+ A
A -
الدوحة- قنا- يشهد معرض الدوحة الدولي للكتاب الحادي والثلاثون عرض مجموعة من المخطوطات والروائع الفنية والمطبوعات النادرة، ومصحفا للسلطان مراد الأول (ثالث سلاطين الدولة العثمانية) يعود تاريخه لأكثر من 800 عام وتقدر قيمته المالية بمليون ريال قطري، في ظل جهود إدارة المعرض لتلبية أذواق المهتمين بالتراث، وإتاحة الفرصة للجمهور لمشاهدة هذه النفائس والنوادر التاريخية.
وتتميز الدورة الـ 31 للمعرض هذا العام بمشاركة مكتبتين متخصصتين في المخطوطات والمطبوعات القديمة، الأولى تعود بشركة «جلوبال للفنون» المهتمة بالمخطوطات النادرة، والثانية ممثلة في مكتبة عبد العزيز البوهاشم السيد، المتخصصة في المطبوعات النادرة في دولة قطر ومنطقة الخليج العربي.
وفي تصريح لوكالة الأنباء القطرية «قنا»، ذكر الدكتور مسلم سقا أميني، مدير وصاحب مكتبة «جلوبال للفنون» السورية، امتلاك مؤسسته مجموعة كبيرة من المقتنيات الأثرية، من سيوف ودروع ومصاحف كبيرة ومخطوطات لها أهميتها في التراث الإسلامي، مشيرا إلى أن لدى الدار مجموعة نادرة من المصاحف والمخطوطات، تشتمل مخطوطات فقهية وأخرى علمية كتبت بخط اليد، وتتراوح أعمارها من 150 و700 سنة.
وأضاف أن لدى هذه المؤسسة مخطوطات لابن سينا وابن النفيس تصل قيمتها المادية إلى 100 ألف ريال قطري، ومخطوطات لكتاب البخاري ومسلم، بالإضافة إلى مجموعة من المصاحف من عدة بلدان (سوريا وتركيا وإيران وأفغانستان ومختلف الدول العربية والإسلامية) تزيد أعمار بعضها عن 800 سنة، ومنها مصحف نادر يرجع إلى السلطان مراد الأول، وتبلغ قيمته المالية مليون ريال قطري، فضلا عن الاسطرلاب الخاص بالسلطان العثماني عبدالحميد.
ولفت أميني إلى أنه وقع تأثيث جناح دار «جلوبال للفنون»، التي حرصت على المشاركة في معرض الدوحة الدولي للكتاب بشكل مستمر منذ 12 عاما، بعدد من المصاحف النادرة، منها مصحف ضخم بطول 3 أمتار من إندونيسيا مكتوب بخط يد، مصنوع من ورق الأرز، ومصحف آخر بطول متر ونصف في مترين، وبعمر يقدر بين 70 إلى 80 عاما.
وحول معايير تقدير القيمة المالية لهذه المخطوطات والنوادر، لفت الناشر السوري مسلم أميني إلى أنه كلما زاد عمر المخطوط زادت قيمته المالية خاصة إذا ما كانت هوية الخطاط معروفة ومؤكدة، مشيرا إلى أن أسعار المصاحف التاريخية تبدأ من 5 آلاف دولار لتصل في بعض الأحيان خمسة ملايين دولار، حيث غالبا ما تؤثر البيئة التي تعرض فيها هذه النفائس على عملية تحديد قيمتها المالية، ولافتا في الوقت ذاته إلى قلة المهتمين بالمخطوطات التاريخية.
وفي سياق متصل، ذكر السيد عبدالعزيز البوهاشم السيد، أن مكتبه تهتم باقتناء المطبوعات القديمة، وهي تحتوي على الكثير من المطبوعات التي تخص دولة قطر ومنطقة الخليج وعدد من الدول العربية يزيد عمرها على 200 عام، إلى جانب دوريات تؤرخ حقبة خمسينيات وستينيات القرن الماضي، وكتب متخصصة في الفنون والتراث الخليجي.
وأوضح السيد أنه توجد بمكتبة دواوين من أولى الطبعات للمؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني طيب الله ثراه، وطبعات أصلية نادرة للشعراء القدامى بقطر مثل الفيحاني والطبطبائي والمعاودة، فضلا عن الكثير من الذكريات التي كان لها صدى في الستينيات والثمانينيات، وهو ما أعطى جذبا للجمهور في معرض الكتاب، ما شجع مكتبة عبد العزيز البوهاشم السيد على اتاحة الفرصة للجهور ولزوار الدورة الحالية من معرض الدوحة الدولي للكتاب لمعاينة هذه النوادر التاريخية والثقافية.
وعن أهم المطبوعات النادرة المتوفرة في مكتبه، لفت السيد إلى أن القائمة كبيرة وثرية، من بينها كتب الرحالة «بلجريف» وغيره من الرحالة والمستشرقين الذين زاروا قطر وشبه الجزيرة العربية، مشيرا إلى أن القيمة المادية لهذه المطبوعات كبيرة، وتتراوح ما بين أسعار متاحة للجميع وبين أسعار تصل إلى 20 أو 30 ألف ريال، مثل دواوين الشيخ جاسم أو كتب المستشرقين القديمة، مشددا على أن رسالة المكتبة هي إبراز التراث القطري.{ تصوير - أسامة الروسان
copy short url   نسخ
19/01/2022
552