+ A
A -
إسطنبول - منة حسام الدين
أبرزت عدد من الصحف التركية التحضيرات التي أجرتها المؤسسة القطرية للإعلام، تزامنًا مع بداية عرض الملحمة التاريخية التركية «قيامة أرطغرل» على تليفزيون «قطر». وكتبت صحيفة «يني شفق» التركية إن اللوحات الترويجية لمسلسل «قيامة أرطغرل» باتت تزين شوارع العاصمة القطرية، وأن المشاهد العربي أصبح على موعد مع ذلك المسلسل التركي الشهير وباللغة العربية بفضل الاتفاق الذي جرى بين المؤسسة القطرية للإعلام ومؤسسة الإذاعة والتليفزيون التركية «تي ري تي» التركية».
ونقلت الصحيفة عن المدير العام لقناة «تي ري تي»، شينول غوكا، تصريحًا يفيد بأن للمسلسل معجبين في كافة أنحاء العالم، وأن إدارة التليفزيون التركي قد تلقت خلال العام الماضي وحده، 60 طلبًا من دول مختلفة من أجل شراء مسلسل «قيامة أرطغرل».
ومن المنتظر أن يتم عرض الحلقة الأسبوعية رقم 73 من النسخة التركية من «قيامة أرطغرل» الأربعاء المقبل، الثامن عشر من يناير على شاشة «تي ري تي»، مع العلم بأن المسلسل قد بدأ عرضه لأول مرة في ديسمبر من العام 2014، ويتم تصويره في صحراء مدينة كابادوكيا التركية ومنطقة «بيكوز» بمدينة إسطنبول.
مسلسل «قيامة أرطغرل» يحكي تاريخ تأسيس الدولة العثمانية عبر أرطغرل بن سليمان شاه، والد عثمان الأول مؤسس الدولة العثمانية، ورحلته من أجل البحث عن قطعة أرض يستقر فيها مع قبيلته المكونة من 400 خيمة لإنهاء معاناتهم وتنقلاتهم،، ليصبح بذلك الرجل الذي غيّر خريطة العالم بوضعه أسس الإمبراطورية العثمانية التي انتشرت في قارات العالم القديم.
«الوطن» رصدت آراء عدد من المشاهدين الذين تابعوا المسلسل بنسخته التركية، لتنقل للمشاهد القطري أبرز مميزات هذا العمل التاريخي الملحمي.
قال المحلل السياسي اليمني والمقيم في تركيا، حسن المغلس، في تصريحات خاصة لـ «الوطن»، إن مسلسل «قيامة أرطغرل» بمثابة معلقة تجذب الباحث عن الحقيقة، والمنشغل بسبل ومراحل قيام الدول. وأضاف: «قيامة أرطغرل أثار في المشاهدين الهمم وأثبت أن الدول لا تقام ببساطة وأنه لابد من بذل الجهد من أجل إقامة دولة العدل كما أشار إليها ديننا الإسلامي»، لافتًا إلى أن أحد أهم القضايا التي عالجها المسلسل هي «الخيانة» التي من وجهة نظره سبب شيوع القتال، وخراب الأمم.
وأشاد «المغلس» بتوقيت عرض مسلسل «قيامة أرطغرل» سواء بالنسخة التركية أو العربية في ذلك الوقت، مستشهدًا بحال الأمة الإسلامية.
وتابع: «المسلسل جاء في وقت تمر أمتنا بمحنة حقيقية، وأرى أن المسلسل جاء ليبث روح الأمل في نفوس أبناء الأمم والتأكيد على أن من بين المحن يظهر المَخرج الذي قد ينقذنا، وأن ا والمجاميع الصالحة هي أساس بناء الدولة المنشودة القائمة على العدل».
وعلى الرغم من الدور الكبير الذي لعبته أحداث مسلسل «قيامة أرطغرل» في إحياء أمجاد الفاتّحين ومؤسسي الدولة الإسلامية، إلا أنه لا يعد مصدرًا خالصًا لتاريخ الأمم، وذلك حسبما أفاد المحلل السياسي حسن المغلس والصحفية المصرية المقيمة في إسطنبول هدى التوابتي.
وتوضح «التوابتي»: «المسلسل اهتم كثيرٍا بعرض لقاءات أرطغرل بابن العربي الأندلسي، وهو ما تم إقحامه في الاحداث، لأن لم يرد تاريخيًا ما يثبت وجود علاقة بين أرطغرل وابن عربي الأندلسي، كما أن في المسلسل وحتى الحلقة 72 لم يرد أي دور للعرب في الفتوحات الإسلامية، على الرغم من أن أرطغرل تاريخيًا كان تحت قيادة السلطان علاء الدين السلجوقي الذي كان يحكم خلال تلك الفترة جزءا كبيرًا من العالم العربي».
وعلى صعيد آخر، أكدت هدى التوابتي لـ «الوطن» على أن المسلسل مليء بالمغامرة الوطن والإثاره وجو المؤامرات داخل القصور وخلف القلاع، وأن أكثر ما يميزه هو نقله المشاهد إلى تاريخ الأمجاد والفتوحات الإسلامية.
ومن جانبها، أثنت كوبرا يلمز، طالبة تركية، على «قيامة أرطغرل» وقالت لـ«الوطن» إن تلك الأعمال الفنية تثبت مكانة تركيا وسط العالم وتؤكد على دور الفن التركي في تعريف الأجيال الجديدة بتاريخ الأمة».
copy short url   نسخ
17/01/2017
6557