+ A
A -
اقترب التلسكوب الفضائي جيمس ويب، الذي أطلقته إدارة الطيران والفضاء الأميركية «ناسا» والمصمم لكي تلقي البشرية من خلاله نظرة على مراحل الكون الأولى، من الوصول إلى وجهته التي سيستقر فيها في مدار حول الشمس على بعد نحو 1.6 مليون كيلومتر من الأرض.
ومن خلال مناورة لتصحيح المسار النهائي باستخدام أجهزة الدفع الصاروخي على متن التلسكوب، وصل ويب إلى موقع استقراره بين الأرض والشمس بعد شهر من إطلاقه.
ويدور التلسكوب الفضائي في مدار حول الأرض على ارتفاع 547 كيلومترا، وهو ما يجعله يدخل في ظل الأرض ويخرج منه كل 90 دقيقة.
وتسمح قوى الجاذبية للشمس والأرض معا للنقطة الـ2 بالحفاظ على التلسكوب في موقعه، بحيث لا يحتاج إلى قوة دفع صاروخية إضافية للحيلولة دون ابتعاده عن موقعه. والأجهزة المثبتة على التلسكوب ويب تجعله مثاليا للبحث عن علامات على وجود كواكب تسمح بوجود حياة على سطحها بين عشرات الكواكب التي تدور حول نجوم بعيدة، تم توثيقها في الآونة الأخيرة وكذلك مراقبة أجرام سماوية أقرب إلى كوكب الأرض مثل المريخ والقمر «تيتان» أحد أقمار كوكب المشترى.
وبدأ مركز العمليات ضبط المرآة الأساسية للتلسكوب، وسيسمح حجم التلسكوب وتصميمه للعمل أساسا بالأشعة تحت الحمراء له بتدقيق النظر، عبر سحب الغاز والغبار ومراقبة أجرام على مسافات أبعد (أي معرفة ما دار في أزمنة أقدم).
وقال إيريك سميث، المدير العلمي لبرنامج ويب في «ناسا»: «إن مهندسي وحدة التحكم بمعهد علوم تلسكوبات الفضاء تولوا تشغيل أجهزة الدفع وإن الفريق الأرضي استخدم إشارات لاسلكية لتأكيد دخول ويب بنجاح إلى مداره».
وسيتبع التلسكوب ويب من موقعه المتميز في الفضاء مسارا خاصا ليظل متوافقا مع الأرض في دوران الكوكب والتلسكوب معا حول الشمس بما يتيح الاتصال اللاسلكي معه بلا انقطاع.
ومن المتوقع أن تؤذن هذه الخصائص بثورة في عالم الفلك بما يتيح رؤية أولى للمجرات في مراحل تكونها بعد 100 مليون سنة فقط من الانفجار العظيم.
يشار إلى أن التلسكوب الفضائي جيمس ويب مشروع دولي بقيادة ناسا بالتعاون مع وكالتي الفضاء الأوروبية والكندية.
copy short url   نسخ
26/01/2022
372