+ A
A -
الخرطوم - الوطن- محمد نجيب
تعد الكاتبة السودانية ليلى ابو العلا من الأصوات الجديدة التي غادرت السودان منذ العام 1989 لتعيش في بريطانيا وبرز نجمها ككاتبة رواية وقصة باللغة الإنجليزية، وحصلت قصتها «المتحف» التي تضمنتها مجموعتها القصصية «أضواء ملونة» على جائزة «كين» العالمية للأدب الأفريقي بلندن ووضعت روايتها المترجمة في قائمة الــ(100) كتاب البارزة في تصنيف صحيفة نيويورك تايمز، وتعد رواية حارة المغني.. ولي المساء من أشهر كتبها وهي رواية تزاوج ما بين كتابة السيرة الذاتية للشاعر الراحل حسن أبو العلا- أحد ابرز شعراء السودان في خمسينات وستينات القرن الماضي. الوطن التقت الروائية في حوار تناول تجربتها في الكتابة والغربة.
- تكتب ليلى ابو العلا باللغة الإنجليزية وهي التي عاشت طفولتها وصباها في مجتمعات عربية وهاجرت بعد ان تخرجت من جامعة الخرطوم كلية الاقتصاد.. لماذا الإنجليزية؟
لم تكن الإنجليزية اختيارا بل فرضها تعليمي وقراءتي منذ الصغر ولازمتني في قراءاتي واختياراتي وأعتقد أنها الأكثر جودة بالنسبة لي من العربية التي لم تتطور عندي.. هذا الاختيار تعمق بالغربة والعيش في المجتمع البريطاني والذي أردت أن أخاطبه بلغته وبهموم امرأة عربية مسلمة تعيش فيه.
- لك هويات متعددة فأنت سودانية الاب، مصرية الام وتعيشين مع زوج من اب سوداني وام إنجليزية.. هذه الكونية ما تأثيرها كهوية للكاتبة؟
أنا مزيج من الهويات وبوجودي في السودان كنت أيضا أعيش هوية مشتركة تمثل وادي النيل وفي الغربة تعددت الهويات المختلفة والجنسيات وبالتالي تعددت الثقافات، كل ذلك وضع بصمته على كتاباتي، وانا مدينة لهذه الهويات بما اعطتني له من مساحة في النظر تعودت عليها.
- في حارة المغني تناولت ليلى سيرة الشاعر حسن ابو العلا وهي سيرة معروفة ماذا أضافت الكاتبة للسيرة؟
سيرة الشاعر حسن ابو العلا غنية بالحكاوي ولما أصابه من إعاقة وكانت حياته جزءا لا يتجزأ من سيرة الأسرة الكبيرة التي ينتمي اليها، حاولت المزاوجة بين هذه السيرة والسرد الروائي وتناولت حياة الشاعر مع دمج كثير من الشخصيات داخل شخصية واحدة حتى لا يخرج القارئ عن الرواية بكثرة الشخوص وللخيط الرفيع بين السيرة المعروفة، وهذا ما أردت إبرازه سرديا.
- ذكرت في إفادة لك أنك إذا لم تغتربي لما كتبت، ما هي العلاقة بين المنفي والسرد ولقد صرحت من قبل بان الغربة فتحت لك باب الكتابة؟
المنفى انقطاع عما نألفه، وأعتقد أنه أسوأ مصير كما وصفه صاحب الاستشراق ادوارد سعيد، وهو عقاب شديد لمن يفارق الأوطان، والمنفى حافز للسرد وإيقاظ للدواخل لتحكي عن الحنين للوطن، لو أنني لم أغادر الخرطوم لربما لم أصل مرحلة الكتابة وفي غربتي تلك كانت القراءة سلوتي ووضعت قائمة بالكتب التي أجد فيها نفسي، ففي الانجليزية شارلز ديكنز وسومرست موم وأسماء اخرى، ووجدت في عرس الزين للطيب صالح صورة للبيئة السودانية التي غادرتها وأسماء أخرى من الروائيين والروائيات من كتاب العربية كل هذه القراءات والتي كانت من غير وصايا جعلتني احدد ما اريد أن اقوله سرديا.
copy short url   نسخ
12/01/2017
3467