+ A
A -
موسكو- أ.ف.ب- اتّهم الكرملين أمس الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي بتصعيد التوتر بعدما أعلن التكتل العسكري أنه سيعزز دفاعاته في شرق أوروبا على وقع الأزمة الأوكرانية. وأفاد الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن واشنطن وحلف شمال الأطلسي يصعّدان التوتر عبر «هستيريا الإعلانات» و«الخطوات الملموسة»، مشيرًا إلى أن خطر شن قوات أوكرانية هجوما ضد الانفصاليين الموالين لروسيا «مرتفع للغاية».
وقال بيسكوف لصحفيين «نحن نعيش في بيئة عدوانية» مضيفًا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقوم «بالإجراءات اللازمة» لحماية بلاده.
وقال بيسكوف إن أوكرانيا تحضّر لهجوم في شرق البلاد حيث يتواجه جنود اوكرانيون مع انفصاليين موالين لروسيا منذ العام 2014.
وأضاف «إن طبيعة هذا التركيز تشير إلى استعدادات لهجوم»، مضيفا أن مخاطر مثل هذه العملية الآن «عالية جدًا، أعلى من ذي قبل». وأعلن حلف شمال الأطلسي «الناتو»، أمس، عزمه إرسال سفن حربية وطائرات مقاتلة إضافية إلى الدول الحليفة في شرق أوروبا. وأوضح الحلف في بيان، أنه سيرسل إلى الدول الحليفة في شرق أوروبا سفنا وطائرات حربية إضافية (لم يذكر توقيتًا)، وستبقي قواتها جاهزة.
وأشار البيان إلى أن الحلف سيعزز من قدراته الردعية والدفاعية، تزامنا مع زيادة روسيا من حشودها العسكرية في أوكرانيا ومحيطها.
وطالبت وزارة الخارجية الأميركية عائلات جميع الموظفين الأميركيين في السفارة الأميركية في أوكرانيا بمغادرة البلاد، وسط مخاوف متزايدة من غزو روسي للأراضي الأوكرانية.
ونقلت قناة الحرة الأميركية، عن بيان صادر من وزارة الخارجية الأميركية، أنها أبلغت عائلات موظفي السفارة الأميركية في كييف بمغادرة البلاد، كما أبلغت موظفي السفارة غير الأساسيين للمغادرة طوعا على نفقة الحكومة.
وأضاف بيان الوزارة، أن على مواطني الولايات المتحدة في أوكرانيا «التفكير في المغادرة الآن باستخدام خيارات النقل التجارية أو غيرها من خيارات النقل المتاحة للقطاع الخاص».. كما دعت المواطنين الأميركيين إلى عدم السفر إلى أوكرانيا بسبب التهديدات العسكرية الروسية.
وفي السياق، أكد مسؤولو وزارة الخارجية الأميركية أن سفارة كييف ستظل مفتوحة وأن الإعلان لا يمثل إخلاء السفارة، كما أن «هذه الخطوة كانت قيد الدراسة منذ بعض الوقت ولا تعكس تخفيف الدعم الأميركي لأوكرانيا».
كما بدأت بريطانيا بسحب عدد من موظفي سفارتها في أوكرانيا، أمس، مع تصاعد القلق والتحذيرات من غزو روسي للبلاد.
وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» نفى مسؤولون وجود تهديد للدبلوماسيين البريطانيين في أوكرانيا.
ونصحت فرنسا رعاياها بتأجيل السفر غير الضروري إلى أوكرانيا في وقت تتصاعد فيه التوترات بين هذه الأخيرة وروسيا.
وأوصت وزارة الخارجية الفرنسية في إرشادات سفر مُحدّثة صدرت عنها «بتأجيل السفر غير الضروري أو العاجل إلى أوكرانيا بقدر الإمكان».
بدورها انتقدت وزارة الخارجية الأوكرانية،، سحب كل من الولايات المتحدة وبريطانيا بعض دبلوماسييها من كييف خشية تنامي النزاع مع روسيا. وقالت الوزارة في بيان، إن قرار إجلاء دبلوماسيين من كييف «سابق لأوانه»، مشيرا إلى أن الموقف الأميركي تجاه الدبلوماسيين يدل على «الحذر المفرط»، حسبما نقلت وكالة «أسوشيتيد برس».
واستبعد جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي أمس، وجود أي توجه حاليًا لسحب الموظفين الأوروبيين أو رعايا الاتحاد من أوكرانيا أو دعوتهم لمغادرة البلاد كما فعلت الولايات المتحدة، مضيفا أنه لا حاجة «للتهويل» فيما المحادثات مع روسيا لا تزال جارية.
وأوضح «لا أرى سببا للتهويل طالما أن المحادثات جارية، إلا إذا زودتنا الولايات المتحدة بمعلومات تبرر قرار «مغادرة أوكرانيا».
وأوضح بوريل، يتوجب على وزير الخارجية الأميركي اطلاعنا على فحوى المحادثات التي عقدها الجمعة الماضي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف.. مضيفا «لم نتخذ أي قرار لطلب مغادرة عائلات دبلوماسيينا من أوكرانيا إلا إذا زودنا بلينكن بمعلومات تبرر مثل هذه الخطوة».
وأعلن الاتحاد الأوروبي، أمس، أنه يعد حزمة مساعدات لأوكرانيا بقيمة 1.2 مليار يورو، علي خلفية التوترات القائمة بين موسكو وكييف والخوف من «غزو روسي محتمل».
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عبر الفيديو لرئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين. وقالت فون دير لاين: «اسمحوا لي أن أكون واضحا مرة أخرى، أوكرانيا بلد حر وذو سيادة يتخذ قراراته الخاصة، والاتحاد الأوروبي سيواصل الوقوف إلى جانبه».
وأضافت أنه في حالة موافقة البرلمان الأوروبي والدول الأعضاء فيه على حزمة المساعدات فإن نصف قيمتها «ستصرف على الفور».
وأوضحت المسؤولة الأوروبية إلى أن هذه الخطوة تهدف للتخفيف من آثار الصراع مع روسيا، لافتة أن حزمة المساعدات «ستتكون من قروض ومنح طارئة».
copy short url   نسخ
25/01/2022
424