+ A
A -
الرحلة على متن الطائرة، لم تعد أمراً طارئاً أو نادراً أو استثنائياً قد يحصل مرة كل عدة سنوات، بل أصبحت تتكرر عدة مرات في السنة سواء بالنسبة لرجال الأعمال الذين يسافرون بهدف انجاز أعمالهم في الخارج أو بالنسبة للمواطنين العاديين الذي يبحثون عن تجارب جديدة في دول حول العالم كلما سنحت الفرصة لهم، حيث يحجزون مباشرة عند أول اجازة قصيرة أو طويلة وسواء في فترة الإجازات والأعياد أو عطلة نهاية الأسبوع.


إذن الطائرة أصبحت مكاناً مألوفاً، تشبه البيت الذي نسكنه لساعات ويوفر لنا مساحة من الراحة والاسترخاء حيث يصبح التحليق بعيداً في السماء يتوازى مع التحليق بعيداً عن الهموم والمشاكل التي تركناها خلفنا، وربما بعيداً عن الثرثرة والكلام الكثير والتواصل مع الآخرين، وهو ما نحتاجه من فترة لأخرى، هذه هي أهم ميزات التواجد على متن الطائرة، لكن ماذا لو كانت الرحلة بعيدة كل البعد عن هذه المميزات وذلك بسبب مسافرين آخرين يمكن وصفهم بالـ«مزعجين» الذين يقومون بسلوكيات تعكر المزاج وتحول الرحلة من مساحة للراحة إلى كابوس مقلق يكاد يدفعنا إلى التحديق بالوقت لمعرفة وقت الهبوط والتخلص من تلك التصرفات.
سلوكيات الأطفال
تناول مغردون عبر تويتر السلوكيات الأكثر ازعاجاً لهم خلال تواجدهم داخل الطائرة، حيث قالوا إن ازعاج الأطفال يعتبر أكثر ما يسبب لهم الازعاج وكذلك الثرثرة وعدم الراحة في المقعد.
وفي الوقت الذي دافع فيه مغردون آخرون عن الأهالي الذين يبكي أطفالهم خلال الرحلة، اعتبر البعض أنه على الأهالي جعل أطفالهم يسهرون قبل السفر ليناموا في الرحلة لوقت طويل، حيث ان البكاء الشديد والمستمر يمنع المسافرين من الراحة والنوم، وشدد آخرون على ضرورة أن يضبط الأهالي أولادهم غير الرضع والذين يتجولون في الطائرة ويلعبون ويثيرون جلبة، حيث يعتبر هذا الأمر مزعجاً ولابد من السيطرة عليهم من خلال الأهالي.
وقالت إحدى المغردات: بعض الأطفال يبكون طول مدة الرحلة، بحيث يحرجون أهاليهم ويسببون ازعاجا، فيا ليت اهاليهم يرتبون وضعهم قبل ركوب الطائرة، كما غرد آخر: «حرصك على التزام اطفالك بالهدوء وربط حزام المقعد من واجباتك الذوقية ودليل حرصك على عدم ازعاج الركاب الآخرين».. كما دعا آخر إلى منع الأطفال من ركل الكراسي أمامهم.
الثرثرة
وعلق المغردون على مسألة الكلام الدائم والثرثرة خلال السفر حيث قال أحدهم إنه لابد للمسافر ان يمتنع عن الحديث إلى الشخص الذي يجلس بجانبه اذا كان يحمل كتاباً أو يقرأ جريدة فإن هذا الأمر دليل على أنه لا يريد أن يقاطعه أحد ويتحدث اليه، حيث غرد أحدهم: «يفترض عدم ازعاج من يركب بجوارك بأخبار الطقس ونوعية الطائرة وخدمة المطار، هي لحظات جميلة وخارج التغطية فلا تفسدها».
وغردت مواطنة خليجية بالقول: «الجلوس في الطائرة له آداب، البعض يعتقد ان من حقه ازعاج الناس بصوته وضحكته العالية وكأن غيره غير موجود».
ويبدو أن العطور تعتبر من ضمن قائمة الأمور المسببة للازعاج اثناء السفر ليس فقط في قطر ودول الخليج بل عالمياً، حيث قال عدد من المغردين إن وضع العطور ذات التأثير القوي في الطائرة يسبب ازعاجاً كبيراً للمسافرين، وقد علق مغردون بالقول: «عليك عدم وضع العطور القوية حتى وان كانت غالية فقد يكره غيرك تلك الرائحة» ورد أحدهم بالقول: «ما يدرون في ناس تتعب ومثلي يجيبهم صداع من الجيوب الأنفية».
وأثار ارجاع المقاعد إلى الخلف خلافاً بين المغردين ففي الوقت الذي اعتبر البعض فيه ان القيام بذلك يعتبر من آداب ركوب الطائرة، رد البعض الآخر بالقول إن الأمر لا علاقة له بالآداب، حيث يحتاج المسافر إلى ارجاع المقعد للراحة والنوم وخصوصاً اذا كان الجالس امامه قد قام بذلك، معتبرين أن فعل ذلك لا يضيق على الجالس الا في حال تناول الطعام، وأنه حق لكل مسافر.
وذكر مغردون أموراً اخرى تضايقهم مثل محاولة المغادرة بسرعة عند الهبوط ودفع الركاب، فتح الخزانة العلوية بشكل مستمر لأخذ الأغراض، وامالة المقعد إلى الخلف طويلاً.
استطلاع: تأخر الإقلاع وسوء الغذاء الأسوأ
أظهر استطلاع أجرته الهيئة العامة للطيران المدني في قطر حول أسوأ ما يحدث للمسافر خلال الرحلة، أن هناك 73 % من المسافرين يعتقدون أن تأخر اقلاع الطائرة يعد أسوأ ما يمكن أن يحدث، و13 % قالوا ان سوء الوجبات المقدمة يعتبر الأسوأ بالنسبة لهم، 4 % قالوا إن تأخر خدمة المضيفين هي الأسوأ، و10 % ذكروا أموراً أخرى تسبب لهم الانزعاج خلال السفر، وقد أجرت الهيئة هذا الاستطلاع عبر تويتر، الا أن تغريدات كثيرين كشفت عن أمور اخرى كثيرة تزعج المسافرين ولعل الشكوى التي تفوقت على الجميع هي الانزعاج من أصوات الأطفال وبكائهم الدائم خلال الرحلة وإن كان البعض قد اعترض على هذه الشكوى باعتبار الأمر خارجا عن سيطرة الأهالي، اضافة إلى ذلك فقد اعتبر البعض ان الضغط الجوي اكثر ما يسبب الازعاج، اضافة إلى عدم الراحة اثناء الجلوس في المقعد، كما أشار مغردون آخرون إلى سلوكيات عديدة يقوم بها المسافرون الآخرون قد تسبب الإزعاج وأحياناً الغضب الذي يدفعه إلى الشكوى للمضيفات.
copy short url   نسخ
30/05/2016
2410