+ A
A -
- احمد منصور
في آن واحد تجري محرقتان لما يقرب من مليونين من السنة في كل من الموصل العراقية وحلب السورية لكن الفاعل مختلف في كلا المدينتين ففي حلب الفاعل هو الروس والنظام العلوي وإيران والمليشيات الشيعية التي جاءت من أصقاع الأرض حيث يقوم الطيران الروسي بدك المحاصرين في حلب بالطائرات مستخدما كافة أنواع الأسلحة المحرمة بدءا من القنابل العنقودية وحتى الصواريخ الارتدادية مرورا بأنواع مختلفة من الأسلحة الفتاكة التي تستخدمها روسيا لأول مرة كما جاء على لسان الرئيس بوتن الذي استهزأ بتهديد الغرب له بأنه يرتكب جرائم حرب في سوريا ولازال يواصل جرائمه وإبادته لأهل السنة في حلب الذين يقاومون بشراسة رغم الحشود الهائلة التي تقاتلهم سواء من القوات الروسية التي تتخفى وراء الطائرات وتقصف من بعيد أو من المليشيات الشيعية والقوات الإيرانية وقوات النظام التي تتكبد خسائر هائلة أمام مقاومين قرروا الوقوف أمام تلك الهمجية رغم التكاليف الباهظة لها.
على الجانب الآخر في العراق احتشد أكثر من مائة وعشرين ألف جندي تمثل قوات الحشد الشعبي الطائفية المجرمة الذراع الضاربة لها حيث تمثل أغلبية القوات التي تحيط بالمدينة حيث تزيد على أربعين ألفا بينما يمثل الجيش العراقي الذي أغلبه إن لم يكن كله من الشيعة أيضا مثل هذا العدد بينما تشكل قوات أخرى تضم البيشمرجة وتجمعات أخرى عددا مقاربا علاوة على خمسة آلاف جندي أميركي من القوات الخاصة، الهدف المعلن هو تحرير مدينة الموصل من قوات داعش التي تقول التقديرات إن أعدادهم بين ستة آلاف وعشرة آلاف مقاتل، بينما الهدف الحقيقي هو تغيير التركيبة الديمغرافية للمدينة السنية التي يقع تحت الحصار بها مليون وربع المليون من السكان، فمن أجل ستة آلاف أو عشرة آلاف من قوات داعش يتواجدون كالأشباح على مساحة كبيرة من الأرض تجري مجزرة لمليون وربع المليون سني هم سكان المدينة يعيشون تحت الحصار والقصف والتهجير وحرب طويلة لا يعرف متى تنتهي ولا على أي شيء يمكن أن تنتهي في ظل تهديدات من المليشيات الشيعية أنهم جاؤوا من أجل الانتقام من أحفاد ممن قتل الحسين على حد زعمهم، والمؤكد حسب كل التقارير هو أن سكان الموصل ليسوا من داعش ولا حتى مؤيدين لها ولكن الجيش العراقي الذي انسحب منذ أكثر من عامين أمام قوات داعش في يوم واحد هو الذي ترك أهلها تحت رحمة داعش وسط تساؤلات كثيرة ربما إجابات بعضها تظهر اليوم حيث تحتشد الحشود والأحلاف من أجل استخدام وجود داعش في الموصل ذريعة لارتكاب مجزرة لأهل السنة بها ثم تهجيرهم وتغيير التركيبة الديمغرافية للعراق كما يجري تغيير التركيبة الديمغرافية في سوريا، نحن أمام محرقتين الأولى تقودها روسيا في سوريا والثانية تقودها أميركا في الموصل والضحايا في الحالتين هم السنة والمشكلة ليست هنا ولكن المشكلة أن باقي السنة في المنطقة جالسون مطمئنون أن النيران التي تحرق حلب والموصل لن تصل إليهم وإنهم لواهمون.
copy short url   نسخ
24/10/2016
685