+ A
A -
لندن- الوطن الرياضي
ألقى حسن الذوادي، الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث، خطاباً في معهد تشاتام هاوس تحدث خلاله عن مراحل تطور استضافة قطر لمونديال كأس العالم 2022 منذ الفوز بشرف الاستضافة في زيوريخ ديسمبر 2010 وحتى الآن.
وفند الذوادي كل الهجمات والافتراءات ضد قطر وتحدث عن أهمية هذه الاستضافة ليس لقطر فقط وإنما الشرق الأوسط بأكمله، مؤكداً أن البطولة هي لكل العرب والمنطقة أيضاً.
وقال الذوادي في بداية تعريفه بدور اللجنة العليا للمشاريع والإرث، مؤكدا أن هذه الهيئة تأسست بعد نجاح قطر في الفوز بشرف استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 بغرض التنسيق والتعاون مع القطاعين العام والخاص لضمان تنفيذ البنية التحتية اللازمة لاستضافة الحدث بنجاح وفي الوقت المحدد.
وأضاف: نحن نؤمن بقوة بطولة كأس العالم لكرة القدم، وقوة كرة القدم، قوتها في إلهام الإبداع، وتسريع التغيير الاجتماعي الإيجابي، وبناء الجسور بين الثقافات والشعوب.
وقال أيضا: إن قطر لديها خبرة في استضافة أحداث كبرى، لقد استضفنا كأس العالم تحت 20 سنة لكرة القدم عام 1995 في ظرف ثلاثة أسابيع من إخطارنا بالاستضافة، واستضفنا دورة الألعاب الآسيوية 2006، وكأس آسيا ودورة الألعاب العربية 2011، وبطولة العالم لكرة اليد 2015.. وقد أمدّنا النجاح الذي حققته هذه البطولات، بالإضافة إلى قائمة طويلة لأحداث بارزة تحتل مواقع مهمة في تقويم الأحداث الرياضية، بالثقة في أنه على الرغم من التحدّيات التي قد نواجهها، فإنه يمكننا أن نستضيف بطولة كأس العالم لكرة القدم وقد بُني نجاحنا في النهاية من خلال مواجهتنا لهذه العقبات الملحوظة وتحويلها إلى فرص.
وتابع قائلاً: لأننا دولة صغيرة الحجم جغرافياً، قدمنا مفهوم بطولة كأس العالم متقاربة، ليتمكن المشجعون من مشاهدة أكثر من مباراة في نفس اليوم، مع تقليل نفقات سفرهم بصورة كبيرة.
وسيتمكن كل من المشجعين واللاعبين السكن في نفس الموقع خلال البطولة ومع تقليل الوقت المستغرق في السفر، نتوقع أن يتمكن اللاعبون من زيادة وقت الراحة المخصص لهم، وبالتالي ارتفاع مستوى اللعب.
وأضاف: بالنسبة لموقع قطر الجغرافي– مع كونه مركزياً، طبقاً للكيفية التي تنظر بها إلى الخريطة– كان محبّذاً لدى جهات البث التليفزيوني سيتمكن ما يقرب من 3.2 مليار شخص من مشاهدة المباريات في وقت الذروة، وقد حرصنا على إيصال هذه الرسالة للمصوتين ولمجتمع كرة القدم الدولي.
وأوضح الذوادي قائلاً حول مستقبل ملاعب المونديال: «تعهدنا بالتبرع بحوالي 170 ألف مقعد من تلك التي سيتم تفكيكها لدول تحتاج إلى بنية تحتية رياضية وذلك بعد إسدال الستار على البطولة».
ولدينا الآن ستة استادات في مراحل مختلفة من مراحل الإنشاء ونحن نسير طبقاً للجدول لكي نسلّم البنية التحتية الخاصة ببطولة كأس العالم لكرة القدم في الوقت المحدد.
وأضاف: «أردنا أن تقوم نسخة كأس العالم لكرة القدم هذه بكسر الحواجز والتحديات التي تفرضها الصور النمطية– أن يبني الجسور بين الشرق والغرب.. كان الدعم الذي قدمته البلدان الصديقة في الشرق الأوسط أمراً في غاية الأهمية.. قدمنا عرضاً في قمة وزراء الشباب والرياضة في بيروت وحصلنا على قرار ينص على تقديم دعمهم الكامل.. وقدمنا عرضاً في تجمع للاتحادات العربية لكرة القدم في مدينة جدة وحصلنا على إجماع كامل بدعم طلبنا للاستضافة.. أكدنا باستمرار أن تقديمنا لهذا الطلب لم يكن باسم قطر فقط، ولكنه كان بالنيابة عن المنطقة ككل؛ وأنا أفخر بأن أكرر مرة أخرى بأن كأس العالم 2022 ليس مجرد كأس عالم قطرية، ولكنها كأس عالم الشرق الأوسط.
وحول رعاية العمال قال الذوادي: هذه القضية قد تم التعامل معها بجدية على أعلى المستويات، وأننا كنا مدركين لأهميتها مع بداية عملية تقديم طلبات الاستضافة.. أدركنا أن الاهتمام الدولي سوف ينصبّ على هذا الأمر وليس لدينا أي نية في أن نتوارى عنه. ونحن على وعي بوجود التحديات، وأن التعامل مع مثل هذه القضية يمثل رحلة طويلة.
بلادنا ملتزمة بعهودها.. تنصّ المادة 30 من دستورنا على أن العلاقة بين العامل وصاحب العمل ينبغي أن تقوم على مُثل العدالة الاجتماعية، وأنه ينبغي أن ينظمها القانون. وتؤكد رؤية قطر الوطنية 2030– التي تم الإعلان عنها عام 2008 لكي تمثل مساراً لمستقبل البلاد– على أهمية «تأمين سلامة» و«حماية حقوق» العمالة الوافدة.
اتّخذت الحكومة خطوات للتعامل مع القضية وتلتزم ببرنامج للإصلاح المستمر لقوانين وممارسات العمل من أجل ضمان حماية كل من حقوق العمل وحقوق الإنسان لجميع العمال في قطر.. وأحد أهم الأمور في هذا السياق القانون الجديد الذي وقعه سمو الأمير في أكتوبر 2015 (قانون رقم 21– حول تنظيم دخول وخروج الوافدين وإقامتهم)، وإلغاء نظام الكفالة واستبداله باتفاقية تعاقدية بين صاحب العمل والعامل.. وسوف يتم تفعيل هذا القانون بنهاية هذا العام.
وتم كذلك تفعيل نظام لحماية الأجور بموجب القانون في نوفمبر 2015 يجبر الشركات الخاصة على فتح حسابات مصرفية لجميع العمال وتحويل رواتبهم إلكترونياً إليها في المواعيد المحددة.. يتم كذلك تقوية آليات المراقبة والإنفاذ بشكل مستمر– وتمت زيادة مفتشي العمل، وزيادة جولات التفتيش في مواقع العمل، وزيادة التدقيق فيما يخص وكلاء التوظيف.
وتابع الذوادي قائلاً: «التغيير لن يحصل بين ليلة وضحاها.. وهناك الكثير من الأمور في هذا الصدد التي تتطلب إجراءات إضافية.. الدول الأكثر تطوراً، التي واجهت مثل هذه المسائل طيلة سنوات وتطلّب منها الأمر الكثير من التشريعات وفترات مطوّلة لتطبيقها، لاتزال تواجه تحديات إلى يومنا الحالي.. إننا دولة شابة، ونحاول أن نقوم بالأمر بالشكل المناسب في فترة زمنية أقصر بينما هناك تركيز مكثّف علينا أكثر مما واجهته أي دولة أخرى.
ندرك في اللجنة العليا أهمية تنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم بناءً على التزامات جدية بالصحة والسلامة والأمن وكرامة كل شخص يساهم في مشاريعنا.. وقد بدأنا العمل على هذه المسألة عقب الفوز بشرف الاستضافة فوراً، حيث أجرينا أبحاثاً حول القوانين والمعاهدات، وقمنا باستشارة الشركاء في القطاعين العام والخاص في قطر.
وأوضح الذوادي الأرقام الكاذبة بخصوص عدد الوفيات في مواقع المشاريع التابعة كقولهم 4000 حالة وفاة.. أو 7000 أو 1200.. إنني متأكد بأنكم اطلعتم على هذه الأرقام.. الحقيقة هي أن هذه الأرقام مستمدة من بيانات نشرتها سفارتا الهند ونيبال في قطر وتتعلق بالعدد الإجمالي للوفيات في هاتين الجاليتين بين عامي 2011 و2013 في قطر لا يتعلق ذلك بمواقع بطولة كأس العالم لكرة القدم أو بمجال البناء.. كافة العوامل التي تسببت بوفاة أي مواطن من هاتين الجنسيتين- من أي عمر وأي وظيفة..
وقطر ملتزمة بتنمية مستدامة- وليس بمجرّد معالجة سطحية لإسكات المنتقدين، بل حلول تحسّن فعلياً ظروف العمال وتعود بالفائدة على الدولة برمّتها.
وتابع قائلاً: 2022 هو بمثابة خطوة رئيسية لكرة القدم والرياضة.. ومن هذه الزاوية أعتقد أنه يجب من خلاله الأخذ بعين الاعتبار الرؤية الأكبر لهذا الحدث.. نعيش في عصر عولمة يجب، نظرياً، أن تقرّب الشعوب من بعضها البعض.. ولكننا رغم ذلك نشهد صعوداً لخطاب التقسيم.. في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية والشرق الأوسط.. قوى تقاوم الاختلاط الثقافي وتقاوم كل ما نمثله كمواطنين عالميين.
بالنسبة لقطر والشرق الأوسط والمنطقة الأوسع من ذلك، يمكن لـ2022 أن تكون منبراً لتعزيز التفاهم الثقافي في هذه المنطقة حيث تدفع أصوات التطرف نحو الانعزال بدلاً من الاختلاط، وبوسع 2022 أن تقوم بذلك وهو ما سيحصل فعلاً.. إنها فرصة للجميع كي يسافر إلى المنطقة ويلتقي بالناس وينخرط فيما هو أبعد من الصور النمطية التي ترسّخت على مدى عقود وقرون.. لا يجب أبداً التقليل من أهمية العلاقات بين الناس، وما من أداة أكثر فعالية للقيام بذلك من كرة القدم وكأس العالم.. بوسع هذه البطولة أن تستفيد من القوة الكامنة في كرة القدم للتقريب بين الشعوب وأن تتحوّل إلى مُحفّز للتغيير، وتقود عملية التنويع الاقتصادي والتنمية في منطقتنا.
وأضاف الذوادي: «استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم ليست جزءاً خطة رياضة معقدة، وهي بالتأكيد ليست مشروعاً من أجل التباهي.. الفرصة متاحة أمامنا وما نقوم به حيال الأمر هو ما تقررونه أنتم.. قد تكون نسخة إسراف في الإنفاق من بطولة كأس العالم لكرة القدم مع مستوى كرويّ مخيّب. وقد تكون 30 يومياً من التسلية.. وقد تكون أكثر من ذلك.. هذا ما نخطط لأجله منذ أن أطلقنا ملف تشريح الاستضافة.. انظروا إلى الأثر الذي أحدثته البطولة حتى الآن، والنقاشات والحوارات التي أطلقتها.
copy short url   نسخ
30/05/2016
1538