+ A
A -
كتب عادل النجار
تشهد بطولة كأس العرب «فيفا» قطر 2021 نجاحاً مميزاً على جميع المستويات، ليس فقط لروعة التنظيم واحتضان الملاعب المونديالية للمنافسة، لكن أيضا بسبب المستوى الفني الرائع والحضور الجماهيري المميز، كما أن هناك العديد من الحقائق الأخرى التي تؤكد أننا أمام نسخة مميزة وغير مسبوقة على الإطلاق، وقد كشفت مباريات دور المجموعات مع وصولنا للدور ربع النهائي العديد من الحقائق المميزة التي تستحق الوقوف أمامها، مثل نجاح المنتخب العنابي في الحصول على العلامة الكاملة، والتأهل بجدارة رغم صعوبة المجموعة الأولى التي لعب بها، ليؤكد جدارته بالعبور كبطل للقارة الآسيوية سيدافع عن سمعة القارة بالنسبة لعرب آسيا، وكذلك المنتخب الجزائري بطل قارة أفريقيا الذي تأهل أيضا وسيدافع عن سمعة عرب أفريقيا في صراع مفتوح نحو لقب كأس العرب في الدوحة.
أيضا من الحقائق المثيرة خروج المنتخب العراقي الأكثر تتويجاً بالبطولة من الدور الأول، كما أن العراق فشل للمرة العاشرة على التوالي في تحقيق الانتصار على مستوى كل المسابقات، كذلك المنتخب البحريني بطل الخليج خرج من الدور الأول على عكس المنتخب العماني الذي صعد للدور ربع النهائي للمرة الأولى تاريخياً، بجانب العديد من الحقائق الأخرى التي نسلط الضوء عليها خلال هذه السطور.
1 - تأهل بطلي آسيا وأفريقيا
نجح بطلا آسيا وأفريقيا في التأهل للدور ربع النهائي ببطولة كأس العرب، حيث نجح المنتخب العنابي بطل القارة الآسيوية في العبور عبر المجموعة الأولى بعد أن احتل الصدارة، في الوقت الذي نجح المنتخب الجزائري بطل أفريقيا في العبور كذلك للدور ربع النهائي للمرة الأولى في تاريخه، ويعتبر المنتخبان من أقوى المنتخبات المرشحة للقب إلى جانب العديد من المنتخبات الأخرى، لكن بطولة كأس العرب شكلت تحديا حقيقيا أمام كلا المنتخبين من أجل الدفاع عن سمعتهما باعتبارهما بطلين لقارتي آسيا وأفريقيا في وقت كان البعض يتوقع حدوث مفاجآت في هذه النسخة في ظل القوة الكبيرة للمنتخبات المشاركة، لكن خبرة الأبطال مكنتهم من الدفاع عن حظوظهم بكل قوة والعبور بجدارة لربع النهائي والتأكيد على قيمة كل منهما في أن يكون بطلاً لقارته وأحد المنافسين الأقوياء على لقب كأس العرب في هذه النسخة الاستثنائية التي تقام تحت رعاية الفيفا للمرة الأولى تاريخياً.
2 - خروج صاحب الرقم القياسي
يعد خروج المنتخب العراقي من الدور الأول في كأس العرب حدثا نادرا؛ لأن أسود الرافدين اعتادوا تحقيق اللقب والمنافسة بكل قوة على البطولة من واقع تاريخ المنافسة، لكنهم ودعوا من الدور الأول في هذه النسخة رغم الطموحات التي كانت معقودة على المنتخب بفضل ضخ دماء جديدة وظهور طموحات جديدة، لكن تواجد المنتخب العراقي في المجموعة الأولى الصعبة جعل مهمته في غاية الصعوبة، خاصة أن اللقاء الفاصل والأخير كان أمام العنابي بطل القارة الآسيوية، فعلى الرغم من تعادل المنتخب العراقي في أول جولتين وامتلاكه الحظوظ الأكبر للعبور إلى جانب العنابي لكن السقوط بثلاثية أمام الأدعم أنهى حلم الاستمرار في المنافسة وجعلهم يودعون مبكراً، بالرغم أن المنتخب العراقي هو الأكثر تتويجاً بكأس العرب برصيد 4 بطولات على مدار التاريخ، لكنهم سيتركون الكأس لبطل مختلف في هذه النسخة المميزة بالدوحة.
3 - انتصار تاريخي للمنتخب الموريتاني
حقق المنتخب الموريتاني انتصاراً تاريخياً على حساب المنتخب السوري في ختام دور المجموعات، وعلى الرغم من عدم صعود المنتخب الموريتاني للدور ربع النهائي، لكن ذلك الفوز كان سبباً في تأهل المنتخب الإماراتي وخروج المنتخب السوري الذي سقط أمام «المرابطون» الذين سيحفظون يوم السادس من شهر ديسمبر كأول انتصار تاريخي لهم في كأس العرب في ثاني مشاركاتهم، حيث خسرت موريتانيا في مشاركتها عام 1985 أمام البحرين والعراق، ثم سقطت في المباراة الافتتاحية بهذه النسخة بخماسية تونسية، وخطفت الإمارات فوزا قاتلا من أمامها في ثاني مبارياتها، وهي ذات الطريقة التي اتبعتها للانتصار على سوريا وحرمانها من التأهل وإهداء البطاقة للإمارات عندما سجلت في الدقيقة (95)، ليبكي قائد منتخب سوريا محمود المواس بعد اللقاء حزنا على الرحيل من مونديال العرب في أحد المشاهد التي لا تنسى خلال هذه النسخة العربية.
4 - وداع مبكر لبطل الخليج
ودع المنتخب البحريني حامل لقب كأس الخليج، هذه النسخة من منافسات كأس العرب من الدور الأول رغم الطموحات التي كانت معلقة على المنتخب البحريني، لكنهم خسروا أمام المنتخب العماني الذي حقق تأهلا تاريخيا هو الأول له من دور المجموعات في ثاني مشاركاته بعد انسحابه من نسخة 1966 رغم خوضه أول مباراة، وأكد منتخب عمان علو كعبه على منتخب البحرين في العقد الأخير، فمنذ فوز البحرين عام 2010 بهدفين مقابل لاشيء لحساب بطولة اتحاد غرب آسيا، التقى المنتخبان 12 مرة، فاز عمان في 5 مباريات وتعادلا في 7، وقد جاء الفوز في هذه النسخة بشكل مميز عكس قدرة المنتخب العماني على المنافسة على لقب كأس العرب في ظل المستويات المميزة التي يقدمها، حيث تعادل مع المنتخب العراقي في الجولة الأولى وكان أكثر من ند للمنتخب العنابي حامل لقب القارة الآسيوية خلال مباراة الجولة الثانية وخسر بهدفين لهدف بعد انتصار قاتل حسمته تقنية الفيديو في اللحظات الأخيرة خلال تلك المباراة، ثم جاء الفوز على البحرين في الجولة الثالثة ليعبر المنتخب العماني رفقة العنابي للدور ربع النهائي، ويكتب تاريخاً جديداً له في كأس العرب.
5 - العنابي بالعلامة الكاملة
شكلت بطولة كأس العرب في الدوحة تحديا خاصا لمنتخبنا العنابي في ظل الضغوط الكبيرة التي كانت عليه خلال الفترة الماضية بسبب حالة التعب والإرهاق التي أصابت اللاعبين نظراً لخوض عدد كبير من المباريات والمنافسات والبطولات مثل بطولة آسيا وبطولة كأس الخليج والتصفيات الآسيوية والتصفيات الأوروبية وكوبا أميركا والكأس الذهبية؛ لذا كان البعض يتوقع حدوث صعوبات كبيرة للعنابي خلال هذه المواجهات القوية في كأس العرب لكن كان منتخبنا في الموعد، حيث نجح في الحصول على العلامة الكاملة بعد أن حصد النقاط التسع كاملة في دور المجموعات رغم تواجده في المجموعة الأولى الصعبة جداً، حيث حقق الفوز على المنتخب البحريني في الجولة الأولى بهدف نظيف، ثم الفوز على المنتخب العماني بهدفين لهدف في الجولة الثانية والفوز بثلاثية نظيفة على العراق في الجولة الثالثة ليؤكد جدارته بالعبور لربع النهائي وأحقيته في الترشيح للقب العربي، ويعتبر التدرج في المستوى دليلا على تطــــور أداء العنابي ودخوله في أجواء البطولة لكن المهمة ستكون صعبة في ربع النهائي ويجب الاستعداد لها بأفضل صورة.
6 - حلم اللقب الأول يقترب
يقترب حلم اللقب الأول من العديد من المنتخبات المشاركة في هذه النسخة بعد عبورهم للدور ربع النهائي، ويتصدر منتخبا قطر والجزائر الترشيحات كأكثر المنتخبات القادرة على معانقة لقب كأس العرب في الدوحة في ظل المستويات الرائعة التي قدماها خلال الدور الأول، حيث يتطلع كل منهما لتحقيق اللقب إلى جانب منتخبات أخرى منها المنتخب العماني، في الوقت الذي حققت منتخبات أخرى عبرت لربع النهائي اللقب من قبل وتطمح للقب جديد مثل تونس ومصر والمغرب حامل اللقب الذي نجح في الحصول على لقب آخر نسخة أقيمت للبطولة، لكن نسخة الدوحة تعتبر مختلفة تماماً عن جميع النسخ السابقة، ليس فقط بسبب القيمة المالية الكبيرة التي ستقدم للبطل، لكن لأن هذه النسخة تقام تحت رعاية الاتحاد الدولي لكرة القدم للمرة الأولى تاريخيا؛ مما يعطيها المزيد من القوة والندية والطابع الرسمي الذي عزز من رغبة كل المنتخبات التي عبرت لربع النهائي للوصول لمنصة التتويج ومعانقة اللقب.
7 - الحضور الجماهيري يواكب النجاح
تعتبر بطولة كأس العرب في قطر 2021 الأنجح جماهيريا في ظل الحضور القوي للغاية على مختلف المستويات، حيث شهدت مختلف المباريات حضورا جماهيريا فاق التصورات، كما أن العديد من المباريات الاستثنائية خلال دور المجموعات شهدت حضورا استثنائيا، مثل مباراة الافتتاح التي شهدت تدشين استاد البيت المونديالي أحد ملاعب كأس العالم 2022، كما أن مباراة القمة بين مصر والجزائر شهدت حضورا جماهيريا كاملا في ملعب الجنوب المونديالي، ولاشك أن الفاعليات التي خصصتها اللجنة المنظمة للجماهير وكذلك روعة الملاعب المونديالية التي تحتضن البطولة وتحويلها لبروفة مونديالية مصغرة عززت نجاح هذه النسخة. وسيبقى الحضور الجماهيري من أهم الحقائق التي ستؤكد نجاح كأس العرب خلال مباريات ربع النهــائـي والمباريات القادمة الحاسمة في مشوار البطولة.
copy short url   نسخ
08/12/2021
527