+ A
A -
تحقيق - عادل النجار ومحمد الجزار
كيف سيكون شكل الملعب في 2022.. وهل يكفي 18 شهرا فقط للانتهاء من هذا المشروع العملاق والمعلن عن موعد الانتهاء منه في أغسطس 2018..؟
ما أبرز التحديات، وكيف سارت الأمور منذ الكشف عن تصميم الملعب والماكيت الخاص بالمشروع، وما مراحل سير العمل والتحديات..
كل هذه الأسئلة وضعناها على مائدة الحوار مع الدكتور ناصر حمد الهاجري مدير المشروع والذي تحدث لـ الوطن الرياضي في ختام الجولة في كل الاتجاهات، ورد بدون أي تحفظ أو دبلوماسية فكانت هذه هي تفاصيل اللقاء:

في البداية نريد أن نعرف الموعد المحدد للانتهاء من الملعب..؟
- إن شاء الله في أغسطس من عام 2018 سيتم الانتهاء تماما من عملية البناء والتشغيل الكامل للاستاد.
لكن ألا ترى أن الوقت ضيق جيد للانتهاء في هذا الموعد المحدد..؟
- ندرك جيدا منذ أن تولينا مهمة هذا المشروع أن الأمر ليس بالسهل على الإطلاق، وأن التحدي صعب جدا لكننا نعمل على مدار الـ24 ساعة يوميا وطوال الأيام السبعة في الأسبوع وهناك فريق عمل متكامل من عمال يصل عددهم إلى 3 آلاف عامل وأيضا مشرفون ومقاول ويتواجد الجميع في الموقع بشكل متواصل لإنجاز المهمة في الوقت المحدد.
هل توجد صعوبات في هذا المشروع العملاق..؟
- لن أخفي عليكم سرا أننا في البداية كانت لدينا الكثير من الصعوبات وكان هناك تأخير في بعض القطاعات الإنشائية، لكن وخلال شهري يناير وفبراير تجاوزنا كل ذلك والحمد لله المستوى في التطوير والإنشاءات أصبح بشكل أكبر ونحن الآن في وضع مرضٍ جدا وهمنا الوحيد أن يكون التسليم لهذا المشروع العملاق كما ذكرت في موعده.
إذن هي مسألة تحدٍ بالنسبة لكم..؟
- من دون أدنى شك تحدٍ كبير بالنسبة لنا لأنه مشروع ليس بالسهل على الإطلاق ومطلوب إنجازه في فترة وجيزة، ويكفي أن أخبرك أن بعض الشركات بعد أن تم إرساء المناقصة عليهم اعتذروا عن الاستمرار في المشروع لضيق الوقت 3 سنوات فقط من أجل إنجاز المشروع.
ولماذا رغم أن 3 أو 4 سنوات ليست بالوقت القليل..؟
- لأن المشروع ليس مجرد استاد كرة قدم فقط فهو مشروع متكامل سيستفيد منه أهل الخور ليس من الملعب فقط، وإنما سيكون هناك أيضا فندق 5 نجوم ومجمع تجاري (مول) وحديقة تحيط بها بحيرات ومطاعم تصل إلى 6 مطاعم بالإضافة إلى 5 مصليات للصلاة وجلسات كثيرة للعائلات وممشى رياضي بالإضافة أيضا لمضمار للدراجات، وآخر للإبل والخيل، ومهبط للطائرات الهليكوبتر، كما سيكون هناك فرع لمستشفى أسبيتار وقاعات للمعارض الدولية وحفلات الزواج، بالإضافة لوجود فرع لنادي الخور و4 ملاعب خارجية للتدريب بمساحة إجمالية تصل إلى مليون و300 ألف متر مربع.
وما أبرز التحديات التي واجهتكم خلال الفترة الماضية..؟
- أبرز التحديات كانت توافر المواد فقد كنا بحاجة إلى 11 مليون طن دفان فقط وهذا كان تحديا كبيرا لأنه يأتي من خارج الموقع لكن الحمد لله مرت الأمور على ما يرام.
وماذا عن العمال..؟
- يشتمل المشروع على قرية عمالية متكاملة تضم السكن ووسائل الراحة والترفيه والعلاج الطبي والمواصلات والحمد لله، كل شيء على أعلى مستوى ويتم وفقا لمتطلبات وزارة العمل واللجنة العليا والمشاريع والإرث، حيث نحرص على الإيفاء التام بالمتطلبات المعيشية بأفضل صورة للعمال لأنهم عنصر مهم للغاية في تحقيق الهدف، ومن دون شك إذا كان العمال يشعرون بالراحة فستكون كفاءة آدائهم أعلى وهو ما نحرص عليه حيث وفرنا للعمال الإقامة قريبا من المشروع، بدلا من التنقل من بعيد لأن التنقلات وحدها ربما تحتاج إلى ساعتين ذهابا وأخرى إيابا ويشعر العامل بالإجهاد، لكن الآن هو يحصل على راحة أكبر لأن المسافة من الموقع إلى السكن أقل من نصف كيلو متر ولا توجد لدينا أي مشاكل بالتالي.
وكيف جاءت هذه الفكرة..؟
- بالتأكيد هي فكرة من المسؤولين وجاءت بهدف تفادي الزحام والحوادث التي كانت تحدث مع تحرك باصات العمال في أوقات الدوام، مع وضع خطة للاستفادة من هذا السكن بعد نهاية كأس العالم واستغلاله في الإرث للصيانة أو أي أمور أخرى.
كيف كانت ردود الأفعال التي وصلتكم حول التصميم المختلف لهذا الاستاد..؟
- لك أن تعلم أننا بعد أن شاهد الكثيرون التصميم الأوليَّ وكيف أنه مستمد من التراث القطري، قابلت محموعة من المسؤولين والهندسيين في بريطانيا وأبدوا إعجابهم وانبهارهم الشديد بفكرة أن يكون هناك ملعب على شكل خيمة تراثية كتصميم فريد جدا من نوعه لأحد ملاعب كرة القدم في العالم لأنه يستمد شكله من البيئة القطرية عكس كل الملاعب المتعارف عليها في العالم، وهو يشير إلى أهل المنطقة وكيف كانوا يعيشون.
وهل استفدتم خلال زياراتكم لأهل المنطقة من آرائهم..؟
- بالتأكيد.. لقد كانت هذه الزيارات مهمة للغاية للتعرف على الآراء من أهالي المنطقة أنفسهم والتعرف على احتياجاتهم وقد أعطونا فكرة إقامة الفندق لأنه لا توجد فنادق بالمنطقة 5 نجوم فتم على الفور تطبيق الفكرة على أرض الواقع.
بالنسبة للتبريد هل سينفذ رغم أن المونديال في الشتاء..؟
- نعم الملعب مكيف بالكامل والسقف متحرك أيضا ويمكن إغلاقه بالكامل في أي وقت، وبالتالي الملعب ملائم لظروف فصلي الصيف والشتاء أيضا وإن كان من الأفضل أن يكون في الشتاء.
بالنسبة للتقنيات الهندسية ما أبرزها في هذا المشروع..؟
- أعتقد أن من أبرز التقنيات تحويل جزء من الملعب إلى فندق بعد استخدامه في كأس العالم، بالاضافة إلى إزالة عدد من المقاعد للتبرع بها، كما أن تصميم الملعب من الداخل يسهل عملية دخول الجماهير حيث لا تتم من الدور الأرضي ولكن عبر عملية دقيقة تساعد على إخلاء الملعب بعد نهاية المباراة من الجماهير خلال 45 دقيقة فقط، كما يراعى أيضا وجود مداخل خاصة لذوي الاحتياجات الخاصة ومصاعد لهم، ومداخل لكبار الشخصيات.
ما توقعاتك لاستضافة قطر لمونديال 2022..؟
- أتوقعها نسخة استثنائية وأعتقد أن الفيفا على ثقة بحدوث ذلك أيضا من خلال الزيارات التي قام بها وإطلاعه على التحضيرات والترتيبات الأخيرة وهذا يعطي انطباعا وشعورا قويا بأن الحدث سيكون مميزا جدا.
وماذا تود أن تقول للأجيال القادمة بعد الجهد الكبير الذي بذلتموه هنا...؟
- أقول لهم مهما فعلنا وبذلنا من جهد فقطر تستحق الأفضل دائما ويجب أن يظل هذا هو هدفنا جميعا وندرك أننا نستطيع عمل ما قد تعجز عنه دول كبرى ونسعى دائما إلى أن نقدم شيئا مميزا في هذا الحدث العالمي الكبير، وبعده أيضا نترك إرثا للناس، فأجمل ما في هذا المونديال هو الإرث هذه الفكرة الرائدة التي ستفيد المجتمع كثيرا، ويصبح هذا الملعب أحد معالم قطر على مر التاريخ.
في رأيك ما المكاسب التي ستعود من استضافة كأس العالم بالنسبة لأهالي الخور..؟
- المكاسب ستكون أكبر من مجرد الملعب وكأس العالم، فالحديقة التي سيتم تنفيذها ضمن هذا المشروع ستكون من أذكى الحدائق في العالم باستخدامها لنظام الطاقة المتجددة في الطاقة والكهرباء، بالإضافة لوجود خدمات الإنترنت في كل مكان مع استخدام الطاقة الشمسية.
أخيرا هل تشعر بالفخر لوجودك ضمن فريق عمل هذا المشروع..؟
- دون أدنى شك سأظل فخورا حتى آخر يوم في حياتي أني عملت في مشروع يخدم الوطن ومميز بهذا الشكل الرائع ويكاد يكون أكبر مشروع رياضي في العالم.
copy short url   نسخ
27/02/2017
3635