+ A
A -
سارة رشيدي
كاتبة جزائرية
لماذا تعتبر المؤسسات الخبرة شرطا للتوظيف؟ وهل تقاس الخبرة بعدد السنوات أم بعدد الإنجازات والتحديات؟ وهل تكفي لتأهيل الشخص المناسب في المكان المناسب؟
دعونا أولا نتعرف على مفهومها، فالخبرة هي عملية تراكمية للمعارف والمفاهيم وأساليب الأداء المختلفه، يكتسبها الفرد من خلال الممارسة الشخصية والعملية لفعل ما، مما يساهم في إثراء معلوماته وقدراته ومهاراته العملية عن هذا العمل، إذا فالتكرار هو جزء لا يتجزأ من تكوين هذه الخبرات، فهل تقاس الخبرة بعدد السنين فقط، أم أن هناك عوامل أخرى تضبطها؟
تساؤل آخر نصطدم به بعد التعريف الكمي للخبرة، فمما لاشك فيه أن المقياس الزمني لا يكفي وحده لتحصيل خبرة حقيقية، إنما تقاس أيضا بعدد التجارب والمواقف المختلفة التي مر بها الفرد وأسهمت في تكوين معلوماته وصقل مهاراته وقدراته العملية عن هذا العمل، ونتيجة لهذه التجارب تحقق لدى الفرد سجل حافل بالإنجازات، وإلا فما فائدة سنوات من الممارسة دون إنجاز حقيقي، سأقرب الصورة أكثر للقارئ الكريم بمثال بسيط: لفرد عامل قضى عددا من السنين في وظيفة ما، لم تقتض منه أي تحد ولم يتمخض عنها أي إنجاز أو إضافة لعمله، في مقابل فرد آخر قضى سنتين أو ثلاثا في عمل حافل بالتحديات التي استلزمت منه إجادة حزمة من المهارات وتكللت بعدد من الإنجازات التي رفعت رصيده ورصيد مؤسسته عاليا، إذا فالخبرة لا يمكن أن تقاس بعدد السنين فقط وإنما بمقدار ما جنته تلك السنين من تطورات واقتراحات ساهمت بشكل مباشر في تحسين ظروف العمل وعادت بمردودية على المؤسسة أو على الفرد نفسه، وهذا هو المعنى الفعلي للخبرة الوظيفية التي تبحث عنها كبريات المؤسسات، قدرة الموظف على التكيف والإنجاز وخلق الفرص والخروج من العقبات بأقل الأضرار، ويبقى العمل عبادة عظيمة لها أثرها وفائدتها في المجتمع، لقوله تعالى:
(وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ? وَسَتُرَدُّونَ إِلَى? عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ). (آلتوبة - 105).
copy short url   نسخ
15/01/2022
507