+ A
A -
الدوحة- قنا- أكد سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، التزام دولة قطر بتنفيذ الأهداف والمخرجات الرئيسية للمؤتمر العالمي رفيع المستوى حول مسارات السلام الشاملة للشباب، الذي عقد افتراضيا خلال الفترة من 19 إلى 21 يناير الحالي.
وقال سعادته، في كلمة اليوم أمام الجلسة الختامية للمؤتمر، إنه "علاوة على ذلك، فإن دولة قطر، عند إعطاء الأولوية للدور المحوري للشباب والشابات في بناء السلام، تتعاون مع الأمم المتحدة في العديد من المبادرات لتعزيز برنامج الشباب والسلام والأمن، وتعمل في ذات الوقت على إعادة تنشيط تعددية الأطراف الشاملة"، مشددا على أن "دولة قطر لن تترك الشباب والشابات خلفها، فنحن أنفسنا دولة فتية تتكون من فئة سكانية شابة تتسم بشغفها ورؤيتها لمستقبل مستدام وسلمي، ويمكنكم الاعتماد على دولة قطر كشريك وداعم لكم.. ومعا يمكننا المضي قدما ببرنامج الشباب والسلام والأمن".
وأعرب سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية عن سعادتها دولة قطر باستضافة هذا المؤتمر العالمي، كما توجه بالشكر إلى سعادة السيد أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، لدوره في النهوض بهذا البرنامج، وللمشاركين في المؤتمر قائلا "لقد قمتم خلال سير أعمال هذا المؤتمر بوضع عدد من التوصيات السياسية القابلة للتنفيذ والمخرجات الرئيسية لضمان مسارات سلام شاملة للشباب".
كما رحب سعادته، بشكل خاص، بإطلاق المبادئ التوجيهية الداعمة لتفعيل برنامج الشباب والسلام والأمن على المستوى القطري، والاستراتيجية الخمسية لتعزيز مسارات السلام الشاملة للشباب بناء على التوصيات الواردة في ورقة السياسة العالمية بعنوان "نحن هنا: نهج متكامل لمسارات السلام الشاملة للشباب".
ونوه سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، بالجهود التي تبذلها الدول الأعضاء والشباب ومنظمات المجتمع المدني وكيانات الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية لتنفيذ برنامج الشباب والسلام والأمن، مشيرا إلى أنها أسهمت في تنفيذ برنامج الشباب والسلام والأمن على المستوى القطري: دليل للموظفين العموميين.
واعتبر سعادته أن المناقشات التي دارت خلال اليومين الماضيين أبرزت الأهمية المحورية للشباب بوصفهم شركاء أساسيين وضروريين في تحويل الصراعات وبناء السلام والحاجة إلى تعزيز مشاركتهم وتمثيلهم، لا سيما الشابات، في تصميم وتنفيذ مسارات السلام.
وتابع سعادته قائلا "إن المناقشات أكدت أيضا أن تنفيذ برنامج الشباب والسلام والأمن، على النحو المنصوص عليه في قرار مجلس الأمن رقم 2535، يتطلب من الدول الأعضاء مواصلة وضع خرائط طريق محلية ووطنية وإقليمية مخصصة بموارد كافية من خلال عمليات تشاركية لا سيما مع الشباب والمنظمات الشبابية، بما في ذلك المراقبة والتقييم والتنسيق".
وحث سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، في كلمته، الدول الأعضاء على دعم تنفيذ المخرجين الرئيسيين اللذين يهدفان للنهوض بتنفيذ برنامج الشباب والسلام والأمن، وتعزيز مشاركة الشباب في مسارات السلام على جميع مستويات صنع القرار، بناء على سياقات محددة.
البيان الختامي
وفى نفس السيق أكد ممثلو حكومات دولة قطر وكولومبيا وفنلندا الحاجة إلى التنفيذ السريع لأجندة الشباب والسلام والأمن في جميع أنحاء العالم.
جاء ذلك في بيان رفيع المستوى أطلقه ممثلو حكومات الدول الثلاث، اليوم، في ختام أعمال المؤتمر العالمي رفيع المستوى حول مسارات السلام الشاملة للشباب، الذي عقد افتراضيا خلال الفترة من 19 حتى 21 يناير الجاري.
وأعلن البيان الختامي للمؤتمر عن إجراءات جديدة لإشراك الشباب بشكل هادف في جهود بناء السلام، مؤكدا أن أكثر من 160 شابا من بناة السلام من 74 دولة انضموا في المؤتمر إلى مناقشات جرت على مدار يومين مع مجموعة متنوعة من ممثلي الحكومات والمجتمع المدني والأوساط الأكاديمية والمؤسسات متعددة الأطراف، لاستكشاف الفرص وبناء شراكات لصناع القرار من أجل دعم جهود السلام التي يقودها الشباب والشاملة للشباب.
كما شهد الحدث إطلاق دليل للموظفين العموميين لدعم تفعيل أجندة الشباب والسلام والأمن على المستوى القطري، بالإضافة إلى خطة عمل استراتيجية خمسية لمسارات السلام الشامل للشباب، والتي تعتبر الأولى من نوعها حول تعزيز مسارات السلام الشاملة للشباب بناء على التوصيات المقدمة من أصحاب المصلحة الرئيسيين العاملين في هذا المجال.
وتضمن البيان تأكيد سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، على الحاجة إلى نهج شامل للسلام، حيث يكون للنساء والشباب حق تملك مسارات السلام.
كما لفت البيان إلى ما قاله سعادته بأن هذا المؤتمر "أظهر أننا بحاجة إلى نهج يشمل المجتمع بأسره، ويجب علينا العمل معا لخلق مجتمعات أكثر عدلا وشمولية وسلمية واستدامة".
ومن جهته، قال سعادة السيد أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، إن هناك حاجة إلى نهج شامل لمنع النزاعات وبناء السلام، نهج يدمج السلام والأمن مع مسائل مثل المناخ وحقوق الإنسان، لافتا إلى أن الشباب بدأ بالفعل في إقامة هذه الروابط المتبادلة ويحتذون بالقدوة.
وأضاف "انطلاقا من مراقبة وقف إطلاق النار إلى الدفاع عن الديمقراطية إلى اتخاذ إجراءات تتعلق بالمناخ، كان الشباب يبتكرون من أجل حشد جمهور أوسع وإيجاد حلول".
من ناحيتها، قالت السيدة جاياثما ويكراماناياكي، مبعوثة الأمين العام للأمم المتحدة للشباب، إن الشباب حول العالم يعتبر عاملا محفزا هاما عندما يتعلق الأمر ببناء مجتمعات أكثر سلاما وقدرة على الصمود، مضيفة "لقد حان الوقت لأن نستثمر بشكل أكثر ملاءمة في جهود صانعي السلام الشباب، وذلك لضمان حصولهم على فرص مجدية للمساهمة في عمليات السلام الشاملة".
وبهدف ضمان أن تكون الأصوات الشابة قادرة على تشكيل عمليات السلام الجارية والمستقبلية، استند المؤتمر في البناء على ورقة السياسة العالمية بعنوان "نحن هنا: نهج متكامل لمسارات السلام الشاملة للشباب"، والتي كانت بمثابة متابعة رسمية للندوة الدولية المعنية بمشاركة الشباب في مسارات السلام في هلسنكي والتي عقدت في عام 2019.
وبخصوص ذلك، قال السيد بيكا هافيستو، وزير خارجية فنلندا "إن تعزيز الحوار بين الشباب وصناع القرار هو عنصر أساسي في تعزيز السلام والأمن المستدامين.. وإن الوثيقتين الختاميتين تأخذان جدول أعمالنا باتجاه عدة خطوات إلى الأمام، وسيكون تنفيذها أمرا بالغ الأهمية من أجل ضمان المزيد من التقدم في هذه الأجندة المهمة، لا سيما على المستويين الإقليمي والقطري".
إلى ذلك، أكدت سعادة ماريا جوليانا رويز، السيدة الأولى في كولومبيا، أنه "يجب على السلطات الوطنية والدولية الاستفادة من قدرة الشباب ومشاركتهم النشطة، بينما يتعين على الشباب استخدام أصواتهم القوية وأفكارهم المبتكرة ليكونوا جزءا من الحلول".
وفي سياق متصل، قال الشاب الأفغاني محمد يحيى قاني، أحد صناع السلام الشباب، في ملاحظاته الختامية: "أطلب من قادتنا التفكير في الإرث الذي تركوه وراءهم، وكيف يجب أن يتذكرهم الشباب الذين يكافحون اليوم في جميع أنحاء العالم:، مشددا على أن "أجندة الشباب والسلام والأمن هي مفتاح لإطلاق هذا الإرث".
يشار إلى أن المؤتمر العالمي رفيع المستوى حول مسارات السلام الشاملة للشباب، هو مبادرة مشتركة من حكومات دولة قطر وفنلندا وكولومبيا، وشارك في تنظيمه مكتب مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة المعني بالشباب، ومنظمة البحث عن أرضية مشتركة، بالشراكة مع إدارة الشؤون السياسية وبناء السلام التابعة للأمم المتحدة، وهيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة (هيئة الأمم المتحدة للمرأة)، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، ومؤسسة التعليم فوق الجميع، والشبكة المتحدة لصناع السلام الشباب.
copy short url   نسخ
22/01/2022
1459