+ A
A -
كتب عادل النجار
اقترب موعد غلق باب فترة الانتقالات الشتوية التي تنتهي بنهاية شهر يناير الجاري، وبالرغم من ذلك لم نسمع عن صفقات قوية تحدث الفارق أو تخطف الأنظار أو تشعل الميركاتو الشتوي البارد إلى حد كبير، فعلى الرغم من التوقعات التي كانت تشير إلى أننا أمام فترة انتقالات شتوية مشتعلة في ظل التغيرات التي شهدتها المنافسة ببطولة الدوري هذا الموسم، لكن على أرض الواقع لم يحدث ذلك التغير الكبير الذي كان متوقعاً، وربما تحمل الأيام القادمة الإثارة المفقودة في سوق الانتقالات الشتوية.
إذا نظرنا لواقع ما جرى منذ بداية شهر يناير الجاري نجد أن أندية القمة خارج المنافسة على صفقات جديدة، بل يبدو الاستقرار العنصر الأساسي الذي يعزز من عمل تلك الأندية وفي مقدمتها السد والدحيل، حيث خرجا من السباق بفضل استمرار العناصر الموجودة لديهما وحرص إدارتي الناديين على الاستقرار، فمن المعروف أن انتقالات الشتاء تكون للظروف الطارئة فقط، لذا لم يتم ربط اسم السد متصدر ترتيب الدوري وحامل اللقب، أو الدحيل وصيف البطولة، بأي اسم خلال صفقات الشتاء، على الرغم من أن السد افتقد للعديد من العناصر سواء للإصابات أو لتواجد نجميه بغداد بونجاح واندريه أيوا في بطولة أفريقيا، أو بسبب إصابات كورونا التي ضربت الفريق، وكذلك الدحيل الذي افتقد للعديد من عناصره، لكن بالرغم من ذلك لم يتم ربط اسم أي منهما بصفقات جديدة في ميركاتو الشتاء، مما يؤكد أهمية الاستقرار بالنسبة للفرق التي تتنافس على الألقاب.
كذلك الوكرة صاحب المركز الثالث لم يعقد صفقات رسمية بالرغم من ربط بعض الأسماء به مثل الجزائري بوعلام مصمودي، لكن بشكل عام لايزال النواخذة في حالة من الاستقرار ولم يدخلوا سوق الانتقالات الشتوية بالرغم من تواجدهم في مركز متقدم للغاية يتطلب عملا كبيرا من أجل الحفاظ عليه في ظل المنافسة المشتعلة في المربع.
الغرافة صاحب المركز الرابع في جدول ترتيب الدوري اكتفى بصفقة واحدة، حيث تعاقد مع الإيراني سعيد عزة الله من أجل تدعيم الصفوف خاصة أن هناك حالة من التذبذب على مستوى النتائج، ويتطلب ذلك تجهيز الفريق بأفضل صورة وعلاج المشاكل التي ظهرت خلال الفترة الماضية وهو ما تم العمل عليه وسط طموحات بظهور مختلف للفريق خلال المرحلة القادمة من عمر الدوري.
أم صلال صاحب المركز الخامس يعيش حالة من الاستقرار والنجاح تحت قيادة المدرب الوطني وسام رزق الذي قاد الفريق للتحول من قاع جدول الدوري للمنافسة على المربع.
العربي اكتفى بصفقة واحدة حيث تم ضم النرويجي أداما دايموند بدلا من الإسباني مارك مونيسا بسبب الإصابة، وسط آمال بأن ينجح اللاعب في صناعة الفارق خاصة أن هناك تراجعا على مستوى النتائج، حيث كان الفريق متواجدا في المركز الثالث لكنه تراجع تدريجيا للمركز الرابع ثم الخامس ثم السادس حالياً، وقد عانى بسبب تواجد نجمي الفريق في بطولة أمم أفريقيا حيث كان يعتمد بصورة كبيرة على التونسي يوسف المساكني وكذلك الجابوني آرون سليم لكن غيابهما أثر بصورة كبيرة ولم يكن أمام يونس علي حل سوى الاعتماد على البدلاء وليس إجراء صفقات جديدة في ظل ظروف النادي، وكذلك تقديرا لقيمة الثنائي الغائب وأهميتهما للفريق، لكن الآمال مازالت معقودة على الوافد الجديد النرويجي اداما.
على عكس الريان الذي يتواجد في المركز السابع في جدول الترتيب، عمل الأهلي صاحب المركز الثامن على إجراء تعاقدات جديدة من أجل تطوير الفريق، حيث أجرى ثلاث صفقات ليكون بذلك مشتركا مع الخور كأكثر الأندية تعاقدا خلال ميركاتو الشتاء، حيث تم التعاقد مع الأردني يزن النعيمات، والاسباني خوسيه بوزو، والبرازيلي ساندرو مانويل، ولاشك أن العميد الأهلاوي يتطلع من خلال هذه الصفقات للظهور بصورة مختلفة في المرحلة القادمة من عمر الدوري لتحسين وضعه، والابتعاد عن صراع الهبوط الذي يكاد يقترب منه، ولاشك أن البداية الجيدة للأهلي لم تكن كافية، لذا حرصت الإدارة على بث دماء جديدة في الفريق من أجل تعديل الأوضاع والظهور بصورة أفضل.
الملك القطراوي كذلك أجرى صفقة جديدة على مستوى المحترفين خلال ميركاتو الشتاء، فقد تم التعاقد مع العماني صلاح اليحيائي من أجل زيادة قوة الفريق، خاصة أن المركز الذي يتواجد فيه القطراوي غير مرضٍ لجماهيره ويتطلعون للتقدم للأمام والمنافسة على المربع، لذا جاء التعاقد مع المحترف العماني اليحيائي من أجل بث قوة جديدة للملك وتدعيم الصفوف إلى جانب العناصر القوية التي يمتلكها، وسيكون على المدرب يوسف سفري استغلال كل هذه العناصر من أجل تقديم عروض أقوى خلال المرحلة القادمة.
نادي الشمال القادم من دوري الدرجة الثانية والطامح للاستمرار في دوري النجوم قام بالتعاقد مع المحترف الأردني علي علوان لزيادة قوة الفريق في ظل الصراع المشتعل في قاع الدوري والذي يبحث الشمال عن مخرج للابتعاد عنه، لذا تم تدعيم الصفوف بهذه الصفقة على أمل أن يتقدم الفريق للأمام في المرحلة الأخيرة من عمر الدوري.
الخور صاحب المركز قبل الأخير في جدول ترتيب الدوري قام بإجراء ثلاث صفقات بدأت بعودة الألماني لاسوغا لصفوف الفريق مرة أخرى بدلا من البرازيلي كايكي، ثم التعاقد مع العمانيين جمعة الحبسي، وحارب السعدي، وذلك من أجل إنقاذ الفريق من شبح الهبوط الذي بات يخيم عليه ويهدده بصورة كبيرة، حيث يحتل الفريق المركز قبل الأخير في جدول ترتيب الدوري بفارق 4 نقاط فقط عن السيلية، ولاشك أن المرحلة الحاسمة من عمر المنافسة تتطلب عملا كبيرا من إدارة النادي، لذا تم السعي من أجل جلب صفقات جديدة على أمل أن تكون صفقات الشتاء بمثابة إنقاذ للفريق وسبب في بقائه في موقعه في دوري الأضواء.
السيلية صاحب المركز الأخير في جدول الدوري جلب السويدي كارلوس ستراتينبيرج، لكن الأمر ليس كافيا لأن السيلية الذي اعتاد المنافسة على المربع ليس من المقبول تواجده في المركز الأخير بجدول الدوري، وعليه أن يتخذ قرارات حاسمة من أجل إنقاذ الفريق عبر ضم صفقات قوية ومؤثرة تعيده لوضعه الطبيعي، فإذا نظرنا إلى أرقامه نجد أنه الأكثر خسارة هذه الموسم برصيد 11 خسارة من إجمالي 14 مباراة خاضها في الدوري حتى الآن، حيث فاز في واحدة فقط وتعادل في 4 مباريات، وعليه أن يتحرك بشكل فعال قبل غلق باب الانتقالات الشتوية من أجل العودة للطريق الصحيح والابتعاد عن شبح الهبوط الذي يخيم بقوة على الفريق.
الأيام القادمة من الميركاتو الشتوي قد تشهد تغييرات جديدة على مستوى سوق الانتقالات، فقد لاحظنا أن هناك اهتماما كبيرا باللاعبين العمانيين وسط منافسة من اللاعبين الأوروبيين، في حين كان هناك غياب للاعبين اللاتينيين خاصة البرازيليين.. فهل سنرى تغييرات جديدة في خريطة الانتقالات الشتوية خاصة في الأيام الأخيرة مثلما اعتدنا أن نرى في المواسم الماضية أم ستكتفي الأندية بما أجرته من تغييرات ولن يكون هناك جديد يساهم في إثراء ميركاتو الشتاء البارد الذي لم يحدث التغيير الكبير الذي كان متوقعاً؟
copy short url   نسخ
26/01/2022
776