من نتائج والتي قد تكون مفرحة للبعض ومخيبة لآمال وطموح البعض الآخر،،
هنا تخطر ببالي قصة قصيرة أحببت أن أذكرها في مقالي اليوم لتكون مثالا للمثابرة والاجتهاد لأبنائنا الطلبة وتدفعهم لمزيد من بذل الجهد والعطاء لاستكمال مسيرتهم التعليمية، لينالوا النجاح والتفوق بإذن الله..
يحكى أنه وقعت ضفدعتان في بئر عميقة، وتجمع حولهما بقية الضفادع، حاولت الضفدعتان الخروج من البئر وسط الصراخ من البقية بأن يتوقفوا عن محاولة القفز للخارج لأن مصيرهم سوف يكون الموت لا محالة منه.. رضخت إحدى هاتين الضفدعتين واعتراها اليأس فما لبثت إلا وأن سقطت إلى أسفل البئر ميتة، أما الضفدعة الأخرى فقد استمرت بالقفز بكل قوتها على الرغم من الأصوات المطالبة من البقية بأن تستسلم لقدرها المحتوم، ولكنها أخذت تقفز ووتقفز بشكل أسرع حتى وصلت قمة البئر ومن ثم الخروج منه عند ذلك سألوها هل كنت تسمعين اصواتنا؟!! وهنا كانت المفاجأة عندما اكتشفوا أنها مصابة بصمم جزئي،، فقد كانت تعتقد أن بقية الضفادع وهي بالاعماق أنهم كانوا يشجعونها على القفز للخارج وبقوة!! ولم تستجب لأصواتهم المطالبة لها بعدم المحاولة للقفز على اعتبار أن الموت بات وشيكاً.. انتهت القصة.
العبرة من هذا كله...
قد يقابلنا في طريق مسيرتنا العلمية والعملية إحباطات ومحاولات فشل واضحة، ولكن هذا الفشل ليس نهاية المطاف، فالموت ليس أعظم مصيبة في الحياة بل أعظم مصيبة هو ما يموت بداخلنا ونحن على قيد الحياة..
فلا تدعو إخفاقات الماضي، وإيحاءات الآخرين تحط من عزيمتكم..على قدر أهل العزم تأتي العزائم.. استفيدوا من تلك الدروس والعبر والتجارب فقد تتعلمون منها دروساً تمنحكم البصيرة التي ستقودكم إلى سلم النجاح..
وهنا أقدم همسة لمن هم الأقرب لأبنائنا في المحراب التعليمي
عزيزي المُعلم.. عزيزتي المُعلمة أيها التربويون المبجلون إن «أبناءنا هم أمانة في أعناقكم» فاحفظوا الأمانة وصونوا الوديعة، فبكلمة واحدة تحمل في طياتها الحب والتشجيع لأبنائنا الطلبة ستفتح لهم آفاق النجاح وتشرع لهم أبواب الانطلاق لبناء مجتمع واعد وناجح على كل المستويات، فكم من طالب وطالبة بالأمس أصبحوا اليوم ذوي شأن كبير يشار له بالبنان وهم يساهمون في بناء نهضة البلاد.
كم هي لحظات جميلة عندما يتصادف هذا الطالب أو تلك الطالبة في مكان ما مع أحد المعلمين ويذكره بنفسه، لا شك أنه شعور عظيم ولحظات لا تنسى.
وهنا نستذكر قول أمير الشعراء: أحمد شوقي.. حين قال:
قُــمْ لـلمعلّمِ وَفِّـهِ الـتبجيلا
كـادَ الـمعلّمُ أن يـكونَ رسولا
لأعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي
يـبني ويـنشئُ أنـفساً وعقولا؟
وقفة تأملية مع النفس.. نتصور من خلالها دور المعلم التربوي والنفسي وتأثيره في تفتح مداركنا مما يجعلنا ندرك ضخامة الدور الذي يقوم به وعظم المسؤولية التي تقع على كاهله، فما هذه الجموع الكبيرة من أولادنا وبناتنا إلا نتاج غِراس تعهدها المعلم بعلمه فانبعثت وأثمرت ثم فاضت علماً ومعرفةً وفضلاً... كما لا تنسى طفلك الذي.. صار اليوم يافعاً.. بذرة زرعتها بيديك.. ولبنة وضعتها بيمينك.
كلمة أخيرة.. بعدد قطرات المطر، وألوان الزهر، كل الحب والتقدير والوفاء لمُعلماتي بجميع مراحل الدراسة فلا أزال أذكر تلك الكلمات الطيبة والأيادي التي ربتت على كتفي لتدفعني للتفوق..
فلكَ.. يا سيدي.. ولكِ ياسيدتي..
يا من تحملون لقب مُعلم ومُعلمة فائق احترامنا.
أليس هذا منطقيا؟!!
copy short url   نسخ
27/02/2017
1208