+ A
A -

تشهد الرياضة بمختلف أنواعها خلال السنوات الأخيرة إقبالا هائلًا من مختلف الشرائح العمريّة للمجتمع، ومن كلا الجنسين نساءً ورجالا. كما أدى هذا الإقبال إلى تطوّر في مختلف الألعاب الرياضيّة، سواء كانت جماعيّة أم فرديّة، مما يساهم في ازدهار «ممارسة الرياضة» خاصّة في الفضاءات المغلقة كالصالات الرياضيّة التي أصبحت تمثّل متنفّسًا للابتعاد عن الضغوط النفسيّة.
تجسّد الرياضة وسيلة من أهمّ الوسائل التي تساهم في كلّ من الحفاظ على سلامة الجسم وصحتّه من الأمراض، كما تحوّل تلك الضغوط والمشاكل النفسيّة التي يواجهها كل ممارسي الرياضة إلى مشاعر إيجابيّة تدعم شعور الرضا عند المرء وتساهم في تطوّر ثقته بنفسه. ورغم الإقبال الملحوظ من كلا الجنسين، إلاّ أنّ الدراسات لا تزال تشير إلى اهتمام الرجال أكثر من المرأة بممارسة الرياضة، وهو ما يجعلها ظاهرة تستحق الدراسة.
سيطرة الذكور على الرياضة
تشير الإحصائيّات إلى أن نسبة الفتيات الرياضّيات في المدارس الثانويّة لا تتجاوز 7% قبل سنة 1972، أمّا اليوم فهي تصل إلى 42%. كما تواصل الإحصائيّات الحديثة إظهار سيطرة الذكور على الرياضة من خلال ممارستها والاهتمام بها، بعدد تجاوز ضعف النساء في مجموعة متكوّنة من أكثر من خمسين دولة وثقافة مختلفة حول العالم، حسبما تعلنه دراسة للباحث «دينر» DEANER نشرها سنة 2013. وهذا يؤكد أنّ الرياضات الجماعيّة لا تزال رياضات ذكوريّة بحتة، ولكن اهتمام المجتمعات بممارسة المرأة للرياضة، وإتاحة الفرص لها، أسهم في تشجيع مشاركتها بشكل بارز.
محدوديّة مشاركة المرأة
تميل بعض الآراء إلى أنّ سبب محدوديّة مشاركة المرأة في الرياضة داخل المجتمعات هي عدم توفّر الوقت الكافي للمرأة لتمارس الرياضة، إلاّ أنّ البحوث تستنتج أن المرأة تتمتّع بنفس المدّة الكافية التي يتمتّع بها الرجال لممارسة الرياضة. ولكن ما يدعم هذا التباين، هو طبيعة السلوكيات الأنثويّة التي توجّه الفتيات لنشاطات أخرى، وتجعل من نشاطها البدني يقتصر فقط على مجموعة من الرياضات الأنثوية البسيطة، كرياضة اليوغا والتمارين الروتينيّة داخل صالات الرياضة. أما السبب الثاني فهو يعود إلى عدم توافر أخصّائيّات رياضيّات بشكل كاف لجذب اهتمام العنصر النسائي.
التقليص من الضغط النفسي
ممارسة التمارين الرياضيّة من الهرولة إلى لعب كرة القدم، تلعب دورين مزدوجين؛ نشاطا بدنيّا وطريقة ناجعة للتقليل من الضغط النفسي الذي يتعرضّ له الفرد يوميًّا في خضّم الحياة الروتينيّة. تظهر الدراسات العلميّة أنّ التمارين الرياضيّة التي تستهلك نشاطاً بدنيًّا كبيرًا، تحثّ الدماغ على إفراز كيميائيات متمثّلة في نواقل عصبيّة تعرف طبيًّا بـ«الإندروفين»، والذي يمنح الإحساس بمشاعر متنوّعة من البهجة والسرور، ويساهم في خفض مستويات الضغط النفسي عند الفرد، بطريقة أوضح، إنّ التركيز الكامل الذي يشهده العقل خلال ممارسة النشاط الرياضيّ، يحرّره من الإحساس بالقلق.
إثراء شعور الاعتزاز بالنفس
تتجاوز فوائد ممارسة الرياضة خفض مستويات الضغط النفسيّ فقط، لتتعدّد المنافع النفسيّة الإيجابيّة لهذا النشاط البدني، إذ تساعد على تعزيز شعور الثقة بالنفس والتحفيز خاصّة لدى الشباب عند ممارسة اللعب الجماعي، وبحسب دراسة أجراها الأخصائيان ديفيد روكو وجوزيف سانتروك في كتابيهما «المراهقة» و«الرياضة في مرحلة المراهقة»، يستنتجان قدرة الرياضات الجماعيّة على دعم الشعور بالانتماء، التفوّق والاستمتاع. أّما بالنسبة للصغار والبالغين على حدّ سواء، فتشير الأبحاث إلى السعادة المفرطة التي تسيطر على كلّ من البالغين والأطفال، وهو ما يساعد على إثراء شعور الاعتزاز بالنفس.




ممارسة الرياضة ضرورة
يعترف الشباب أن ممارسة الرياضة ضرورة، إذ يمكنها منحهم السعادة، وتحسين مظهره الخارجي، وتحسين مزاجهم، وكذلك تحسين انتاجيتهم في العمل.
باسم محمود: تمنحني الراحة النفسية
تحدث باسم محمود عن حرصه الشديد على ممارسة الرياضة منذ أكثر من ثلاثة أعوام، وتقتصر تدريباته على الركض على كورنيش الدوحة، مرتين اسبوعياً.
وعن حجم الفوائد التي ترتبت على عملية الانتظام في ممارسة الرياضة، يؤكد على شعوره بالارتياح بشكل دائم، فضلاً عن ان الرياضة ساهمت بشكل كبير في تخفيف الضغوطات العملية، وساهمت في تفريغ طاقته السلبية وتبديلها بأخرى ايجابية، كذلك من ضمن الفوائد التي ترتبت على انتظامه في ممارسة الرياضة الانتظام في مواعيد النوم وتناول الوجبات الغذائية، وتنظيم الوقت بشكل عام، ومساهمتها كذلك في ارتفاع نسب التركيز اثناء العمل بجانب الفوائد الصحية العديدة، ومن ضمنها خسارة الوزن الزائد، والوقاية من الأمراض، ولعل ابرزها السكري، لذا الرياضة من العوامل الايجابية التي تغير كثيراً من نمط حياة الفرد، وتساهم كذلك في تحسين انتاجيته في العمل.
وينوه باسم، إلى توقفه عن ممارسة الرياضة في فترة معينة، لكنه لمس العديد من السلبيات التي عاودت سلوكياته الحياتية، مما شجعه للعودة مجدداً للانتظام في ممارستها.
إبراهيم رأفت : 20 كيلو في 4 شهور
يؤكد إبراهيم رأفت أن للرياضة دورا مهما في حياة الجميع، بخاصة ان الرياضة ساهمت في تخلصه من 20 كيلو في غضون اربعة أشهر فقط، لاعتماده في تلك الفترة على الركض بشكل يومي على كورنيش الدوحة، فضلاً عن ممارسة السباحة.
ويعترف ان الرياضة ساهمت في تحسن مظهره الخارجي، مما ساهم في تحسين مزاجه العام، وكذلك تحسين انتاجيته في العمل، لذا يرى ان هناك ضرورة للانتظام بشكل مستمر في ممارسة الرياضة لما تحمله من ايجابيات عديدة.
عاصم احمد: تحسين الانتاجية العملية
ويرى عاصم احمد أن الرياضة من الأمور الهامة جداً في حياة الإنسان؛ لان العقل السليم في الجسد السليم، وتمنح الفرد القدرة على العمل والتركيز وتنظيم حياته بشكل عام، وتساهم كذلك في منح الفرد السعادة المطلوبة، لان الرياضة تساهم في تخفيف حدة القلق والتوتر والضغوطات النفسية الناتجة عن الحياة اليومية.
ويؤكد حرصه على ممارسة الرياضة -منذ عامين- وتحديداً رياضة ركوب الدراجات الهوائية، وخلال هذه الفترة لمس العديد من المتغيرات من ضمنها تحسين انتاجيته في العمل، فضلاً عن شعوره بالسعادة والرضا على النفس بشكل مستمر.
ويشير إلى ان الرياضة ساهمت بخسارة 10 كيلو من وزنه، مما منحه المزيد من الرضا والسعادة، مؤكداً ان السبب الحقيقي وراء انتظامه في الرياضة هو وجود الرغبة في تحسين المزاج، فضلاً عن الحفاظ على الصحة، بخاصة ان الاهتمام بالعمل فقط غير كاف، ويجب الاهتمام بالصحة كذلك لأداء العمل بشكل أفضل.
محمد العبادي : الرياضة مفتاح السعادة
ويقول محمد العبادي -20 عاما- طالب بكلية حمد بن خليفة- ان التطور التكنولوجي من ضمن الاسباب الرئيسية التي أدت إلى عزوف الكثيرين عن ممارسة الرياضة، وهو ما أدى إلى اصابة بعض الشباب بأمراض غير متعارف عليها في تلك المرحلة العمرية، وهو أمر عائد بكل تأكيد إلى عدم الحركة وممارسة الرياضة، لذا يرى ان الرياضة من الوسائل الرئيسية التي تحافظ على صحة الأفراد والتي تنمي لديهم كذلك روح الإصرار والعزيمة.
ويحرص العبادي على ممارسة الرياضة لثلاثة ايام اسبوعياً، مما يؤدي لاستفادته كثيراً على المستوى الشخصي من حيث تنظيم الوقت وتخفيف الضغوطات الحياتية.
وينصح العبادي بضرورة إيجاد التوازن بين استخدام الوسائل التكنولوجية وممارسة الرياضة، بخاصة ان الرياضة هي مفتاح السعادة.





الرياضة من أولويات الحياة
استطلع ملف الوطن آراء الشابات في قطر حول أهمية الرياضة في حياة الإنسان، واتفقن جميعاً أنها من أولويات الحياة الصحية.. ترى هبة أن أهمية الرياضة كالطعام والشراب تماماً، وتوافقها مي إبراهيم على ذلك، وتضيف: مهما كانت الظروف والمشاغل يجب أن تمارس الرياضة بشكل دائم، وتؤكد آلاء المريدي أن ترك الرياضة يسبب الكثير من الأضرار الصحية.
هبة : كنت بطلة رياضة الكاراتيه
تقول هبة: أحب ممارسة الرياضة، وكانت على جدولي اليومي؛ وكنت بطلة في رياضة الكاراتيه، لكن بسبب ظروف الحياة والزواج تقلص وقت ممارستي للرياضة لثلاثة أيام في الأسبوع، حيث ألعب الأيروبيكس.
وتنصح هبة الجميع بممارسة الرياضة، مهما كانت ظروفهم.. وتضيف أن الموضوع بسيط، وتنظيم الوقت يساعد على إيجاد وقت لكل شيء بما ذلك الرياضة.. وحتى في أوقات الفراغ تمارس رياضة المشي.. وهي ترى أن الرياضة يجب أن تكون أسلوب حياة متكاملاً.. وتشير إلى أن آخر مشاركة رياضية لها كانت في سباق الألوان.
مي إبراهيم : تعطي طاقة إيجابية
وتعترف مي إبراهيم كنت أمارس الرياضة بشكل منتظم، لكن بعد زواجي قلت الأوقات التي أستطيع التفرغ فيها للرياضة، هذا ما قالته مي.. وتابعت احرص أن تبقى الرياضة موجودة في حياتي، وأحاول غرس أهمية الرياضة في نفس ابنتي الصغيرة، وأن اجعلها تشارك في مختلف الأنشطة الرياضية، وعندما تصل إلى سن مناسبة، سوف سأسجلها ضمن رياضة تناسب سنها الصغيرة.
آلاء المريدي: الرياضة تحارب الشيخوخة
ممارسة الرياضة مهمة جداً، فهي تحرك الجسم وتنشط الدورة الدموية والعقل أيضاً.. هذا ما تقوله آلاء المريدي.. وتضيف: إن الإنسان إذا ترك الرياضة سوف يكبر قبل أوانه.. وعند محاولة بذل أي مجمود بدني - ولو كان صغيراً- يشعر بالتعب بسرعة، وذلك بسبب عدم ممارسة الرياضة.. وتأمل آلاء بتوفير النوادي الرياضية للسيدات، في كل مكان، وأن تناسب الأوقات المتاحة فيها أوقات العمل.. وتتابع الناس يعطون أنفسهم مبررات لعدم ممارسة الرياضة، مع أن الأمر بسيط، وبإمكان المرأة/ الشابة أن تمارس الرياضة في المنزل لمدة ربع ساعة، ويمكن أن تؤدي بعض الحركات الرياضية في غرفتها، والموضوع كله يتطلب الإرادة، فالرياضة تجعل الجسم مرناً وصحياً.







خالد المريسي : مبادرة «عنابي انت قدها» هدفها إيجاد منارة لمجتمع رياضي
تحدث خالد المريسي الرئيس التنفيذي لمبادرة «عنابي انت قدها» عن اهداف المبادرة التي ترمي إلى ايجاد منارة لمجتمع رياضي يتمتع بأخلاق حميدة، والوصول إلى كافة الشرائح المجتمعية من خلال المشاركة الفعالة في الانشطة الرياضية والثقافية والاجتماعية، بهدف تعزيز قيم الاخلاق من الجانب الرياضي بطريقة ايجابية، وابراز كذلك المشاركات الرياضية في قطر وتشجيع النشا على تنمية القدرات والابداع والابتكار، فضلاً عن التعاون مع مبادرات محلية وعالمية لخلق مشاريع مجتمعية مستدامة تلائم رؤية قطر 2030.
وعن أهمية الرياضة بوجه عام، يشير إلى ان هنا من يركز على ممارسة الرياضة بهدف بناء العضلات وغيرها من الامور البعيدة عن صلب مفهوم الرياضة واهميتها، لذا المبادرة تركز على جوانب اخرى وعديدة، أبرزها أثر الرياضة على الحالة النفسية والمزاجية وعلى الحياة الاجتماعية والعملية والتعليمية.
تنمية مفاهيم المشاركة المجتمعية
ويؤكد المريسي ان فكرة قطر لاستحداث يوم رياضي سنوي؛ ليست بهدف الركض فقط خلال ذلك اليوم، بل للوصول إلى مفاهيم المشاركة المجتمعية، بخاصة ان الرياضة في حد ذاتها حياة وثقافة، وتحويل الرياضة إلى اسلوب حياة لدى الافراد، من ضمن الاهداف الرئيسية للمبادرة، بخاصة ان الرياضة من الوسائل التي تساهم في نمو الوعي وزيادة الاصرار لدى الافراد، وتعمل على رفع درجات الاصرار والتحدي، وتنمي العديد من القيم الرياضية؛ ولعل أبرزها الروح الرياضية والعمل الجماعي والقيادة والتفاهم والعمل تحت الضغوطات، وكلها أمور تولد من قلب مفهوم الرياضة.
تحويل المبادرة لكيان مؤسسي
ويشير المريسي ان المبادرة خلال الوقت الراهن تسعى للتحول من مجرد مبادرة إلى كيان مؤسسي يساهم في نشر فوائد الرياضة داخل المجتمعات، كذلك تحضر الآن لتنظيم فعالية رياضية عالمية يوم 8 ابريل المقبل، وتتشابه كثيراً مع فعاليات اليوم الرياضي، لكنها تحمل عنوان التنمية والسلام.
وعن أبرز التحديات الخاصة بالمبادرة، يؤكد ان التحدي الابرز يكمن في اسباب عزوف البعض عن ممارسة الرياضة، وتتمثل تلك الاسباب في حالة الياس الموجودة لدى البعض تحديداً اصحاب التركيز على العاب رياضية محددة، فضلاً عن ارتفاع درجات الحرارة، وغيرها من الامور، لكن المبادرة تسعى إلى تخطي تلك التحديات، بخاصة ان اعضاء المبادرة كافة مروا بتلك التحديات، وتمكنوا من تخطيها مما ادى إلى تغيير حياتهم إلى الأفضل، بعد تنمية القيم الإنسانية التي تحدثت عنها سابقاً والمتمثلة بالوعي والانتماء والمشاركة.






يحتاج البالغ 30 دقيقة مـــــــــــــن التمــارين 5 مــرات أسبوعيا
توضح د.جهينة علي حاجي استشاري أول طب الأسرة بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية أهمية الرياضة لأجهزة الجسم المختلفة، وأن التمارين الرياضية المنتظمة جزء حاسم من الحفاظ على الصحة، والناس الذين يحافظون على نشاطهم يُعمِّرون أكثر ويشعرون بحالٍ أفضل، ويمكن أن تساعد التمارين الرياضية على الحفاظ على الوزن الصحي، كما يمكن أن تمنع أو تؤخر الإصابةَ بالأمراض، مثل: مرض السكري، وبعض أنواع السرطانات والمشاكل القلبية.
ويحتاج معظم الناس البالغين إلى ثلاثين دقيقة من التمارين البدنية المعتدلة؛ لمدة خمسة أيام في الأسبوع كحد أدنى. وتتضمن الأمثلة عن هذه النشاطات: المشي السريع وجزّ عشب الحديقة، والسِباحة وركوب الدراجة. كما يمكن لتمارين التمدد ورفع الأثقال أن تقوي الجسم وأن تحسن مستوى اللياقة.
فوائد على المدى القصير
وتضيف د.جهينة علي حاجي: لا يمكن حصر الفوائد الكبيرة التي يجنيها الشخص جراء ممارسته للأنشطة البدنية، فهي تزيد من نبضات القلب مما يؤدي إلى تدفق الدم المحمل بالأكسجين والعناصر الغذائية لإنتاج الطاقة لجميع أعضاء الجسم، كما أن ممارسة الرياضة تجعل الشخص يتنفس بعمق مما يزيد كمية الأكسجين ويعطي طاقة أكبر لحمل الفضلات من الرئة، كما أنها تساعد في التخفيف من اضطرابات ومشاكل الدورة الشهرية، وتحسن اللياقة البدنية (زيادة القوة العضلية، التحمل، تحسين القوام، المرونة) وتقلل آلام تصلب المفاصل والأمراض المزمنة مثل الروماتيزم، كما أن الرياضة تزيد من القدرة الجسمية في أداء الأعمال اليومية دون الشعور بالتعب والإجهاد، وتحسن نمط النوم والذي له تأثير إيجابي على الصحة العامة، كما أنها تحسن المزاج والسلوك العام للفرد.
فوائد على المدى البعيد
وتبين د.جهينة علي حاجي فوائد التمارين الرياضية على الصحة على المدى البعيد فتقول: تقوي جهاز الدورة الدموية بما يحتويه من القلب والشرايين؛ فتخف الإصابة بأمراض تصلب الشرايين، وتزيد من حجم الألياف العضلية، وينتج عنها زيادة القوة العضلية، وتقلل من فرص الإصابة بأمراض الشيخوخة، كما أن التمرينات الرياضية الهوائية (المشي، السباحة، ركوب الدراجات، القفز بالحبل) تزيد من مستوى الكوليسترول الجيد في الدم وتخفض الجلسريدات الثلاثية مما تؤدى إلى التأثير الإيجابي على الصحة، وممارسة التمارين الرياضية تقلل من الدهون المخزنة في الجسم وتزيد كثافة وقوة العظام، وتزيد امتصاص الكالسيوم والإقلال من فقدان العناصر المعدنية.
الرياضة وكبار السن
وتعدد د.جهينة علي حاجي فوائد ممارسة الرياضة لكبار السن: التمارين الرياضية من أهم الأمور في المحافظة على الحياة الصحية بالنسبة لكبار السن، وهي تستطيع تخفيف بعض الآلام والأوجاع التي تعتبر جزءاً من مظاهر التقدُّم في السن، كما تساعد على الوقاية من مجموعة من المشكلات الصحية، كأمراض القلب والسكتات.
وعلى الشخص المتقدم في السن أن يتعاون مع الطبيب أو المعالج الفيزيائي من أجل وضع خطة للتمارين الرياضية بحيث تكون مناسبة له، ومن المهم أن تكون البداية بطيئة، وينصح معظم الأطباء بأن يمارس الشخص المتقدم في السن التمارين الرياضية من ثلاث مرات إلى خمس مرات في الأسبوع، وذلك لمدة لا تقل عن نصف ساعة في المرة الواحدة، ومن الممكن أيضاً توزيع النشاطات الرياضية على أوقات مختلفة من اليوم الواحد.
الرياضة وهشاشة العظام
وعن كيفية علاج هشاشة العظام وتجنب الإصابة بها من خلال الرياضة، تبين د.جهينة علي حاجي أن هنالك أنواع خاصة من التمارين الرياضية التي تعمل على تقوية عظام الجسم والحفاظ على كثافتها، وتشمل:
تمارين تقوية العضلات، وتمارين تحمل الوزن، وتمارين التوازن والمرونة.
تمارين تحمل الوزن: وهي التمارين التي تحرك فيها جسمك ضد الجاذبية، مع الحفاظ على وضع مستقيم، وقد تكون شديدة التأثير أو ذات تأثير منخفض.
تمارين تقوية العضلات: وهي التمارين التي تحرك فيها جسمك لرفع وزن ما، أو ضد مقاومة ما، وتكون المقاومة هنا ضد الجاذبية، وتشمل: رفع الأثقال، استخدام آلات رفع الأوزان، استخدام الحبل أو الشريط المطاطي، تمارين رفع ثقل الجسم.
تمارين التوازن والمرونة: حيث تساعد في تحسين المرونة والقوة والتوازن، ومن أمثلتها اليوجا.
الرياضة والصحة النفسية للفرد
وفي هذا الصدد تشير د. حاجي إلى أن هناك دراسات تؤكد على أهمية الرياضة وعلاقتها بالصحة النفسية في التخزين المؤقت للدماغ. حيث يؤثر تحرك العضلات على الصحة العقلية وعلى الحالة المزاجية، وأن هناك بعض التمارين التي تخفف من الاكتئاب المزمن وتساعد على العودة إلى النشاط وتوفر الشعور بالإنجاز والسعادة والاستقرار النفسي،
كما يوجد أنواع عديدة من التمارين الرياضي والتي تزيد من القدرة على التكيف مع الإجهاد والضغوط الاجتماعية وإلحاق الهزيمة بها والتخفيف من الاكتئاب.
حيث أشارت أن هناك تمارين ذهنية لإثراء وتخزين مؤقت لكيفية عمل الدماغ والرد على الضغوطات في المستقبل بتكوين عامل التحدي وفي مقدمتها تحدي الذات. كما أن هناك أدلة على أن الأفراد نشيطو الذهنية في سن متقدم أنهم أولئك الذين تعودوا ممارسة رياضة ما وواظبوا على إثارة وتنشيط قدراتهم العقلية فكانت نسبة تعرضهم لاضطرابات الذاكرة أقل من أولئك المتصفين بقلة الحركة وعدم نزوعهم إلى ممارسة أعمال ذهنية من شأنها تنشيط الذهن وإثارة يقظته.
الأماكن المفتوحة أم المغلقة؟!
وبسؤالها عن الأفضل للصحة بين ممارسة الرياضة في الأماكن المفتوحة أم المغلقة قالت د.جهينة علي حاجي: على الرغم من أن العديد من صالات الألعاب الرياضية تحاول محاكاة الطبيعة، إلا أنها لا تزال غير فعالة مقارنة بالأماكن المفتوحة، فإحدى الفوائد الرئيسية لممارسة الرياضة في الخارج هي أنها تحرق المزيد من السعرات الحرارية بشكل أسرع. على سبيل المثال، الجري في الأماكن المفتوحة يكون أصعب من الجري على المشاية الكهربائية، فالخطوات تكون مختلفة، كما أن التضاريس والمقاومة الطبيعية للرياح تجعل التمرين أكثر فائدة.
وتضيف: على الرغم من الحاجة لحماية البشرة من أشعة الشمس، إلا أن ممارسة التمارين في الخارج هي مصدر رائع لفيتامين (د) الذي له فائدة كبيرة للقلب والعظام والجهاز المناعي، كما أنه يساعد أيضا في الحفاظ على الوزن الصحي والصحة بشكل عام.
وينصح أي شخص لديه صعوبة في التركيز بممارسة الرياضة في الهواء الطلق، فعندما يكون في المنزل، قد يميل إلى التركيز أكثر على التليفزيون أو الجهاز المحمول. أما عندما يكون بالخارج، فإن التركيز يكون باستمرار على ما يتم القيام به، مما يساعد على تحسين التركيز في جميع مجالات الحياة.
كما أشارت إلى إن ممارسة التمارين الرياضية في الخارج هي وسيلة ممتازة للمساعدة في تفادي الشعور بالاكتئاب لأنها ترفع من الحالة المزاجية للشخص، كما أنها تساعد على تحسين الصحة النفسية بشكل عام. فالطبيعة كما ذكرت تساعد أي شخص يعاني من القلق أو الاكتئاب أن يقوم ببعض التمارين في الخارج بضع مرات في الأسبوع.
وأضافت: إن زيادة فيتامين (د) بالإضافة إلى التمرينات الشاقة تساعد على تحسين صحة القلب، وهذا يؤدي إلى انخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب، وعلى الرغم من أن أي شخص بحاجة إلى اتباع نظام غذائي صحي، إلا أن ممارسة بعض التمارين في الخارج يمنح المزيد من الوقاية من الأمراض، كما أن ممارسة التمارين الرياضية في الخارج، يساعد على التحسن العام في الصحة ويجعلها أقل عرضة للإصابة بالأمراض المختلفة، فالهواء النقي المتجدد في الخارج يساعد على عدم استنشاق نفس الجراثيم مراراً وتكراراً كما هو الحال في الأماكن المغلقة.






الرياضة تجنب الإصابة بالسمنة
يؤكد المدرب الرياضي محمد عبدالكريم، ان للرياضة أهمية قصوى في حياة الإنسان؛ بخاصة انها تجنبه الاصابة بالعديد من الامراض كالسكري، على سبيل المثال، فضلاً عن تحسينها لكافة الوظائف الحيوية لجسم الإنسان، مما يؤدي لرفع كفاءة القدرة الجسدية ورفع معدلات التركيز والانتاجية والتخلص بشكل مستمر من الطاقات السلبية، كذلك الرياضة من العوامل الرئيسية التي تساهم في تجنب الاصابة بالسمنة، والتي تؤدي هي الاخرى إلى اصابة الإنسان بالعديد من الامراض الناتجة عن تراكم الدهون والتي لا يمكن التخلص منها أو الوقاية من تكوينها سوى بالرياضة.
ما المقصود بالرياضة الهوائية؟
وعن أفضل الرياضات التي تلائم كلا الجنسين يرى عبدالكريم ان الرياضات الهوائية التي تعتمد على وزن الجسم هي الانسب والافضل كلا الجنسين، والمقصود بالرياضة الهوائية، هي تمارين المشي والركض وركوب الدراجات الهوائية، بخاصة ان التمارين الهوائية اثبتت قدرتها على حرق الدهون، على سبيل المثال من منطقة البطن والكبد بصورة فعالة مقارنة بتمارين البطن المعتاد استخدامها في تلك الحالات، ويؤكد ان للتمارين الهوائية شروط، من ضمنها عدم زيادة وقت التمارين عن 20 إلى 40 دقيقة، بخاصة ان الزيادة عن تلك الفترة وفقاً للدراسات الحديثة يؤدي إلى خسارة كتلة العضلة، فضلاً عن عدم زيادتها عن 6 تدريبات في الاسبوع.







الرياضة.. أسلوب حياة
ينبغي للمرء ممارسة الرياضة، وإن لم يكن رياضيا، فالرياضة في مفهومها الأشمل، أسلوب حياة، ونبراس أخلاقي، وحافز لبناء الذات، ووسيلة للمشاركة والتواصل مع الآخر.
الاحتفال باليوم الرياضي للدولة، وتخصيص يوم الثلاثاء من الأسبوع الثاني لشهر فبراير يوما رياضيا للدولة وعطلة رسمية سنويا، رسالة تبين أهمية تكريس مساحة خاصة للرياضة في حياتنا اليومية، وتذكير سنوي، هدفه أن علينا الاهتمام بالرياضة على مدار 365 يوما في العام.
ولا عذر لمن يتذرع بضيق الوقت، ذلك أننا لم نسمع يوما من يشكو أنه لا يشاهد «التلفاز» لضيق الوقت!! مثلا.. ويمكن للجميع جعل الرياضة أسلوب حياة -للرياضيين برامجهم الخاصة بالتأكيد- والمقصود الناس بكل أعمارهم، يمكنهم استخدام الدرج صعودا وهبوطا ما أمكن، يمكن المشي أثناء إجراء المكالمات الخلوية- وما أكثرها- تحريك الأطراف بطريقة بسيطة في البيت والمكتب، إنجاز بعض المهام الصغيرة وعدم طلبها من الآخرين، ركن السيارة في أول مكان تصادفه، وتمضية الوقت بالمشي بدلا من البحث عن أقرب موقف، خصوصا أن أجواء قطر جميلة هذه الشهور، وتحفز على المشي في حدائقها، والتي تضم في أغلبها أجهزة رياضية تناسب أفراد الأسرة، اقتناء جهاز رياضي بسيط يمكن أفراد الأسرة من ممارسة الرياضة في البيت، أو حتى أمام شاشة، فيستثمر وقته، على مدار السنة.
والرياضة أنواع، منها: البدنية، العقلية، الروحية، النفسية، الصوفية، والسلوكية: رياضة بَدَنيَّة، تمنح جسد الإنسان قوة ومرونة، رياضة عقلية تحافظ على صحة العقل وتدرب الذاكرة، رياضة روحية، تهب الروح السكينة والاطمئنان، رياضة نفسية تمنح النفس الراحة والرضا، رياضة صُوفيَّة: تهذب الأخلاق النَّفسية بملازمة العبادات، رياضة سلوكية تكسب الإنسان وتعلمه التحلي بالروح الرياضية.
ويعد مفهوم (الروح الرياضية)، مولودا أخلاقيا سلوكيا، استمد تعريفه من التنافس الشريف للأنشطة الرياضية، وأصبح (مصطلحا)، يطال الكثير مما نفعله في حياتنا اليومية، إذ يشمل التنافس في التجارة، والعمل، ويشمل سلوكيات العلاقات الاجتماعية العامة، وأيضا الخاصة في الحياة العائلية والأسرية، ولا أبالغ إن قلت: يشمل التعامل مع النفس، وتقبلها لذاتها- إذا لم تربح- بعيدا عن جلد الذات ولومها.. ذلك أن متعة اللعب/ العمل هي هدف نبيل بحد ذاته.
وتتجلى أرقى أنواع الرياضة بما يتم بين قلبك وصوتك الداخلي، حين تمر بممحاة -قبل أن تخلد للنوم كل ليلة- تجلوه من كل ما لا تحب.. وتسامح وتحلم بيوم قادم يحمل العافية والرضا..
فأنت تربح تارة، وتارة يربح الآخر، فحين تربح تفرح لنفسك، وتتمنى أن يفرح الجميع لك وبك ومعك، وحين يربح الآخر يتمنى ما تمنيت، فافرح له وبه ومعه..
عل الرياضة تحسن حياتنا وتجودها.. وترتقي بإنسانيتنا جميعا..






لا تقتصر ممارستها على المجهود البدني
يؤكد د.طاهر شلتوت أستاذ الطب النفسي، أن مقولة العقل السليم في الجسم السليم ليست مقولة تقليدية، وإنما هي حقيقة علمية واقعية، حيث إن الجسد والروح تجمعهما علاقة وطيدة ويؤثر كل منهما على الآخر، ولذلك تجب تغذيتهما بشكل صحيح، والمعنى هنا ليس التغذية العضوية من الفيتامينات والعناصر الأساسية التي يحتاجها الجسم فقط، وإنما تعني كذلك التنشيط وإعطاء الجسد قدرا من الاسترخاء والراحة، وكما هو للجسد فإنه أيضا للعقل والذهن أسلوب للتغذية عن طريق ممارسة الرياضة، والتي لا تقتصر على المجهود البدني فقط؛ وإنما هناك رياضات أخرى تبعث على الاسترخاء دون الحاجة إلى بذل الجهد؛ كاليوجا على سبيل المثال، بالإضافة إلى بعض الرياضات الخفيفة التي من الممكن ممارستها في المنزل عن طريق بعض التمرينات البسيطة، بالإضافة إلى رياضة المشي التي تعد من أسهل الرياضات التي من الممكن ممارستها، ولها فاعلية كبيرة على الجسد وتناسب فئات عمرية مختلفة، ويمكن القيام بها أيضا داخل المنزل عن طريق استخدام الآلات الرياضية.
الرياضة وتعديل كيمياء الجسد
ويبين د.طاهر شلتوت أن الرياضة تعمل على تعديل الكثير من كيمياء الجسد سواء العضوية مثل الإنسولين بحيث تقوم بضبطه بشكل جيد في الجسد أو المواد الكيميائية الخاصة بالحالة النفسية، حيث أوضحت العديد من الدراسات العلمية والتجارب الموثقة أن الرياضة تساعد في علاج عدد من المشاكل النفسية وعلى رأسها الاكتئاب والقلق وصعوبات النوم، كما تعمل على تحسين المزاج وإزالة الإحباط والضيق، بالإضافة إلى تنشيط العقل وزيادة نشاطات الدماغ بشكل إيجابي بما ينعكس على نشاط الذاكرة وقوتها والتقليل من نسب التشتت الذهني، بالإضافة إلى أنها تزيد من سرعة البديهة وقوة الملاحظة، وهي كذلك تعمل على تعزيز الثقة بالنفس خاصة عند تحسن مظهر الجسم وتحقيق الوزن المرغوب فيه.
بناء النفس والروح والجسد
ويضيف د.طاهر شلتوت أن الرياضة تساهم كذلك في تغيير سلوك الأفراد واكتساب مهارات جديدة، فهي تؤدي إلى الصبر والقدرة على ضبط النفس وتحمل الصعاب ومواجهة الأزمات وغيرها، ولذلك فإن فهي ليست وسيلة للترفيه أو لبناء العضلات فقط، وإنما هي وسيلة فعالة لبناء النفس والروح والجسد، ولهذا تهتم المجتمعات الواعية بأهمية ممارسة الرياضة ضمن الحصص المدرسية للطلاب؛ فهي تعمل على تهذيبهم نفسيا وجسديا؛ وتخرج الكثير من الطاقات الكامنة بداخلهم خاصة في هذا السن الصغيرة.








رياضة كمال الأجسام الأكثر رواجا في قطر
يعلي المدرب الرياضي مادو خالد من أهمية الرياضة ودورها الرئيسي في الوقاية من الإصابة بالأمراض، فضلاً عن كونها من العوامل التي تقي الشباب من الانحرافات السلوكية، المتمثلة في تعاطي المخدرات على سبيل المثال لا الحصر، وإن الرياضة من العوامل المساعدة كذلك على تفريغ الطاقات السلبية، وتحويلها إلى ايجابية فضلاً عن مساهمتها في رفع درجات التحدي والإصرار في حال أصبحت الرياضة من ضمن العادات اليومية للأفراد.
ويبين خالد أن أكثر الرياضات رواجاً في قطر هي (رياضة كمال الأجسام)، ورواجها– بحسب ما قال- يعود إلى قلة الوقت المطلوب لممارستها، وانخفاض تكاليفها أيضا، خاصة أن الأمر يقتصر خلال ممارسة رياضة كمال الأجسام على الالتحاق بأحد النوادي المتخصصة التي تشهد انتشاراً واسعاً في قطر خلال الفترة الأخيرة.
سرعة تحصيل المردود البدني
وعن أبرز التحديات التي تواجه الشباب في بداية ممارسة الرياضة، يرى أن رغبة الشباب في سرعة تحصيل المردود البدني العائد من ممارسة رياضة كمال الأجسام على رأس التحديات، خاصة أن البعض يعتقد أن رياضة كمال الأجسام تتطلب شهرا لبناء جسم رياضي جيد، وهو أمر لا يحدث بكل تأكيد، مما يصيب الشاب بالإحباط والملل، ويؤدي كذلك إلى العزوف التام عن معاودة ممارسة الرياضة.
copy short url   نسخ
14/02/2017
25471