+ A
A -
تعتبر قضية الإرهاب آفة العصر وهاجسا للشعوب والمجتمعات، يتداعى له المحيط العالمي في شكل مجموعات وتكتلات إقليمية ودولية بهدف الوصول إلى آلية ناجعة للقضاء عليه ومكافحته حيث تعاني بعض المجتمعات من الاضطرابات الأمنية جراء الإرهاب.
ويقول الخبير الأمني السوداني العميد أمن حسن بيومي لـ الوطن: إن ظاهرة الإرهاب خطيرة لحد بعيد ولها عدة أوجه من بينها تجارة البشر، وظهور داعش والهجرة الجماعية وتجارة المخدرات، إلى جانب غسيل الأموال وأعمال القرصنة التي تتم في البحر الأحمر.. ويشير «بيومي» إلى أن السوق الأوروبية المشتركة لجأت مؤخرا إلى أن تدفع للدول التي تعتبر مصدرة للهجرة مثل السودان أموالا للحد من عملياتها ومنع المهاجرين من التدفق نحو الغرب لجهة إن السودان دولة معبر ومصدر للهجرة غير الشرعية خاصة أنه يجاور عددا من الدول وحدوده مفتوحة.. وزاد «بيومي» أن فرنسا غير راغبة في وضع اللاجئين الموجودين على أراضيها داخل (حظيرة) للسيطرة عليها وإن سلوكا كهذا تراه غير مقبول غير أنها لا ترغب في استقبال مهاجرين جدد. وأضاف «بيومي»: فرنسا تعتبر من الدول الغربية الحاضنة للإرهاب وإن كثيرا من الإرهابيين يحملون الجنسية الفرنسية وإن كانت أصولهم تعود إلى دول أخرى، لافتا إلى أن مرشح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية دونالد ترامب أعلن خلال حملته الانتخابية عن عدم رغبته في وجود أجانب بأميركا لاسيما أولئك المسلمون.. وحول مآلات الإرهاب على المجتمعات والشعوب قال إنها خطيرة للغاية البعيدة فإنها تؤثر على عدم الاستقرار الأمني وتضرب الاقتصاد في مقتل وإن الإرهابيين ينقلون الأمراض وبالتالي تفشيها وسط الناس.
ونصح «بيومي» بضرورة النظر جليا للمتغيرات الحديثة التي طرأت على المحيط العالمي والعمل على حلها بما يتماشى وتلك المتغيرات، خاصة أن الإرهابيين من الدواعش هم أناس لا يتقيدون بالنظم والقوانين وأصبحوا قوة ضاربة تمتلك جيوشا من عدة جنسيات وأموالا طائلة ولها أجهزة استخبارات وإعلام وأسلحة متطورة.
ويشير المحلل السياسي عبدالله آدم خاطر لـ الوطن إلى وجود سببين رئيسيين لظهور عملية الإرهاب وسط المجتمعات.. السبب الأول: الانتقال الفكري والثقافي لمجتمعات العالم الثالث والنامي والتي لم تكتمل فيها درجة الوعي التام وتلجأ لاستخدام السلاح لحسم ما تريد.. وأما السبب الثاني يتعلق بالقمع والبطش الذي تمارسه بعض الحكومات تجاه شعوبها مما يولد العنف الموازي.. وقال «خاطر» إن هناك أسبابا ثانوية لتوليد ظاهرة الإرهاب كأن توفر أموال الثروات الوطنية لكن الحكومات لا توظفها في الإطار الصحيح لها من تحقيق التنمية المتوازنة أو أن تذهب تلك الأموال إلى أنشطة غير مشروعة، من بينها الإرهاب ويرى «خاطر» إلى أن الخروج من عمق أزمة الإرهاب لا تتم بإجراءات حكومية وحدها أو على صعيد ردة الفعل المضادة وإنما تتم عبر خلق مؤسسات تؤسس لمستقبل أفضل ومختلف عما كان عليه في السابق في ظل قيادة رشيدة تتمتع بالحكمة واتساع الأفق والصبر على ذلك بالبناء الطويل والقابل للاستدامة.
copy short url   نسخ
30/05/2016
956