+ A
A -
تحقيق - نجوى إسماعيل
توقع مراقبون أن تشهد الفترة المقبلة ارتفاعاً في أسعار تذاكر الطيران والسفر بنسبة تتأرجح بين 20% و25% وذلك في أعقاب الارتفاع المتواصل الذي تسجله أسعار النفط، فقد سجلت أسعار النفط ارتفاعاً قياسياً في العام 2016 من مستوى 28 دولاراً للبرميل، لينهي النفط العام 2016 عند مستوى 55.16 دولار، وحالياً يستقر خام القياس العالمي مزيج برنت فوق مستوى 56 دولاراً للبرميل،

مشيرين إلى أنه وخلال فترة التراجع القياسي في أسعار النفط فإن تذاكر الطيران سجلت تراجعاً مقتفية أثر انخفاض النفط، نظراً لتراجع التكلفة التشغيلية لوقود الطائرات، وبالتالي من الطبيعي أن ترتفع بارتفاع أسعار النفط، وقبل نحو شهر وافقت 11 دولة من منتجي النفط من خارج منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)على خفض إنتاجها من النفط بمعدل 558 ألف برميل يوميا، وذلك اعتبارا من الأول من يناير الجاري.
وأوضح المراقبون لـ الوطن الاقتصادي أن توقعات ارتفاع أسعار تذاكر الطيران والسفر تتكئ أيضاً إلى فترة الإجازات والعطل المدرسية والتي تشهد معدلات حجوزات عالية، ويأتي هذا الارتفاع بعد الانخفاض الذي حصل على مدار السنوات القليلة الماضية، والذي أدى إلى خفض أسعار التذاكر إلى أدنى مستوياته.
وكان الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية أكبر الباكر قد قال الاسبوع الماضي إن الناقلة الوطنية وشركات طيران أخرى قد تعيد قريباً تطبيق رسوم وقود إضافية بسبب ارتفاع أسعار النفط في الفترة الأخيرة مضيفاً أن «القطرية» اضطرت إلى خفض الأسعار بسبب تراجع أسعار النفط، لكنها اليوم ستعمد إلى زيادة أسعارها بعد ان عادت أسعار النفط إلى الارتفاع، مؤكداً أن الخطوط الجوية القطرية ومعظم شركات الطيران ستعيد تطبيق رسوم وقود إضافية لأنهم وضعوا موازناتهم على أساس أسعار وقود أقل والأسعار ترتفع بسرعة حاليا.
فترة ركود
ويقول أحمد حسين، مدير عام سفريات توريست، أنه لم يطرأ أي تغيير حتى الآن أو زيادة في أسعار التذاكر، وإعادة تسعير تذاكر الطيران مازالت قيد الدراسة، متوقعاً حدوث زيادة محتملة بواقع 10% حيث يصعب في الوضع الحالي رفع أسعار التذاكر بمعدلات اكبر، بسبب الاوضاع الاقتصادية والركود العالمي، مشيراً إلى أنه لا يتوقع أي زيادة في الوقت القريب، بل سيكون هناك استقرار في الأسعار في الاشهر المقبلة لأن رفعها يحتاج إلى دراسة ووقت.
واضاف حسين أن رفع أسعار التذاكر لا يصب في الوقت الحالي في مصلحة شركات الطيران سواء المحلية أو العالمية ولا يصب كذلك في صالح المسافرين، مستبعداً أن يحصل أي تغيير في الفترة الحالية وان حصل فانه سيكون تغييرا طبيعيا بسبب الموسم السياحي القادم الذي يصادف العطلات والإجازات حيث ترتفع التذاكر بشكل طبيعي وسنوي في مثل هذه المناسبات بسبب ارتفاع الحجوزات.
موسم حجوزات
وفي السياق نفسه،أكد عادل الهيل، مدير عام سفريات آسيا، أن هناك ارتفاعاً حاليا في أسعار تذاكر الطيران على وقع موسم العطلات والإجازات حيث ترفع شركات الطيران الأسعار في المواسم، وهو ارتفاع ليس متوقعاً بل أكيداً، لأنه نتيجة لعوامل عديدة تتكرر كل عام حيث تشهد الأسعار ارتفاعاً في مثل هذه الاوقات.
وقال الهيل إن السبب الحقيقي يكمن في الموسم، والموسم يبدأ من نهاية شهر يناير الحالي وشهر فبراير أي فترة الإجازات المدرسية والعطلات.
وتوقع الهيل ان يشهد الموسم الحالي نسبة حجوزات مرتفعة ككل عام حتى مع ارتفاع الأسعار، مؤكداً ان ذلك لا يؤدي إلى إلغاء البعض لرحلاتهم، لأنها رحلات سنوية ومعتادة، إلا في حالات نادرة وفي فترة ترتفع فيها أسعار التذاكر بشكل كبير فقد تغير بعض الاسر على سبيل المثال من وجهتها إلى بلد اقرب وتكلفته اقل، مشدداً على أنه، عموماً، حركة السفر تنشط في هذه الاشهر وترتفع الحجوزات، وبالتالي لا يمكن الحديث عن توقعات برفع الأسعار بسبب النفط وأسباب اخرى لأن هذا الأمر طبيعي وبديهي.
تنسيق مشترك
ومن جانبه، قال عادل فتحي، مدير عام مكاتب بون فوياج للسياحة والسفر، إن هبوط أسعار النفط في عامي 2015 و2016 كان له الأثر الكبير في انخفاض أسعار الطيران، وتحول شركات الطيران إلى الربحية نتيجة لانخفاض النفط، حيث كانت تكلفة الوقود قبل انخفاض الأسعار بين 40% و35%، وحالياً تصل إلى 20%.
وقال فتحي إن الزيادة التي طرأت على أسعار النفط مطلع العام 2017 حفزت شركات الطيران للتنسيق فيما بينها لرفع أسعار التذاكر لعام 2017 لمواجهة حالة الانكماش في الاقتصاد العالمي التي تؤثر بدورها على السفر والسياحة كصناعة، أما العامل الثاني فهو ارتفاع سعر الدولار وهو ما اثر بالضغط على الأسعار في اسواق الشرق الأوسط، مثل مصر، الاردن، السودان.
ونوه فتحي إلى ان تذاكر السفر وصلت إلى أدنى مستوى من الأسعار مقارنة مع نفس فترة السنوات السابقة وذلك نتيجة للتنافس الحاد بين شركات الطيران والتي تقوم بعمل كل ما في وسعها إلى تأمين الحد الأدنى من المقاعد عبر طائراتها، مما يبرر اتجاه شركات الطيران إلى رفع أسعار التذاكر خاصة في نهاية النصف الاول من العام وذلك بهدف تعويض جزء من خسائر التشغيل الخاصة بها.
وتوقع اضافة إلى ذلك، أن ينخفض الطلب على تذاكر السفر بالنسبة للمسافرين لهدف السياحة والترفيه، بينما تستمر حركة السفر بالنسبة للمسافرين بغرض الأعمال كما هي.
وتوقع فتحي ايضاً، أن يتم تحرير أسعار تذاكر السفر بالتزامن مع رفع الدعم من الوقود في منتصف العام 2017، وذلك في بعض الدول الخليجية مما يساعد شركات الطيران على تقديم خدمات افضل للركاب وتحسين التشغيل وفتح باب التنافس.
ارتفاع متوقع
وبدوره قال زهير جبراق، مدير عام سفريات عبر الشرق، أنه لم يصدر أي تعميم حتى الآن فيما يتعلق برفع أسعار التذاكر، حيث مازال الأمر قيد الدراسة ولم يتم اعتماده نهائياً، مؤكداً أن أسعار التذاكر حالياً مازالت كما هي والحجوزات مستمرة على هذا الأساس.
وقال جبراق إنه وفقاً لتصريح الباكر فانه لو حصل رفع لأسعار التذاكر فان النسبة ستكون مماثلة لارتفاع أسعار النفط الذي ارتفع بنسبة بين 20 و25%، مؤكداً أن ذلك سيؤثر دون شك على الأسعار.
واضاف ان أسعار التذاكر في الفترة الأخيرة على الرغم من انخفاض أسعار النفط لم تتاثر بشكل كبير ولم تنخفض بالشكل المتوقع والمماثل لانخفاض أسعار النفط، بل كان هناك انخفاض مقبول ولكنه ليس كبيراً، مشيراً إلى أن حديث السيد الباكر عن امكانية رفع الأسعار يدل على أن هناك توجها مقبلا للقيام بذلك، وعندما ترفع الناقلة الوطنية أسعار تذاكرها فان ذلك يؤثر على أسعار باقي الشركات حيث ترفع أسعارها تباعاً.
وأوضح جبراق ان ارتفاع أسعار التذاكر لن يؤثر بالضرورة على حركة السفر سواء أكان محلياً أو عالمياً
copy short url   نسخ
18/01/2017
15495