+ A
A -

من المتوقع أن تحقق أسهم قطاعي البنوك والبتروكيماويات أداءً قوياً في دول مجلس التعاون الخليجي في عام 2017 وذلك بفضل ارتفاع أسعار الفائدة وانتعاش أسعار النفط الخام العالمي، على الرغم من تباطؤ النمو الاقتصادي والذي يلقي بظلاله على بعض الأسواق الإقليمية.
وقد عانى القطاعان على مدى السنتين الماضيتين بسبب الانخفاض الدرامي في أسعار النفط الذي أدى إلى انخفاض الاستثمار وتقلص النمو الاقتصادي في المصارف مع تباطؤ نمو القروض، وتعثر مخصصاتها بشكل حاد.. وقد وجدت شركات البتروكيماويات في المنطقة– والتي تتركز بشكل خاص في المملكة العربية السعودية- إن انخفاض أسعار النفط لغى الميزة الطبيعية النابعة من المواد الأولية الرخيصة والتي كانت تدعمها في المنافسة العالمية، كما انخفضت الاستثمارات بشكل واضح في القطاعين، فعلى سبيل المثال انخفض القطاع المصرفي السعودي بنسبة 12 % في العامين الماضيين كما انخفض قطاع البتروكيماويات أكثر من 5 %.
ومن المتوقع أن تشهد 2017 تحولا كبيرا في أداء الأسهم مع ارتفاع المعنويات في السوق بسبب تحسن الأساسيات أمام مستثمري الأسهم. وليس من المتوقع أن تشهد البيئة التشغيلية في البنوك تحسنا كبيرا في مطلع العام الجاري مع تنبؤات صندوق النقد الدولي بتباطؤ النمو الاقتصادي لدول مجلس التعاون الخليجي من 4 % عام 2016 إلى 2.3 % لعام 2017، إلا أن المؤسسات المالية في مختلف أنحاء المنطقة تركز بقوة على خفض التكاليف وزيادة الكفاءة.
لكن اندماج بنك الخليج الأول وبنك أبوظبي الوطني، الذي من المقرر الانتهاء منه في الربع الأول من عام 2017، سوف ينتج عملاقا مصرفيا حيويا في المنطقة، وفي الوقت نفسه إذا رفع الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة كما حدث في 2016، سيكون على بنوك المنطقة زيادة صافي هوامش الفائدة مع ارتفاع أسعار الفائدة على القروض بشكل أسرع وأكثر وضوحاً من أسعار الفائدة على الودائع.
وفوائد رفع أسعار الفائدة ليست موحدة في جميع أنحاء القطاع المصرفي الخليجي، إذ أن البنوك السعودية، على سبيل المثال، تعتمد على ودائع الأفراد في جزء كبير من تمويلها وبالتالي فإنها مستعدة لرفع أسعار الفائدة بعكس بنوك الإمارات التي تعتمد أكثر على سوق الجملة التنافسي بشكل أكبر في تمويلاتها.
ومع تعافي أسعار النفط الخام، بدأت شركات البتروكيماويات في المملكة العربية السعودية في استعادة ميزاتها التنافسية في الأسواق، وبصفة عامة، عندما ترتفع أسعار الفائدة، تحقق الأسهم أداء أفضل من السندات، وتزداد التنبؤات الإيجابية بشكل كبير لهذين القطاعين لهذا العام.
copy short url   نسخ
12/01/2017
1251