+ A
A -
منال عمر
كاتبة سودانية
عادةً نسمع أن عتبة البيت لم تناسب أصحابها، فمرضوا أو قلّ رزقهم أو انقلبت أحوالهم إلى أسوأ، البعض يقول إن «عيناً أصابتهم» أو «حسداً لاحقهم»، وتكثر الأمثال والموروثات الشعبية عن البيوت وأحوالها، إلا أن علماً صيني المنشأ منذ أكثر من ألفي عام يعطي إجابات جميعها مرتبطة بالطاقة، إنه «فنغ شوي»، طاقة المكان الذي يحوّل الطاقة السلبية في الأماكن إلى طاقة إيجابية.
إن العيش في مبنى مريح يجب أن يكون عنصره أرضيا أو خشبيا، أي إما أن يكون مربّعا أو مستطيلا، ولا تكون لدينا زوايا كثيرة وحادة في التصميم الداخلي، فكلما زادت الزوايا في الشقق يصبح لدينا خلل في مسارب الطاقة.
أما عوارض الطاقة السلبية التي تظهر على الشخص عندما يعيش في المكان الخطأ، فيستدلّ عليها من خلال الصداع من دون سبب طبي، أو عدم القدرة على النوم في غرفته، أو الشعور بالتوتر، أو عدم الإنتاجية إذا كان يعمل من داخل البيت، وعدم تركيز الطلاب أثناء درسهم. كما نجد أن هذه المشاعر تؤثر تالياً في ثروة الشخص كونه لا يستطيع الإنتاج كما يجب، لذلك يهدف «الفنغ شوي» إلى تأمين شعور بالراحة في العقار الذي نعيش أو نعمل فيه، وكلما ازدادت عناصر الراحة كلما ازداد تأثيرها في القدرة الإنتاجية وبالتالي على الثروة.
تقول جيسيكا خديده مستشارة ومدربة دولية بعلم «الفنغ شوي» وتمارس المهنة منذ 12 سنة: ترسم جيسيكا خرائطها بحسب اتجاهات الطاقة، وكل دراسة ترتبط إضافةً إلى التقسيم الداخلي والموقع بالدراسة الشخصية، أي الرقم الطاقي لكل شخص وفق حسابات معينة بناءً على تاريخ ميلاده، ما يُظهر اتجاهاته الإيجابية بشكل عام، والألوان المناسبة، والمواقع التي يرتاح فيها، وماذا عليه أن يفعل ليشعر بالراحة. وتعطي مثلاً قائلةً: إن أصحاب رقمي 6 و7 في الحسابات يناسبهم العنصر المعدني، حيث تكثر الألوان المانية والترابية، ويرتاحون لاتجاه الغرب، ويشعرون أنهم أكثر إنتاجية، وإذا كان رأسهم في السرير متجهاً إلى الجنوب الغربي فهذا يساعدهم على النوم بطريقة أفضل.
توضح جيسيكا أنه بمفهوم الـ«فنغ شوي» يجب ألا يكون باب المدخل مقابلاً لباب آخر، كباب المطبخ أو الحمام، أو لمرايا، ومن الأفضل وجود منظر طبيعي أو لوحة فنية.
أما غرف النوم فتقسّم بحسابات معينة لكلّ شخص ليتبيّن اتجاه السرير والألوان المناسبة. ولكن في نصيحة أساسية للجميع، تقول جيسيكا إنه يجب عدم وضع السرير تحت نافذة حتى لا يعكّر الضوء صفو النوم، وألا تكون الأقدام باتجاه باب الحمام، وألا تكون إمدادات الكهرباء كثيرة والذبذبات الإلكترونية في الحائط وراء الرأس.
أما الصالون بشكل عام فيجب أن تكون ألوانه فرحة وفاتحة، وإذا كانت الشقة طاقتها «يين»، أي طاقة غير متحرّكة كأن تكون غير مطلة على ضوء طبيعي، فالإقامة فيها تسبّب التعب وتؤثر سلباً في النفسية والمزاج وتُشعر الساكن بالحزن وبعدم الإنتاجية وبميل دائم إلى النوم. وبهذه الحالة يكون التفعيل بطاقة «اليانغ»، أي الطاقة المتحرّكة، فتُستعمل الألوان الصاخبة مثل الفوشيا والأخضر، وتلك النارية مثل الأحمر والأصفر والبرتقالي، وتُكبّر فتحات الشبابيك وتوضع المرايا لعكس الضوء الطبيعي قدر الإمكان.
أما إذا كانت الشقة «يانغ» أي في محيط فيه حركة وضجة، وتكون الطاقة فيها أكثر من اللزوم فنشعر بالضجيج الدائم والانزعاج، يجب حينها تخفيف هذه الطاقة بطاقة الـ«يين» عبر الألوان الأرضية والناعمة والفاتحة في كل الغرف.
copy short url   نسخ
14/05/2022
158