+ A
A -
تشير جميع المخططات التي يتم تنفيذها للشوارع إلى وجود حيز كبير للأرصفة والأشجار وغيرها بتلك المخططات وخاصة القديمة، ورغم أهمية تزيين الشوارع الا انه مع تفاقم أزمة الزحام الخانقة التي يعاني منها الكثيرون في جميع الاوقات حيث لم تعد مقصورة على وقت معين من اليوم أصبح من الضروري والملح النظر إلى تلك الارصفة كجزء من ترتيب الاولويات كحل لتلك المشكلة. يتساءل العديد من المواطنين، الآن وفي وجود مثل هذه الأزمة المرورية.. لماذا لا يتم تقليص مساحات الأرصفة الشاسعة بدوار الصناعية كمثال وإعطاء مجال لإضافة حارة جديدة في الاتجاهين؟.. مع الحفاظ على الرصيف والتشجير المتناسب مع المساحة بحيث لا تكون المساحة توازي عرض الشارع وهو ما نراه في مناطق كثيرة تحتاج إلى اعادة نظر وبحث كم ستضيف هذه المساحات لطرقنا، فالعديد من دول العالم في معظم طرقها لا يوجد فاصل بين الشارعين.. أحيانا سياج واحد وأحيانا خط أصفر فقط، يفصل بين الحارات وهو ما ساهم بقدر كبير في إحداث سيولة مرورية باتت ملحة وضرورية لشوارعنا التي تعاني.
ان تفاقم أزمة المرور وضياع الوقت على الطرق وسط الزحام أصبح يتطلب الاستفادة من كل سنتيمتر لصالح المرور قبل البيئة والجماليات والكماليات، فلم يعد الجميع يتحمل أن يهدر وقته وسط الزحام بينما يرى على جانبيه أحيانا المساحة بين الشارعين تعادل مساحة الشارع نفسه.. وكله انتر لوك مدمر نتيجة العوامل الجوية والشمس وغير مستفاد منه لا في مشي ولا دراجات، بل يمثل إضافة لزحام الشوارع دون فائدة.
كما يتطلب الواقع الحالي النظر في حجم الارصفة التي تقع بين الشوارع وكذلك الاشجار الكثيرة والكبيرة والتي يمكن زراعتها والاستفادة منها في الزوايا والدوارات والشوارع التي تسمح مساحات اتساعها بذلك دون أن تكون سببا في زحام مع التخفيف منها أو إزالتها في الطرق المضغوطة وكذلك الارصفة التي تضعف حركة المرور في الاشارات نتيجة امتدادها.
العديد من المناطق باتت تعاني من حجم الارصفة في الشوارع على حساب اتساع الشارع واستيعابه لسيارات المارة فيه، وهو ما بات يتطلب نظرة شاملة لتخطيط الشوارع تتواكب مع زيادة عدد السكان وحجم السيارات التي تسير في الشوارع حتى نخفف من الزحام الخانق، ورغم الجهود التي تقوم بها أشغال في تحويل الدورات إلى اشارات وإنشاء بعض الشوارع ورصفها وهي جهود تشكر عليها الا ان مراعاة مساحات الشوارع أمر ضروري للجميع.
لا يعارض احد فكرة وجود الارصفة أو تزيين الشوارع بها لكنها يجب ان تتوافق مع الخطة العمرانية للمنطقة وحساب كثافة المنطقة السكانية بنظرة مستقبلية تضع في اعتبارها زحامات الشوارع وضغط المرافق وتراعي الاولويات واهمال الكماليات التي يمكن الاستغناء عنها فلا جدوى من وجود رصيف في شارع يعاني زحاما أو منطقة تعاني ضغطا سكانيا، وهو حال معظم مناطق الدوحة حاليا، هذا فضلا عن بعض المناطق تجد فيها زحفا للارصفة على الطريق امام بعض المحلات ولا تعطي مجالا للسيارات للوقوف بسبب امتداد الرصيف الذي لا جدوى منه بل يسبب زحاما ومشاكل مرورية فقط، وابرز مثال على ذلك مدخل منطقة مسيمير في اتجاه المركز الصحي امام المحلات حيث يزحف الرصيف على الشارع الجانبي بمساحة كبيرة تصل إلى مترين كاملين مسببا زحاما شديدا يتطلب النظر فيه وكذلك النظر في مثل هذه الحالات المنتشرة في شوارعنا بشكل عام.
copy short url   نسخ
30/05/2016
1809