+ A
A -
إعداد الملف نورما أبو زيد- عدنان برية - جهاد مصطفى- أمين بركة - عماد فواز - زينب بومديان-ليلى الكرد- محمد أمين يس - ماجد محمد علي -أيمن مستور- فاطمة رابح
يتقدّم الخوف من مصانع الإرهاب التي تعمل بكامل طاقتها على مساحة العالم، عن كلّ ما عداه في منطقتنا العربية وفي العالم. إنّه قلق شرق أوسطي على الخرائط من ملتهمي الحدود، وقلق دولي من عابري الحدود، وقلق شرق أوسطي ودولي على الجيوش من حروب لا تشبه تلك التي تدرّبت عليها.. إنّه باختصار القلق من كلّ شيء وعلى كلّ شيء.
صحيح أنّ ظاهرة الإرهاب قديمة قدم التاريخ، وصحيح أنّ منطقتنا العربية عرفت خلال التاريخ نماذج شبيهة بـ «داعش» اجتاحها هذا العنف الأهوج الذي يجتاح «تنظيم الدولة»، ولكن الفارق بينها وبين «داعش» أنّ تأثيرها بقي محصوراً في المنطقة العربية، بينما تنظيم «داعش» حوّل الإرهاب إلى معضلة دولية، والأخطار باتت على مساحة العالم.
ثمة جدلية أساسية، تُزاحم افتراضات الساعين– شرقاً وغرباً– إلى تأصيل «الظاهرة الإرهابية»، عِمادها البحث عن «الفاعل/ الإرهابي الأول»، هل هو «الإنسان» بوصفه الفردي؟، أم «حضارة الإنسان» بنسبها المتعدد (الأيديولوجي والمكاني والتاريخي والعرقي..)؟؛ وهي جدلية تتجاوز حقيقة الحضارة بانتمائها إلى الفاعل الحضاري الأبرز في لحظة زمنية بعينها، دونما الارتهان إلى تميّز بعينه..
وفي تسبيبها- أيضاً- ثمة جدل، تختطفه العلوم بأنواعها كافة، زاعماً كل منها برزانة تفسيره، وزنته الظاهرة على غيره، كادعاء الاجتماع أو السياسة أو الاقتصاد، أو غيرها من العلوم، باعتبار اختلالها سبباً رئيساً في انفلات الإرهاب من عقاله، رغم ما تنطوي عليه من «فوقية» جلية في تلك التفسيرات، المنصرفة عن الحقيقة والغاية إلى منافسة من نوع خاص.
وليس بعيداً عن هذه الأنساق، ما أدلى به الشعراء، كقول الشاعر السوري الشهير نزار قباني، في متن قصيدة طويلة عنونها بـ«أنا مع الإرهاب»:
أنا مع الإرهاب..
إن كان يستطيع أن يحرر الشعب
من الطغاة.. والطغيان..
وينقذ الإنسان من وحشية الإنسان..
ويرجع الليمون والزيتون
والحسون
للجنوب من لبنان..
ويرجع البسمة للجولان..
لكن هل الصورة فعلا على هذا النحو الذي ذهب إليه نزار قباني؟
الوطن فتحت الباب مجدداً، لمناقشة «الظاهرة الإرهابية»، في محاولة جادة للدفع باتجاه مستقبل أقل إرهاباً وترهيباً، وأكثر أمناً، ولأجل حياة مأمولة.
copy short url   نسخ
30/05/2016
926