+ A
A -
أُجريت بنجاح في مستشفى النساء التابع لمؤسسة حمد الطبية جراحة باستخدام الروبوت لإعادة الرحم إلى وضعه الطبيعي لسيدة أُصيبت بهبوط في أعضاء الحوض، واستغرقت العملية 90 دقيقة حيث مكثت المريضة ليلة واحدة في المستشفى وتمكنت بعدها، من العودة إلى ممارسة حياتها الطبيعية في العمل والسفر ورعاية أطفالها.
وكانت المريضة، البالغة من العمر 27 عاماً وأم لطفلين، كالكثير من النساء، تعاني من هبوط في أعضاء الحوض، وهي حالة تنتشر عادة بين النساء وتكون ناجمة عن ضعف الأنسجة والعضلات الرابطة التي تحافظ على بقاء أعضاء الحوض، بما فيها الرحم، في مكانها، وهو ما يؤدي إلى تمددها بمرور الوقت حتى تهبط في أسفل البطن.
وتقول المريضة: «بعد الحمل للمرة الثانية بدأت أشعر بآلام شديدة في الظهر كانت تزداد شدة يوماً بعد يوم، والأسوأ من ذلك هو أنني لم أعد أتحكّم بعملية التبرز بصورة طبيعية، ولم أدرِ وقتها ماذا كان يحدث لي ولم أجد من أتحدث إليه حول هذه المشكلة».
ويعزى حدوث هذا الهبوط إلى عدة أسباب منها: الحمل والولادة وانخفاض مستوى هرمون الاستروجين في سن انقطاع الطمث لدى النساء وزيادة الوزن إضافة إلى الإصابة بأمراض الرئة المزمنة وما يصاحب ذلك من سعال يؤدي بالتالي إلى زيادة الضغط داخل تجويف البطن. وتصاب الكثيرات من النساء بهبوط أعضاء الحوض ولا يدركن ذلك إلا بعد مرور فترات طويلة من تعرضهن لهذه الإصابة تكون خلالها عضلات وأنسجة الجسم قد تعرضت للضعف والارتخاء ولم تعد قادرة على القيام بوظائفها.
ويقول الدكتور أيمن النقّا، استشاري أول متخصص في أمراض المسالك البولية النسائية والجراحة التقويمية للحوض في مستشفى النساء: «على الرغم من أن 50% من النساء يعانين بدرجات متفاوتة من هبوط في أعضاء الحوض إلا أن القليل منهن يطلبن العناية الطبية حيث يطرح على هؤلاء النساء خيار العلاج باستئصال الرحم».
وبعد إحالتها إلى الدكتور أيمن، أُتيح للمريضة الخيار في العلاج إمّا عن طريق الجراحة الروبوتية بالمناظير أو بالجراحة المفتوحة لإعادة الرحم إلى مكانه الطبيعي، ويتم إجراء الجراحة الروبوتية بالمناظير تحت التخدير العام.
وحول أسلوب الجراحة الروبوتية بالمناظير المستخدم في معالجة هبوط أعضاء الحوض، يقول الدكتور أيمن: «تتيح الجراحة الروبوتية بالمناظير للمريضة عملية سريعة تتماثل إلى الشفاء بعدها في وقت قصير في حين أن عملية الاستئصال لا تفيد في تصحيح وضع وتوازن الأعضاء الأخرى في الحوض، إضافة إلى أعراض جانبية أخرى، وعلى العكس من ذلك فإن هذا الأسلوب الجراحي المبتكر يبقي على الرحم في مكانه ويجنّب المريضة آلآثار النفسية السلبية المترتبة على الحل العلاجي الآخر المتمثل في استئصال الرحم، خاصة في الفترة التي تسبق انقطاع الطمث لديها».
يذكر أن الدكتور أيمن النقّا، منذ انضمامه للعمل لدى مؤسسة حمد الطبية في يونيو 2015، قد قام وفريقه الطبي بإجراء عدد من عمليات إعادة الرحم إلى وضعه الطبيعي للمرة الأولى في قطر ودول المنطقة، كما أن عدد العمليات التي يتم إجراؤها في هذا المضمار يعدّ قليلاً نسبياً نظراً لندرة الجراحين القادرين على إجرائها في الوقت الراهن.
ويتابع بالقول: «من المؤسف أن تُعاني الكثيرات من النساء بصمت ولسنوات عديدة من هبوط أعضاء الحوض دون طلب المعالجة الطبية إما لأنهن يتجنبن الشعور بالحرج أو لعدم معرفتهن بالحلول العلاجية المتاحة، لذا فإننا نعتقد أن من الهام جداً تمكين النساء اللاتي يعانين من هذا الاضطراب من الحصول على المعالجة الطبية اللازمة وتحسين ظروفها الصحية والحياتية».
ويضيف الدكتور أيمن: «لقد أصبح بمقدور المريضة التي تم علاجها بمستشفى النساء أن تمارس حياتها وعملها بصورة طبيعية ولم يعد الألم يحول دون رعايتها لأطفالها، وسيكون بمقدورها رعاية أحفادها مستقبلاً بإذن الله، وآمل أن تدرك كل المريضات أن استئصال الرحم لا يمثل الحل الوحيد لعلاج الهبوط».
الجدير بالذكر أن وحدة أمراض الحوض والجراحة الترميمية للنساء في مستشفى النساء والتي تم افتتاحها في يونيو 2015، تقدم خدمات تشخيصية وعلاجية للنساء اللاتي يعانين من مشاكل واضطرابات صحية مثل السلس البولي وهبوط أعضاء الحوض وحالات التمزّق العجاني الناجم عن الولادة الطبيعية إضافة إلى عمليات إعادة الرحم إلى وضعه الطبيعي دون الحاجة إلى استئصاله.
copy short url   نسخ
30/05/2016
700