+ A
A -
مع التقدم التكنولوجي في مناحي الحياة كافة ظهرت العديد من المفاهيم الجديدة التي لم تكن موجودة من قبل وأثرت على الكثير من القطاعات ومن أهم هذه المفاهيم إذاعات الإنترنت.
اليوم لم يعد افتتاح إذاعة يكلف الشيء الكثير في الحسابات المادية بعد انتشار الاذاعات الالكترونية «اذاعات الانترنت» فأصبحت المعدات جهاز حاسوب محمولا «لابتوب» ومايكروفون فقط.
الا ان السؤال هل هذه القفزة تتطلب فقط المعدات الالكترونية أم أنها تتطلب وجود اعلامي يقف خلف الميكروفون يقوده باحترافية في عصر تصبح الرقابة فيه على وسائل التواصل المختلفة أمرا صعبا مع كل هذا التقدم التكنولوجي.
وكسائر القطاعات تأثر القطاع الإعلامي بكافة أطيافه وأشكاله سواء كان الإعلام المقروء أو المسموع أو المرئي بثورة الانترنت حيث شهدت قطاعاته طفرات وقفزات عملاقة معززة بسرعة تدفق المعلومات من خلال الانترنت وهو ما أدى إلى ظهور وسائل إعلامية جديدة.
ومع هذا التقدم ظهرت اذاعات الانترنت مدفوعة بتهافت الشباب على الانترنت وقضاء وقت طويل خلف شاشات الحاسوب بعد أن اصبح الانترنت جزءا من حياة الشباب.
حين يصبح العالم على اثير واحد بغض النظر عن المسافات بين المستمعين وحين تطوي هذه الاذاعات المسافات كما هو حال الفضائيات تصبح هذه الاذاعات مقصدا للآلاف بل للملايين من كل انحاء الكوكب ليستمعوا إلى برنامج واحد أو اغنية في الوقت ذاته.
وبينما بدأ مفهوم الحرية الإعلامية يتعزز مع ظهور المواقع الالكترونية والمدونات جاءت إذاعات الانترنت لتضاعف من مسؤولية أصحاب مثل هذه الإذاعات بان تكون وسيلة إعلامية حضارية ومسؤولة.
إلا أن مثل هذه الإذاعات وجدت معارضة من البعض الذين يتخوفون من مضامينها والرسائل التي تبثها بالإضافة لتركها بدون أي رقابة ويقولون إنها ستكون قناة للانفلات الإعلامي ولن يكون من السهل السيطرة عليها خاصة مع ضعف الرقابة على كافة المواد المبثوثة عن طريق الانترنت.
واعتبروا أن مثل هذه الإذاعات ستكون وسيلة لإيصال آراء معينة لا تتفق مع الرأي العام وأهداف آنية تختلف عن الإذاعات الموجهة عبر موجات الأثير، بينما يدافع الإعلاميون والصحفيون وكثير من الشباب عن مثل هذه الإذاعات ويعتبرون أنها إضافة جديدة إلى عالم الصحافة والإعلام وأن الكلمة في المستقبل ستكون لها مع ازدياد الاعتماد على استخدام الانترنت.
يقول حسام حدادين شاب متابع لاحدى الاذاعات الانترنتية «أقضي الكثير من وقتي في العمل خلف جهاز الحاسوب الذي كل ما علي فعله هو أن ادخل على رابط الاذاعة واستمع إلى برامجها واغانيها».
وأضاف الشاب أن هذه الاذاعة التي اعتاد على سماعها منذ 2011 أنه لم يعد يحب الاستماع إلى المذياع العادي وحتى في السيارة يقوم بربطها على جهاز الهاتف المحمول ليستمع إلى برامجها.
وأشار الشاب أنه يفكر جديا في انشاء اذاعة على الانترنت بعد ان اعجبته فكرة اذاعات الانترنت بخاصة مع استماعه إلى هذه الاذاعة منذ وقت طويل ومدى اعجاب الكثيرين بهذه الاذاعة.
بينما قال مدير إذاعة «أصداء نت» التي تبث برامجها على الانترنت منذ العام 2009 خليل سعيد إن الاذاعة تلقى رواجا كبيرا خاصة بين فئة الشباب وهي تبث برامج شبابية هادفة.
ويقول سعيد إن اذاعات الانترنت فرضت نفسها مؤخرا بقوة على الساحة ونافست الاذاعات التقليدية خاصة وأن الكثير من الشباب يقضون وقتا طويلا على الانترنت ومن الجيد وجود اذاعات هادفة تبث برامج مفيدة للشباب.
وعن الرقابة بين ان هذه الاذاعات عادة لا يكون عليها رقابة كبيرة لذلك من الواجب الحرص على أي اذاعة يستمع اليها الشباب وأن يكونوا انتقائيين لكي لا يقعوا ضحية للإذاعات غير الجادة أو ذات الاجندات المشبوهة.
كما طالبوا باحتواء مثل هذه الإذاعات والتعامل معها باعتبارها أمرا واقعا وبالتالي التعاطي معها من هذا المنطلق عوضا عن محاربتها أو مهاجمتها حتى قبل أن تبدأ ببث رسالتها الإعلامية مطالبين في الوقت ذاته
بعدم الحكم على مثل هذه الإذاعات إلا بعد أن تبدأ عملها بشكل كلي.
وما يشجع على ظهور وانتشار إذاعات الانترنت بالإضافة لبساطة طريقة بثها ورمزية تكلفة إنشائها، ولا تحتاج لتقنيات عالية للتعامل معها كما أن إنشاء بعضها لا يتطلب (5) دقائق وإمكانية عمل حوارات إذاعية بطريقة مبسطة جدا.
ويرى كثيرون أن إذاعات الانترنت ستكون الإذاعات الأولى خلال السنوات المقبلة بسبب ازدياد الاعتماد على الانترنت ليس فقط كوسيلة اتصال إنما كنمط حياة. وانتصرت الإذاعات التي تبث عبر الانترنت للإذاعات وأعادت لها الهيبة والمستمعين بعد أن فقدت الأخيرة جزءا كبيرا من مستمعيها وشهدت ضعفا في الإقبال في الفترة الأخيرة بعد انتشار الانترنت والمواقع الالكترونية والقنوات الفضائية، كما أنها ساهمت في إعادة رسم الخريطة الإعلامية.
وانتشرت عدد من الإذاعات على الانترنت في الوطن العربي والتي لاقت رواجا كبيرا وعددا كبيرا جدا من المستمعين مثل إذاعة «بنات وبس» والتي أصبحت الآن تمتلك الكثير من المراسلين في أماكن مختلفة ودول من الوطن العربي.
copy short url   نسخ
30/05/2016
669