+ A
A -
اختلاط المفاهيم يعتبر واحداً من مشكلات التعامل مع الظاهرة الإرهابية، إذ ثمة مستفيد من هذه «الديماغوجيا المفاهيمية» المرافقة لدلالات الإرهاب، ولعل النماذج السورية والعراقية تعتبر أحد التعبيرات عن الخلط المقصود، والهادف لتشويه الحقائق.
يقول الباحث والكاتب السياسي الأردني لقمان اسكندر: إن «الحديث في هذا الشأن لا يستقيم بعدالة عن الخوارج المعاصرين، دون أن يرافقه حديث مواز عن الاستبداد والظلم، الذي تتعرض له الأمة العربية، والذي وصل حداً في فلسطين وسوريا والعراق ومصر يرقى إلى ما يمكن تسميته بجرائم إبادة وجرائم ضد الإنسانية».
ويرى اسكندر، وهو المُعد الرئيسي لموسوعة «وعد الزوال» الشهيرة، أن «اشتباك المواقف حيال الخوارج المعاصرين يبدأ حين يجري إلحاقهم بالمناضلين والمجاهدين، المطالبين بالحرية والعدالة والخلاص من أنظمة ظالمة ومستبدة وسفكت الدماء في سبيل بقائها».
ويذهب اسكندر إلى القول بـ«ضرورة الفصل الدلالي، في تحديد المقصود بالإرهاب، بين المتشددين الخوارج، وبين طلاب الحرية والعدل من الإسلاميين السياسيين».
ويجد اسكندر أن «الاشتباك المفاهيمي هو اشتباك متعمد عن سبق إصرار، ويستند إلى أسباب مختلفة، مردها الموقف من الإسلام السياسي برمته، فالعديد من الأنظمة غير المستقرة تدرك أن تيارات الإسلام السياسي، أو ما اصطلح على تسميته بالإسلام الحركي، ستتمدد سريعاً، بما يمكنها من الوصول إلى سدة الحكم والسلطة، الأمر الذي يعرضها لحرب معلنة، تقودها تيارات عديدة، على رأسها نخب الحكم والعلمانية، فضلاً عن قوى اليمين واليسار، المتضررة من وصولها إلى الحكم».
ويقف اسكندر عند أثر «الديماغوجيا المفاهيمية» على قادة الإسلام السياسي، ويرى أن «الخلط المفاهيمي أُشكل حتى على الإسلاميين أنفسهم، نظراً- أولاً- لتعقيد الأزمات المتلاحقة والمركبة في المنطقة، وجراء– ثانياً- رعاية الخطاب الدولي لهذا الخلط، في سياق القول من ليس معنا فهو إرهابي بالضرورة».
ويلقي اسكندر بجزء من اللائمة على الإعلام، بشقيه العربي والغربي، الذي «سعى إلى إخافة شعوب المنطقة العربية من تهمة الإرهاب وسمة الخوارج»، مستدركاً بالقول إن «المشاعر المتناقضة، التي يكنّها أهل المنطقة للمنظمات الإرهابية، هي السائدة، ما يعني صعوبة تحصين المجتمعات العربية.
copy short url   نسخ
30/05/2016
678