+ A
A -
د. فاضل الغراوي كاتب عراقي
مرَّ العالم بأكبر أزمة صحية شهدتها البشرية، فيروس صغير لا يرى بالعين المجردة أوقف الحياة وأشاع الرعب والخوف في أرجاء المعمورة وبين ارتفاع الإصابات وانخفاضها، تسمر مليارات البشر أمام شاشات التلفاز بعد أن تمَّ حجرهم قسرا ليبتهلوا بالدعاء لايجاد حلٍ لـ(كوفيد - 19) ليكون اختراع اللقاح والتطعيم أملا جديدا للحياة بعد أن فقدنا ملايين البشر.
لكن هذا الأمل لم يستمر طويلا لنجد كوفيد - 19 يتحور إلى (ماكرون وإلفا وبيتا وغاما ودلتا) وغيرها من المسميات، التي أبقت البشر في دوامة من الصراع بعيدا عن الاستقرار.
انتهت الانتخابات في العراق والكل يحدوه الأمل أن تأتي بمتغير يعالج حالة الإخفاق في جميع المستويات.
لكن المتحور السياسي أصبح هو الشغل الشاغل في ظل الانغلاق والانسداد السياسي للعملية السياسية.
ومهما كانت التوصيفات المتحورة التي أطلقت لتجميل الواقع السياسي (التوافقية، الأغلبية الواسعة، الأغلبية الشاملة، الاغلبية الوطنية)، إلا أنها جميعا لم تنجح للآن في إنتاج الكتلة الأكثر عددا.
المتحور السياسي للآن لم يعطِ اطمئنانا للعملية السياسية وللشارع العراقي، ما أحدث خوفا غير مسبوق في البيت الشيعي والسني والكردي.
فلماذا? هذا التخوف ؟ نتخوف من التوافق، نتخوف من الأغلبية الوطنية، نتخوف من تجديد للرئاسات أو لجزء منها، نتخوف من اتفاق الشيعة، ونتخوف من اتفاق السنة، ونتخوف من اتفاق الأكراد، أليست هي عملية سياسية أفرزت من خلال انتخابات سواء اقتنعنا فيها أم لم نقتنع؟
المتحور السياسي يحتاج لتطعيم وطني يضع في اعتباراته المصلحة الوطنية، بعيدا عن المصلحة الفئوية والحزبية
والشخصية.
كوفيد (22) السياسي ومتحوراته في هذا العام، يضع العملية السياسية في اختبار عصيب في حال عدم التوافق أو الاتفاق قد تكون تداعياته خطيرة لا يفيد معها أي تطعيم أو أي مناعة.
copy short url   نسخ
14/01/2022
207