+ A
A -
القاهرة- أ. ف. ب- تعود مصر للمشاركة في كأس الأمم الإفريقية في كرة القدم للمرة الأولى منذ إحرازها لقب عام 2010، بجيل شاب يمثل تغييراً جذرياً عن الجيل الذي فاز بالبطولة ثلاث مرات متتالية، قبل أن تعصف بكرة القدم المصرية تبعات الاحتجاجات السياسية منذ 2011.
ولطالما شكلت كرة القدم متنفساً للمصريين، لاسيما في العقد الأول من الألفية الثالثة الذي شهد هيمنة منتخبهم على كرة القدم الإفريقية، وإحرازه اللقب القاري في 2006 و2008 و2010، فارضاً نفسه كأحد أقوى المنتخبات في القارة السمراء والشرق الأوسط.
إلا أن هذه السطوة تراجعت بشكل كبير منذ الاحتجاجات التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك، وما تبعها من أوضاع سياسية وأمنية واقتصادية غير مستقرة، كما أن الشغف الجماهيري بالمباريات تلقى نكسة بعدما باتت المباريات المحلية تقام بلا جمهور، إثر أحداث أدت إلى مقتل عشرات المشجعين في ملاعب كرة القدم.
إلا أن كأس الأمم الإفريقية التي تنطلق في الجابون في 14 يناير، قد تشكل فرصة لعودة منتخب مصري مختلف للمنافسة.
ويقول مدير تحرير موقع «يالاكورة» المصري كريم رمزي لوكالة فرانس برس: «مصر تعود للبطولة في ظروف مختلفة في كل شيء»، والمنتخب «تغير قوامه بشكل جذري عن آخر منتخب شارك في البطولة».
وتشارك مصر بتشكيلة من 23 لاعباً استدعاهم المدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر، بينهم 19 لاعباً يشاركون في البطولة للمرة الأولى.
وتضم التشكيلة المصرية عشرة لاعبين محترفين خارج مصر، وهو أكبر عدد من المحترفين يدافع عن ألوان مصر في تاريخ البطولة. وأبرز هؤلاء لاعب وسط فريق روما الإيطالي محمد صلاح (24 عاماً) الذي يعلق المصريون آمالاً كبيرة حول مهارته. وإلى جانبه آخرون مثل محمد النني (24 عاماً) لاعب أرسنال الإنجليزي، ورمضان صبحي (19 عاماً) لاعب ستوك سيتي وأحمد المحمدي (29 عاما) قائد هال سيتي، ومحمود عبدالمنعم «كهربا» (22 عاماً) لاعب اتحاد جدة السعودي.
وبعد اعتزال نجوم الحقبة الذهبية أمثال محمد أبوتريكة وأحمد حسن ووائل جمعة ومحمد زيدان، أبقى كوبر على نجوم مخضرمين كحارس المرمى عصام الحضري (43 عاماً) والمدافع أحمد فتحي اللذين شاركا مع المنتخب الذي أحرز البطولة ثلاث مرات.
وتشارك مصر في المجموعة الرابعة أمام غانا وأوغندا ومالي.ولا يقتصر التغيير على الأسماء فقط، بل تعداه إلى النظرة العامة للمنتخب ومستوى الدعم الرسمي الذي كان يحظى به.
ويقول رمزي: «الفريق ككل لم يعد يتمتع بنفس الدعم السياسي».
وألقت الاضطرابات في مصر بظلالها على المنتخب الذي غاب عن كأس الأمم في 2012 و2013 و2015، على رغم انه حامل الرقم القياسي للفوز بلقبها (سبع مرات).
وفي حين كان الدعم السياسي للمنتخب قبل 2011 أكثر وضوحاً، لاسيما من خلال الحضور المتكرر لنجلي مبارك، جمال وعلاء، لمباريات المنتخب وتدريباته، غاب هذا الدعم في الأعوام الماضية.
وحضر نجلا مبارك المباراة الودية التي فازت فيها مصر على تونس (1- صفر) الأحد في استاد القاهرة الدولي استعداداً للبطولة، للمرة الأولى منذ خروجهما من السجن في أكتوبر 2015.ويعتبر رمزي أن «التحديات السياسية والاقتصادية هي التي قللت من الاهتمام بالكرة، وخلال عهد مبارك لم يكن في البلاد اهم من الكرة»، مضيفاً أنها كانت «اهم من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية».
كما يلاحظ أن مشاركة المنتخب في البطولة القارية لا تشغل حيزاً كبيراً في القنوات التليفزيونية المنشغلة بالأزمات السياسية والاقتصادية.وفي مقابل الآمال بتحقيق نتائج جدية، يبدي معنيون بكرة القدم خشية من نقص خبرة اللاعبين الشبان في المباريات الدولية.
ويقول أحمد حسن، قائد المنتخب الفائز بالبطولات الإفريقية الثلاث، لفرانس برس: إن مشاركة الجيل الشاب تحمل «مكاسب كبيرة»، إلا أن ثمة «نقص خبرة وعدم احتكاك إفريقي لكثير من اللاعبين».
ويطرح حسن احتمال «ألا يواكب أداء مصر طموحات الجمهور».
ويحتفظ المصريون بذاكرة جميلة عن كأس الأمم الإفريقية؛ إذ شكلت بالنسبة اليهم، التعويض الأمثل عن غياب منتخبهم عن كأس العالم، منذ مشاركته الأخيرة في مونديال إيطاليا 1990.
copy short url   نسخ
12/01/2017
1723