+ A
A -
كتب - محمد عبد العزيز
رغم جهود الجهات المعنية بتنفيذ وتطوير البنية التحتية في المنطقة الصناعية بالدوحة، إلا أن عناصر التطوير لم تكتمل بالشكل المتوقع وفقاً للرسوم الافتراضية التي وضعتها تلك الجهات للصورة النـهـــــائــيــة للمنطقة الصناعية وتحويلها إلى منطقة تتميز ببيئة عمل جيدة للشركات والوكالات وجمهور مرتاديها يومياً.
وقد رصدت «الوطن» فوضى الكراجات، من خلال جولة ميدانية كاشفة عن العديد من جوانب الإهمال الذي يضرب المنطقة بما فيها الشوارع التي تم تطويرها، حيث تشوه الكراجات المنظر العام للمنطقة وتحديداً التقاطعات والشوارع الجديدة.
وتنشر الكراجات التلوث البصري في شوارع المنطقة الصناعية بالتعدي على حرم الطريق وترك السيارات المهملة وقطع الغيار خارج حدودها، إضافة لترك تلال من أجزاء المركبات «السكراب» مرئية بشكل يزعج مستخدمي الشوارع الرئيسية، دون تسوير يغلق المشهد غير الحضاري الذي تسببه. ورغم تطوير البنية التحتية وسعي الجهات المعنية لتجديد مرافق وخدمات الطرق في المنطقة الصناعية، إلا أن تعدي الكراجات يضيع مجهودها.
في السياق ذاته، ضرب إهمال الكراجات البنية التحتية للشوارع، حيث انتشرت برك الصرف الصحي وتآكل طبقات الأسفلت نظراً لعدم وجود أنظمة صحية خاصة لصرف مخلفات ورش الصيانة والمصانع، لاسيما أن معظم المنشآت الصناعية في المنطقة لا تعتد لتلوث البيئة والآثار الصحية الضارة التي تخلفها جراء غياب الرقابة البيئية والصحية عليها.
وقد خضعت المنطقة الصناعية لعملية تطوير شاملة بميزانية ضخمة لتحسين البيئة ومرافق البنية التحتية فيها، من خلال مشروع انطلق قبل نحو 7 سنوات، ففي ديسمبر 2014 أعلنت هيئة الأشغال العامة «أشغال» عن بدء تطوير المنطقة الصناعية بالدوحة، من خلال إعادة تصميم وتحديث شبكة الطرق القائمة وخدمات البنية التحتية المرتبطة بها، وإنشاء وتطوير الطرق المحلية، والطرق التجميعية والشريانية بما فيها التقاطعات وتطوير نظم إدارة حركة المرور ونظام النقل.
ويعمل المشروع على حماية ونقل وتحديث المرافق القائمة التي تشمل: خطوط المياه الصالحة للشرب والكابلات الكهربائية والمحطات الفرعية وشبكات الاتصالات الخاصة بأنظمة الهواتف والأنظمة الأمنية، وإنشاء شبكة لمياه الصرف المعالجة واستخدامها في ري نباتات تزيين الطرق والحدائق العامة.
وسيتم أيضاً إنشاء نظام إضاءة الشوارع وفق أحدث التقنيات واستبدال الحوائط الاسمنتية القديمة الفاصلة بين المنشآت القائمة والشوارع بحوائط جديدة تفصل بين المنشأة والشوارع التي سوف يتم تحديثها، كما سيتم تطوير وتحديث نظم تصريف المياه والصرف الصحي، بما في ذلك إنشاء أنابيب البنية التحتية الضيقة. وإنشاء خزان كبير لتخزين مياه الأمطار بحيث يستوعب كمية الأمطار الكبيرة جداً حتى بعد هطول كثيف ومستمر.
ومن المستهدف حل مشاكل طفح المجاري وتجمع المياه السطحية أو الجوفية، وسيتم الاستغناء عن أي شاحنات وصهاريج لسحبها مع اكتمال الأنظمة الجديدة والمتطورة التي سيتم إنشاؤها في المنطقة، والتي ستلبي كافة احتياجات أصحاب المنشآت التجارية والصناعية وستضمن تصريف المياه بكفاءة وتجنب أي مخاطر محتملة قد تحدث عند هطول الأمطار، هذا بالإضافة إلى تعزيز المشهد العام للمنطقة.
وتقوم هيئة الأشغال العامة بتوفير طرق وبنية تحتية يتم تنفيذها وفقًا لأعلى المعايير تشمل تحديث الطرق وإنشاء تقاطعات مرورية بإشارات ضوئية وتقاطعات متعددة المستويات ومسارات مخصصة للمشاة وراكبي الدراجات الهوائية، إضافة إلى تركيب أنظمة الإضاءة في الشوارع وتجميل وتزيين الشوارع التي بات معظمها بحاجة ماسة لذلك، مما سيعود بفوائد عديدة أبرزها شبكة طرق متطورة منظمة وآمنة وتدفق مروري سلس وبيئة صحية أقل تلوثاً. مما سيعود بآثار إيجابية على أصحاب المشاريع التجارية والصناعية والموردين بوجه عام، ويعزز مكانة المنطقة الصناعية في الدوحة.
copy short url   نسخ
26/01/2022
962