+ A
A -
«دان روزغارد» هو مفكر مبدع وصانع تصاميم اجتماعية تستكشف العلاقة بين الناس والتكنولوجيا والفضاء، وينعكس افتتانه بالطبيعة والتكنولوجيا في تصميماته المميــزة، وبالنســــــبة له ولفريقه يمثل الهواء النظيف والمياه النظيفة والطاقة النظيفة والفضاء النظيف قيمهم الجديدة، ويمثل الضوء لغتهم.
ينعكس افتتان روزغارد بالطبيعة والتكنولوجيا في تصميماته المميزة مثل «ووترليكت» (فيضان افتراضي يظهر قوة الماء)، و«مشروع الهواء الخالي من الضباب الدخاني» (أكبر جهاز لتنقية الهواء في الهواء الطلق بالعالم والذي يصنع المجوهرات من الضباب الدخاني)، ومختبر «نفايات الفضاء» (تصوُّر وإعادة تدوير نفايات الفضاء) و«الشمس الحضرية» الحديثة التي تنظف فيروس كورونا في الأماكن العامة.
إبداع من أجل المستقبل
تخرج روزغارد من معهد «بيرلاج» بدرجة الماجستير في الهندسة المعمارية، وأسس «استوديو روزغارد» في عام 2007، حيث يعمل مع فريقه من المصممين والمهندسين من أجل مستقبل أفضل، ويطورون معا «مناظر جمالية للمستقبل» عن طريق بناء نماذج أولية ذكية مستدامة لمدن الغد.
ويذكر تقرير نشره موقع «بيليف إيرث» أنه قبل 4 سنوات، ذهب روزغارد إلى بكين عاصمة الصين الملوثة في زيارة قصيرة، ومن أعلى ناطحة سحاب في يوم غائم، لم يستطع روزغارد رؤية المدينة من النافذة، ويتذكر بينما كان جالسا في المقهى المفضل لديه في وسط العاصمة الصينية فيقول «شعرت أن بكين كانت تحاول قتلي، وقد ألهمني ذلك اليوم إنشاء مشروع لمكافحة تلوث الهواء».
منقي هواء للمساحات المفتوحة
أدى استعداد روزغارد للدفاع عن القضية إلى إنشاء مشروع «هواء خالٍ من الضباب الدخاني»، وهي مبادرة تضم فريقا من العلماء والمصممين المشاركين في تطوير تقنيات لإزالة ملوثات الهواء.
ويعد برج «هواء خالٍ من الضباب الدخاني» هو أشهر مشاريع فريق روزغارد، وهو منقي هواء بارتفاع 7 أمتار يثبت في المساحات المفتوحة، وقد تم بناء أول برج في بكين في عام 2016، والآن يحاول الاستوديو توسيع النموذج ليشمل مدنا أخرى ملوثة حول العالم، مثل نيودلهي في الهند، وميديلين في كولومبيا، ومكسيكو سيتي.
وقد وجدت دراسة أجراها باحثون من جامعة أيندهوفن للتكنولوجيا في هولندا أن البرج يمكن أن يقلل من «الجسيمات المعلقة» (PM) ضمن قطر يبلغ 20 مترا من البرج بأكثر من 45 %، وهذه الجسيمات هي عبارة عن جزيئات تلوث دقيقة جدا يمكن أن تخترق الرئتين وتسبب المرض، حيث يتم ضغطها بعد جمعها من خلال الفلتر وتحويلها إلى أحجار توضع بعد ذلك على خواتم وتباع مقابل 250 دولارا أميركيا.
لكن الاختبار الذي أجراه فريق المنتدى الصيني للصحفيين المعنيين بالبيئة يشير إلى أن النتائج قد تكون أقل إثارة للإعجاب، ويعلق روزغارد «نحن نختلف حول نتائج هذا الاختبار، لأنه لم يكن علميا، أنا لا يمكنني إيقاف التلوث أو تغيير النموذج الاقتصادي الحالي بنفسي، لكن يمكنني تصميم مشاريع عامة تحشد المجتمع وتشجع القادة الحكوميين على إعادة وضع الاستدامة على جدول الأعمال، دوري هو إظهار أنه من الممكن إنشاء حلول مبتكرة ذات تأثير كبير».
روزغارد مصمم على تغيير الوضع الحالي في جميع أنحاء العالم. يقول «عندما يسمح النظام بالتلوث، فإن الأشخاص الذين يدفعون الثمن هم أولئك الذين يريدون الهواء النقي»، ويعتقد أن التغيير سيبدأ أولا في الصين، بسبب الحاجة الماسة للتغيير في ذلك البلد، ويقول «الصين هي المستقبل، وهي بلد مبتكر وستقود سياسات التنمية المستدامة العالمية».
فن له تأثيره
أحدث ابتكارات روزغارد تم إنشاؤه بواسطة استوديو روزغارد، وهو جهاز تنظيف محمول يمكن ربطه بملايين الدراجات في بكين، بدءا من عام 2018، ومع أن الجهاز لا يزال قيد التطوير إلا أن الفكرة هي أنه مع مرور جزيئات التلوث عبر جهاز التنظيف، يعود الهواء النقي إلى الغلاف الجوي، ويمكن أن يشجع الابتكار الناس على ركوب الدراجات أكثر والقيادة أقل، مما يخفف من الاختناقات المرورية، ويقلل بشكل غير مباشر من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. الحكومات والشركات المهتمة بالاستثمار في المصلحة العامة، والجهات المانحة المتوافقة مع القضايا البيئية والتكنولوجية هم الممولون الرئيسيون لمشاريع روزغارد، وخلال حياته المهنية نفذ الفنان أكثر من 20 مشروعا، بما في ذلك حلبة الرقص التي تولد الطاقة، ومع أنه في البداية كان عمله أكثر تركيزا على التكنولوجيا والإدراك الحسي، إلا أنه في الآونة الأخيرة، أصبح الأمر أكثر اجتماعية، مع تحول مصاحب في المكان.
يقول روزغارد «أبدأ يومي بأحلام، وينتهي بي الأمر أنه ربما لا أكون قادرا على تحمل الضغوطات»، ويمزح قائلا «ماذا يحدث عندما تضع التلوث تحت الضغط؟ إنه يتحول إلى ألماس»، مشيرا إلى تشكيل الحجر الثمين من الكربون، وهي استعارة مناسبة لمشروع روزغارد المستمر «تحويل المواد التي يراها الكثيرون على أنها مشكلة.. إلى فن». حصل روزغارد نظير أعماله وإبداعاته على لقب القائد العالمي الشاب في المنتدى الاقتصادي العالمي وفنان العام 2016 في هولندا، كما تم اختياره من قبل مجلة «فوربس» (Forbes) كصانع تغيير إبداعي، وكثيرا ما يشارك أفكاره في المؤتمرات في جميع أنحاء العالم مثل «تيد» (TED) و«ناسا» (NASA).
copy short url   نسخ
14/05/2022
319