+ A
A -
نيويورك- محمد طارق- الأناضول - القدس- الأناضول - داهمت الشرطة الإسرائيلية، أمس، منزل عائلة صالحية بحي الشيخ جراح في القدس الشرقية، واعتقلت المتواجدين فيه، قبل أن تهدم طواقم البلدية، المنزل.
وقال المحامي وليد تايه، محامي العائلة، لوكالة الأناضول: «في الساعة الثالثة فجرا، اقتحمت قوات كبيرة من الشرطة الإسرائيلية منزل عائلة صالحية، واعتدت على بعض المتواجدين فيه بالضرب، واقتادتهم إلى مركز للشرطة».
وأضاف: «تم اعتقال نحو 26 شخصا بينهم مالك المنزل محمود صالحية، وبعض أفراد العائلة ومتضامنين».
وأشار المحامي تايه إلى أن البلدية الإسرائيلية في القدس «هدمت المنزل بعد إخلائه».
وأشار شهود عيان لوكالة الأناضول إلى أن الشرطة الإسرائيلية استخدمت القوة في تنفيذ الاعتقال المباغت.
وبدورها، قالت الشرطة الإسرائيلية في تصريح مكتوب: «في الساعات الأخيرة، ساعدت الشرطة، بلدية القدس في تنفيذ أمر إخلاء للأرض والحديث يدور عن أرض تمت مصادرتها من قبل البلدية لغرض إنشاء مؤسسات تعليمية لصالح سكان الحي».
وتابعت: «تم توقيف قسم منهم وأحيلوا إلى التحقيق بشبهة خرق أمر قضائي، والتحصن العنيف والاخلال بالنظام العام».
وأغلقت الشرطة الإسرائيلية، منطقة المنزل بالكامل، ومنعت الوصول إليها.
ولاحقا، أفرجت الشرطة عن غالبية المعتقلين، عدا خمسة، بينهم مالك المنزل محمود صالحية، وعدد من أقاربه والمتضامنين مع العائلة.
ورغم إصدار محكمة الصلح الإسرائيلية، قرارا بالإفراج عن المعتقلين الخمسة، إلا أن الشرطة أبلغت المحكمة قرارها تقديم استئناف على الإفراج عنهم، ما حال دون تنفيذه على الفور.
وأدانت الرئاسة الفلسطينية عملية الهدم الإسرائيلية، واعتبرتها «بمثابة جريمة حرب تتحمل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية عن تداعياتها الخطيرة»، وفق وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية «وفا».
وطالبت الرئاسة الإدارة الأميركية، «بتحمل المسؤولية والتدخل الفوري لوقف هذه الجرائم الإسرائيلية المتواصلة بحق أبناء شعبنا في القدس، وتحديداً حي الشيخ جراح».
ودعت إلى «الإسراع بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لسياسة تمييز عنصري لم يشهد لها العالم مثيلاً».
كما أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية «بأشد العبارات الجريمة البشعة التي ارتكبتها قوات وشرطة الاحتلال».
وحذرت، في بيان أمس من «المخاطر الكارثية لهذه الجرائم وتداعياتها على فرصة تطبيق مبدأ حل الدولتين».
وطالبت الوزارة «الإدارة الأميركية الوفاء بالتزاماتها وتعهداتها التي أعلنت عنها تجاه المواطنين الفلسطينيين المدنيين العُزل، وتجاه منازل حي الشيخ جراح والقدس عامة، وفي مقدمتها سرعة إعادة فتح القنصلية الأميركية بالقدس، وتوفير الحماية للمقدسيين ومنازلهم وأرضهم ومقدساتهم، والضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف استقوائها الاستيطاني في القدس».
من جانبه، قال وزير شؤون القدس في الحكومة الفلسطينية، فادي الهدمي إن «جريمة إخلاء وهدم منزل عائلة صالحية، تجمع ما بين التهجير القسري والتطهير العرقي».
وأدان الهدمي في تصريح له: «إقدام شرطة وبلدية الاحتلال على إخلاء واعتقال وتشريد عائلة صالحية والمتضامنين معها في عملية لصوصية في فجر يوم قارس البرودة».
بدورها، قالت حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، إن «هدم المنزل، هو جريمة وتصعيد خطير لحرب الاحتلال المستمرة ضد مدينة القدس والمقدسيين».
وأضاف محمد حمادة، المتحدث باسم الحركة بمدينة القدس، في بيان وصل وكالة الأناضول: «هذه الجريمة الصهيونية لن تكسر عزيمة الصمود لأهلنا في القدس، ولن تزيد أهل القدس إلا وقودًا لاستمرار المواجهة وتصعيد المقاومة بكل أشكالها».
ودعا حمادة، سكان القدس إلى «حماية المنازل المُهددة بالهدم، والرباط فيها، والتصدّي لآلة الحرب الإسرائيلية».
من ناحيته، انتقد موسى راز، عضو الكنيست من حزب «ميرتس» الإسرائيلي اليساري، هدم المنزل.. وقال راز في تغريدة على تويتر: «أكتب بخجل أنه مثل لصوص في الليل، وصلت القوات (الإسرائيلية) لإجلاء عائلة الصالحية إلى الشارع المجمد».
وكان صالحية يتحصن مع عدد من أفراد أسرته، وأصدقائه، ومتضامنين يساريين إسرائيليين، وأجانب، في المنزل منذ يوم الإثنين الماضي.
وكان الجيش الإسرائيلي قد هدم أمس أيضا، منزلا ومنشأة زراعية فلسطينية قيد الإنشاء، جنوبي الضفة الغربية.
من جانب آخر دعت وزيرة خارجية النرويج أنيكن هويتفلدت، أمس، الفلسطينيين وإسرائيل إلى استئناف المفاوضات، محذرة من أن الوضع على الأرض غير مستقر وأنه قد ينفجر في أي لحظة.
جاء ذلك في تصريحات أدلت بها الوزيرة النرويجية للصحفيين قبيل لحظات من بدء جلسة دورية لمجلس الأمن الدولي على المستوى الوزاري بشأن الحالة في الشرق الأوسط بما في ذلك القضية الفلسطينية.
وقالت هويتفلدت: «يحدوني الأمل أن تسهم بلادي في الجهود الرامية إلى حل الصراع، إن حل الدولتين هو الطريق الوحيد لإحلال السلام والاستقرار للشعبين (الفلسطيني والإسرائيلي)».
وأضافت: «ولذلك أحث الطرفين على استئناف المفاوضات، وأحث مجلس الأمن على الانضمام لدعوتي هذه».
وحذرت الوزيرة النرويجية، من أن «الوضع على الأرض غير مستقر وقد ينفجر في أي لحظة، ونحن بحاجة إلى إعادة الوضع لمساره».
وفيما يتعلق بالتوسع الاستيطاني الإسرائيلي شددت هويتفلدت على أن «الاستيطان غير مشروع وفقا للقانون الدولي ويشكل عقبة أمام السلام».
كما شددت الوزيرة النرويجية على ضرورة «وقف هدم بيوت الفلسطينيين».
copy short url   نسخ
20/01/2022
426