+ A
A -
انتشار مُتحور أوميكرون فائق السرعة قد يكون له جانب مشرق، حيث إنه قد يعني أن الموجة الحالية من انتشار الجائحة لن تستمر طويلاً مثل الموجات السابقة.
هذا ما يراه الدكتور ليث أبو رداد، أستاذ الوبائيات والأمراض المعدية في كلية وايل كورنيل للطب – قطر، الجامعة الشريكة لمؤسسة قطر، قائًلا: «لقد شهدنا الأمر نفسه في جنوب إفريقيا، فعلى الرغم من عدد الإصابات المرتفع في البداية، وصلت البلاد إلى ذروة الإصابات خلال شهر واحد، ومن ثم بدأت عملية رفع بعض القيود».
من العلامات الإيجابية الأخرى، وجود الأدلة المتزايدة التي تشير إلى أن متحور أوميكرون يصيب الممرات الأنفية وأنسجة الحلق أكثر من نسيج الرئة، وهو ما يؤدي إلى أعراض عدوى أقل حدة.
ووفقًا للدكتور أبو رداد، من المرجح أن تكون الإصابة بمتحور أوميكرون وتكاثره النشط في أنسجة الأنف أو الحلق هو السبب وراء قابليته للانتقال والانتشار بشكل كبير. وبالمثل، فإن انخفاض معدل تكاثره في أنسجة الرئة قد يكون أحد أسباب انخفاض الحاجة إلى دخول المستشفى والضغط على مؤسسات الرعاية الصحية من هذه الناحية، وذلك على الرغم من الانتشار الكبير للعدوى، مما يجعل عدوى أوميكرون «أكثر قابلية للانتقال ولكنها أقل فتكًا».
وفيما يتعلق بالمعلومات المربكة المتعلقة بمتحور أوميكرون، لاسيما بعد ثبوت إصابة الحاصلين على جرعات اللقاح كاملة يقول الدكتور أبو رداد بهذا الصدد: «لا يخفى على أحد أن فعالية لقاحات «كوفيد - 19» تتضاءل مع مرور الوقت. ومع متحور أوميكرون، نجد أن المناعة تقل بشكل كبير لدى أولئك الذين مر على تطعيمهم أكثر من ستة أشهر. لذلك، مع سرعة انتشار المتحور الجديد، أصبح الحصول على جرعة معززة الآن أكثر أهمية من أي وقت مضى».
وقد حث البروفيسور أبو رداد أفراد المجتمع على الأخذ بالاعتبار أن اللقاحات قد لا تقي من العدوى في جميع الحالات، إلا أنها بالتأكيد تحمي من العدوى الشديدة والحاجة إلى دخول المستشفى أو تلقي علاجات استشفائية. حيث يقول: «تُعد احتمالية إصابة من تلقى التطعيم بعدوى شديدة بسبب متحور أوميكرون منخفضة للغاية».
وأوضح الفرق بين الذين حصلوا على اللقاح وغيرهم عند إصابتهم بفيروس أوميكرون، قائلًا: «إن إحدى خصائص متحور أوميكرون هو سرعة تكاثره في الجسم بعد الإصابة به، حيث يتغلغل الفيروس بجسم المصاب في غضون فترة زمنية قصيرة، من ناحية أخرى يستغرق جهاز المناعة بعض الوقت لاكتشاف العدوى والعمل ضدها».
فإذا كان الشخص قد حصل بالفعل على اللقاح، أو كان قد أصيب بفيروس «كوفيد - 19» سابقًا وتعافى منه، فهذا يعني أن لديه ذاكرة مناعية تسمح للجسم بالتصرف بسرعة بناءً على تجاربه السابقة. وهذا بدوره يمنع تطور العدوى وحدّة أعراضها.
مع سرعة تكاثر متحور أوميكرون داخل الجسم، يمكن للمُطعّم أن يلتقط العدوى، ولكن سرعان ما يدرك الجهاز المناعي ذلك ويصبح قادرًا على هزيمة الفيروس، وهذا هو السبب في أن الذين حصلوا على اللقاح وأصيبوا بمتحور أوميكرون يلاحظون أعراضًا مشابهة لأعراض البرد الشائعة والتي لا تشكل خطورة.
وقال الدكتور أبو رداد: «الأمر مختلف بالنسبة لغير المحصنين، لأن الفارق الزمني بين إصابتهم بالعدوى وتكوين استجابة مناعية سيستغرق وقتًا طويلاً ويمكن أن يؤدي إلى أعراض خطيرة».
تعليقًا على إمكانية العودة إلى ما كنا عليه في مارس 2020، قال الدكتور أبو رداد: «بالتأكيد لا! يمكننا القول أننا نقف على قدم وساق إذا ما عقدنا تلك المقارنة بين ما نمر به الآن وذلك الوقت. فقد أصبحنا أكثر دراية بماهية «كوفيد - 19»، وأصبح لدينا اختبار سريع متاح، ونعرف التدابير الاحترازية التي يجب اتخاذها وكيفية تنفيذها، وقبل كل شيء، لدينا لقاحات فعالة».
كما حثّ الدكتور أبو رداد الجميع على توخي الحذر وعدم الارتباك، قائلاً: «نعم، نحن أمام تحدٍ جديد، ولكننا مجهزون جيدًا للتعامل معه. لنلتزم بارتداء الكمامات، ونستمر في الالتزام بالمسافة الاجتماعية، والتعقيم كثيرًا، والأهم من ذلك، الحصول على الجرعة المعززة من اللقاح».
copy short url   نسخ
20/01/2022
705