+ A
A -
المحلّل العسكري النائب في البرلمان اللبناني اللواء أنطوان سعد، يعتبر أنّ حالات الضعف والانهيار والتراخي في منطقتنا ناتجة عن سقوط نظام صدام حسين الذي لم يستوعب أهل المنطقة تداعياته حتّى اليوم.. برأي سعد، سقوط نظام صدام حسين المتماسك نزع حجر الأساس من جدار الأمن العربي.
بنظر اللواء سعد، العراق بحكم موقعه وقوة نظامه السابق وتماسكه، استطاع أن يكون جزءاً من توازنات المثلث العراقي– التركي– الإيراني، وبغياب الضلع العراقي، رجحت كفّة التركي والإيراني، الأمر الذي ساهم في زيادة تراخي الدولة العراقية، وهذا التراخي انعكس سلباً على سائر الأقطار العربية، وأدى إلى اقتلاع ركائز استقرارها لأنّ العرب لم ينجحوا في بلورة قوّة تملأ الفراغ الذي أحدثه سقوط صدام حسين.
ما يقوله النائب سعد يوافق عليه زميله في البرلمان اللبناني النائب بدر ونّوس، ولكنّه يضيف أنّ تراجع المدّ القومي وحلول الهذيان الظلامي القومي مكانه هو أهم أسباب ظهور هذا التنظيم الدموي على الساحة العربية، وبرأيه هزيمة يونيو عام 1967 التي مكّنت إسرائيل من احتلال كامل فلسطين التاريخية وسيناء حتى قناة السويس، والجولان حتّى مشارف دمشق، كانت بداية هزيمة الفكر القومي، علاوة على أنّ كلّ الأنظمة التي حكمت باسم العروبة قدّمت أسوأ النماذج الطائفية، ومارست استبداداً بدائياً، هذا بالإضافة إلى الفساد المرعب، وتعطيل الحياة السياسية والفقر والبؤس.
من جهته، يلاقي النائب سعد زميله ونّوس في ما يقوله حول تعطيل الحياة السياسية والفقر والبؤس، ويقول إنّه لابدّ من الالتفات إلى أنّ مسلّحي «داعش» لم يهبطوا من القمر على مساحات واسعة من سوريا والعراق واليمن وليبيا وعلى جزء من التراب المصري، بل جاؤوا من توحّش مجتمعاتنا، حيث الفساد الحكومي وكبت الحريات والإحباط والتهميش والإقصاء والتخلّف والفقر والأميّة والبطالة.. فبرأي سعد بعض الجهلة وضعاف النفوس يبحثون عن أنفسهم في التنظيمات الدموية هرباً من اضطهاد الممسكين بزمام الحكم.
copy short url   نسخ
30/05/2016
731