+ A
A -
أجاد الزميل عبدالله القرني في مقالته التي نشرها في جريدة مكة، وتحدث فيها عن «الصدفة المحضة» التي جعلت جيشاً كاملاً ينتمي أفراده كلهم إلى طائفة ما، يقتل نساءً وأطفالاً وشيوخاً كلهم من طائفة أخرى. ويزعم هذا القرني الجميل بأن الصدفة وحدها هي من فعل ذلك، ولا وجود للطائفية في عملية إبادة الفلوجة أو تحرير الفلوجة كما تسميها وسائل الإعلام المتعصبة للحشد الشعبي.
كلام القرني صحيح، فميليشيا الحشد الشعبي من تلك الميليشيات التي تجلس في أول كرسي في الفصل المدرسي، قبالة المدرس مباشرة، لفرط أدبها. بينما يجلس شيوخ الفلوجة وأطفالها ونساؤها في الكراسي الأخيرة، ويزعجون التلاميذ، ويشغلونهم عن متابعة دروسهم.
ويبدو أننا نعيش في عالم غارق في بحر المصادفات. فغالبية الأعمال الإرهابية التي ارتكبت في السنوات الماضية في الحج قام بها حجاج إيرانيون، بالصدفة. والصدفة وحدها فقط هي من دفعت هؤلاء الحجاج إلى «التدريب» قبل الذهاب إلى الحج وزيارة الشعائر المقدسة.
ويخرج لنا في تويتر شبان بخفة دم رامز جلال، الله يديم النعمة، يتهكمون على الجثث والأشلاء، ويناصرون هذه الميليشيا المؤدبة، وبالصدفة أيضاً يناصرون فظائع ميليشيا حزب الله في سوريا، وبالصدفة ينتمون إلى طائفة هذه الميليشيا وتلك. وللصدفة، تدعم إيران، اسم الله عليها، ميليشيا الحشد الشعبي وميليشيا حزب الله اللتان تقتلان العرب السنة. يااااه شوفوا شلون الصدف تجمعت وتناسلت وتكاثرت.
عودوا إلى مقالة القرني، ولاحظوا كيف ربط رأس الصدفة هذه بذيل الصدفة تلك، وارصدوا عدد الصدف، وتعالوا نبكي ونلعن الصدف.
copy short url   نسخ
30/05/2016
718