+ A
A -
كتب محمد الجعبري
تناولت الجلسة الثامنة ضمن جلسات «الخيمة الخضراء» قضية الأمن المائي والغذائي في العالم العربي، حيث ناقش عدد من الخبراء والباحثين من الوطن العربي أثر التغير المناخي على الأمن المائي والغذائي. في البداية تحدث الدكتور سيف الحجري عن أهمية التباحث في قضية الأمن المائي والغذائي باعتبارها قضية وجودية تسهم مكوناتها في صنع المستقبل، وهي إحدى أهم العناصر المؤثرة على جودة الحياة، فكوكبنا الآن مهدد بأخطار ماحقة، بفعل التغيرات المناخية والاحتباس الحراري، مما تسبب في زيادة الأراضي التي تتعرض للجفاف والتصحر.
وأضاف: «إن المنطقة العربية تقع في نطاق المناطق الجافة وشبه الجافة، المناطق التي تعاني الفقر المائي، مما يؤثر في الأمن الغذائي، ويضيف المزيد من الأعباء على المخطط والمشرع العربي، خاصة مواكبة ذلك لزيادات مفرطة على صعيد تزايد أعداد المواطنين»، لافتاً إلى ضرورة تأمين منظومات عربية قادرة على توفير الغذاء وضمان رفاهية المواطن، والتوسع -قدر الإمكان- في تأمين المواد الأساسية داخليا، ومواجهة التغيرات الحادة، بتطوير أدواتنا في العيش وإرساء سلوكيات متوطنة.
وفي إطار المبادرات الوطنية لزيادة الإنتاج الزراعي، تقدم الشيخ فيصل بن حمد بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس إدارة شركة الماردية للزراعة والتجارة، بالإعلان عن التوصل إلى تقنية بيولوجية جديدة تعتمد على استخدام أنواع محددة من البكتيريا النافعة، بهدف زيادة خصوبة التربة واستصلاح الأراضي غير القابلة للزراعة بسبب المناخ الجاف في منطقتنا العربية، وكذلك زيادة الثروة الحيوانية والسمكية، وتقليل نسبة المياه المستخدمة في الري.
بدوره قال الدكتور محمد سيف الكواري، إن الأبحاث والدراسات وجدت تسرب الأملاح من اليابسة إلى المياه الجوفية، وهذه كارثة، لأن المياه الجوفية أيضاً سوف تتعرض إلى زيادة الملوحة، فضلاً عن أن 51 % من مدن الدول العربية تقع على الساحل، ومع ارتفاع منسوب المياه بفعل التغيرات المناخية تصاب هذه الأراضي بزيادة الملوحة أيضاً، وتقلص مساحات الاراضي الصالحة للزراعة.
وعن محور التحديات التي تواجه الأمن الغدائي والمائي، تحدثت الدكتورة بثينة حسن الأنصاري خبيرة التخطيط الاستراتيجي والتنمية البشرية، مؤكدة أن قضية الأمن الغذائي بالنسبة لأي مجتمع قضية محورية وإستراتيجية، باعتبار الغذاء من أهم الاحتياجات الأساسية والضرورية لكل إنسان، ولا بد من تلبيتها بمقادير مناسبة ومستقرة وبشكل سهل وميسر، ولا يجوز التهاون في مسألة الغذاء والأمن الغذائي وتركها للظروف والمتغيرات. ولذلك احتل مساحة واسعة من الاهتمامات الدولية خاصة في الدول العربية وهي تاتي من ضمن أهداف التنمية المستدامة 17 والتي تعزز قضية منع الجوع والفقر واستخدام الطاقات النظيفة والابتكار. وأوضحت أن الأمن الغذائي في دول الخليج العربي يتأثر بمجموعة من العوامل الرئيسية هي: ظاهرة ارتفاع وتقلب أسعار السلع الزراعية، ومخاطر تغير المناخ، وظاهرة التزايد السكاني في العالم، وظاهرة أنتاج الوقود الحيوي من السلع الزراعية، وتعود أسباب مشكلة المياه في دول مجلس التعاون الخليجي إلى انخفاض منسوب مياه الأمطار، وعدم وجود انهار دائمة في دول مجلس التعاون الخليجي واعتماد بعض الدول العربية على أنهار لا تنبع من أراضي عربية مما يهدد مصالحها المائية مثل العراق وسوريا ومصر والسودان، بالإضافة إلى دعم أسعار المياه في دول مجلس التعاون الخليجي ومما يؤدي إلى الإسراف والتبذير في المياه وقلة ترشيد الاستهلاك.
copy short url   نسخ
19/04/2022
190