+ A
A -
كتب محمد الجعبريأكدت السيدة فاطمة الخليفي، مديرة حديقة القرآن النباتية، عضو مؤسسة قطر، على أن حديقة القرآن النباتية هي الحديقة الأولى في العالم التي تعرض جميع أنواع النباتات المذكورة في القرآن الكريم والحديث الشريف والسُنّة النبوية، حيث تطبق الحديقة منهجًا عمليًا وثقافيًا في حماية البيئة وصونها طبقاً للمعايير العالمية، مشيرة إلى أن الحديقة تعمل على نشر مفهوم الثقافة والتنمية الخضراء باستخدام القيم الثقافية والإسلامية التي هي أساس الثقافة الغنية لدولة قطر، بالإضافة إلى التحفيز على المشاركة الإيجابية من منطلق الإحساس بالمسؤولية الفردية والمجتمعية والروحية.
وقالت في خلال حوارها مع جريدة «الوطن»: تحفظ الحديقة حالياً 59 نوعاً نباتياً مذكوراً في القرآن الكريم والسُنة النبوية. وتملك مشاتل تضم ما يقارب 14 ألف نبتة من أشجار وشجيرات وعشبيات معمّرة وأخرى حولية من بيئات جغرافية ومناخية متباينة، مثل النباتات الصحراوية ونباتات المناخ المعتدل والنباتات الاستوائية. كما تهتم بالنباتات الصحراوية الخاصة ببيئة قطر وشبه الجزيرة العربية...والى نص الحوار:
} كيف تسهم حديقة القرآن النباتية في رؤية قطر الوطنية 2030، وأجندة الأمن الغذائي في قطر؟ وهل هناك علاقة بين تلك الجهود والعادات والثقافة الإسلامية؟
- تعزز حديقة القرآن النباتية جهود التنمية المستدامة في الدولة، كذلك إبرام العشرات من اتفاقيات التعاون الدولية الاستراتيجية لتعزيز التعاون والعمل المشترك في إطار حماية البيئة والطبيعة، أبرزها ما تم مؤخراً من توقيع لمذكرات تفاهم مع حديقة ميسوري النباتية، وجامعة أريزونا في أميركا للتعاون في المشاريع والأنشطة ذات الاهتمام المشترك مع التركيز على تبادل الخبرات في مجالات الأمن الغذائي واستدامة البيئة ضمن جهود الحديقة في إثراء العام الثقافي الأميركي «قطر– أميركا 2021»، كما قمنا بتنظيم سلسلة ندوات عالمية افتراضية مع هذه الجهات، حول الأمن الغذائي في المناطق الجافة ودور الحدائق النباتية والتنوع البيولوجي.
وكل هذه الجهود تنطلق من الثقافة الإسلامية التي تطالبنا بإعمار الأرض وإصلاحها والحفاظ على الطبيعة والبيئة من أي مفاسد أو أخطار. فالأحاديث النبوية تنهى عن قطع الأشجار وتأمر بغرس فسائلها مهما كانت المعوقات والعقبات، ويخبرنا القرآن الكريم بأن المخلوقات والكائنات الأخرى أمم أمثالنا، وهذه دعوة غير مباشرة للحفاظ على التنوع البيولوجي، وهناك عدد كبير من الأحاديث النبوية الشريفة التي تشير إلى الاستخدامات العلاجية للنباتات والأعشاب، وفي ذلك حث على الزراعة والاهتمام بالنباتات الطبية والعلاجية، كما وردت أحاديث تحث على الزراعة وتنهى عن ترك الأرض بوراً من غير زرع ومنها قول رسول الله ?: «من كانت له أرض فليزرعها، فإن لم يزرعها فليمنحها أخاه، فإن لم يمنحها فليمسكها».
} ما هي الفعاليات والأنشطة والبرامج التي نظمتها حديقة القرآن النباتية كجزء من الدوحة عاصمة الثقافة الإسلامية؟
- تقوم الحديقة بشكل دوري بإقامة الفعاليات التوعوية والتعليمية وتنظيم العديد من الحملات والمبادرات الميدانية التي تستهدف المجتمع على المستويين الفردي والمؤسسي.تشجع الحديقة على تقدير وحفظ التراث الوطني والثقافي والطبّي والروحي للدول الإسلامية والعربية في سياق عالمي من خلال توفير فرص فريدة من نوعها للاكتشاف والتعلم من خلال محتواها وبرامجها المشتركة مع شركائها حول العالم، مثل الندوة الافتراضية الأخيرة المنظم مع حديقة ميسوري النباتية، حيث تناول مواضيع مختلفة من أهمها دور الحدائق النباتية في الحفاظ على الإرث الطبيعي.
وتشمل هذه الفعاليات المعارض الشهرية في المتحف النباتي المتواجد في حديقة القرآن النباتية في المدينة التعليمية. يعرض المتحف الأدوات التراثية التقليدية
بالإضافة إلى تركيز الحديقة على توفير مناهج علمية غنية بالإرث والمصطلحات النباتية لتعريف الجيل الناشيء على القيم الإسلامية المستمدة من القرآن الكريم والحديث
} ما هي أهم مشاريع ومبادرات حديقة القرآن النباتية لحماية وصون البيئة في قطر على مدار العام؟
- حماية البيئة القطرية من أولوياتنا ونحرص على مشاركة المجتمع من خلال التعاون مع شركائنا من مؤسسات الدولة المختلفة. تسهم هذه المشاركات في تجسيد اهتمام الدولة وحرصها على حماية البيئة وتوازنها الطبيعي، وعنايتها بقضايا الاستدامة، والمحافظة على الحياة البرية والبحرية، وعكس تأثير التغير المناخي، ودعم مبادرات الدولة لخفض الانبعاثات الكربونية، والحد من التصحر في دولة قطر. وذلك يضمن المحافظة على الحياة الفطرية، وصون وحفظ الغطاء النباتي المحلي، وإعادة توطين الأنواع المهددة بالانقراض في مواطنها الأصلية.
وتعتبر مشاركة حديقة القرآن النباتية محورية في هذه البرامج وذلك لأنها تقوم بصون النباتات المذكورة في القرآن الكريم والحديث والتي ينتمي معظمها للبيئة الصحراوية في الخليج العربي، كما يحتوي مركز صون الموارد النباتية التابع للحديقة على مجموعة هائلة من نباتات متوطنة في البيئة القطرية، ونباتات تنتمي لمناخ حوض البحر المتوسط، والمناطق الاستوائية.
وتملك الحديقة قدرة إنتاجية كبيرة للإنبات وإكثار النباتات في وقت قياسي لما تملكه من منشآت حديثة وخبرات.تملك الحديقة في مشاتل مركز الصون النباتي ما يربو على 14 ألف نبتة تتنوع بين أشجار، وشجيرات، وعشبيات معمرة، وأخرى حولية من بيئات جغرافية ومناخية متباينة.
كما قمنا في 2021 بزراعة 300 شجرة متوطنة في روضة الفرس بالنصرانية من أصناف السمر والسلم، والسدرفي بيئتها الطبيعيّة المتمثلة في الروضات البرية، وذلك بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التصحّر والجفاف. وقام فريق مركز الصون النباتي بإنبات هذه الأشجار من البذور الأصلية المحفوظة في بنك البذور لدينا وإكثارها. وكان من ضمن هذه الجهود في إعادة إحياء الأراضي تقديم الحديقة لـ 1023 شجرة لوزارة البلدية والبيئة للمساهمة فيإعادة توطين الروضات.
من أبرز إنجازاتنا في برامج الصون لهذا العام جمع وتعريف 1900عينة معشبية وحفظها في معشبة مركز الصون النباتي التابع للحديقة، تشمل هذه المجموعة 39 نوعاً مختلفاً، وقمنا خلال العام بجمع بذور أصلية لـ31 نوعاً نباتياً، ووصل وزن البذور المجموعة حتى الآن لـ16,179 جراما.
} هل هناك برامج مخصصة للطلبة والمدارس؟ وما هي أهم أهداف هذه البرامج؟
- لإذكاء وعي الجيل الجديد وغرس حب النباتات والزراعة والأشجار في نفوس الطلاب، تقدم حديقة القرآن النباتية ثلاثة برامج ومبادرات تعليمية هي: «برنامج باحث النبات اليافع»، الذي يتضمن «مسابقة البحوث البيئية»، وبرنامج «امرح وتعلم» للأطفال، وبرنامج «الأمن الغذائي» التعليمي.
وبالنسبة لبرنامج «امرح وتعلم» للأطفال من عمر 6 إلى 12 عامًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، صُمّم البرنامج لتعريف الأجيال الواعدة بالنباتات والبيئة، من خلال مسابقات تفاعلية عبر منصات التواصل الاجتماعي، ويهدف البرنامج إلى إذكاء وعي الأطفال والناشئة بالجهود المبذولة للحفاظ على البيئة والنباتات المذكورة في القرآن الكريم والحديث الشريف والسنة النبوية.
تضمّن البرنامج عدة مسابقات تطلب من الأطفال المشاركين تسجيل فيديوهات لإعادة تدوير أدوات زراعية مستهلكة مع بيان الأدوات وخطوات العمل منها مسابقة إعادة التدوير، وكذلك مسابقة المزارع الصغير التي تطلب من المتسابق تصوير كيفية زراعة نبات ذكر في القرآن الكريم أو الحديث الشريف مع بيان الأدوات وخطوات العمل الصحيحة، ومسابقة الراوي الصغير التي تطلب من المتسابق رواية قصة عن نبات ذكر في القرآن الكريم أو الحديث الشريف باستخدام اللغة العربية الفصحى.
كذلك أطلقت حديقة القرآن النباتية مسابقة البحوث البيئية 2021، ضمن برنامج باحث النبات اليافع الموجه لطلاب المرحلة الثانوية، وهو برنامج علمي وعملي في آنٍ واحد، يهدف إلى تعريف الطلاب بأسس دراسة علم النبات وصون وإكثار النباتات من خلال الرحلات والتجارب العملية والمعملية التي يجريها الطلاب بأنفسهم من أجل صقل مواهبهم والارتقاء بمهاراتهم البحثية والتقنية. وفي هذا الإطار، قام الطلاب والمعلمون بزيارة حديقة القرآن النباتية لطلب المشورة بشأن مشاريعهم المشاركة في المسابقة، وقد قدم لهم خبراء الحديقة الدعم والمشورة اللازمة.
وشهد برنامج باحث النبات اليافع هذا العام جولات افتراضية باللغتين العربية والإنجليزية في حديقة القرآن النباتية، التي تصحب الطلاب في رحلة عبر فضاء الإنترنت للتعرف على مُكونات ونباتات حديقة القرآن النباتية
أما برنامج الأمن الغذائي فيشجع الطلاب على تطبيق الممارسات الزراعية الحديثة التي تعزز الجدوى الاقتصادية للاستثمار في هذا القطاع، وقد تضمن برنامج هذا العام اجتماعات افتراضية وسلسلة من الورش واللقاءات الحية التي أقامتها حديقة القرآن النباتية على الهواء مباشرة. وفي البرنامج، تتنافس المدارس الثانوية على تقديم أفضل منتج زراعي قطري يتم إنتاجه بواسطة الطلاب داخل المدرسة.
} ما هي أبرز مشاريع الطلاب في مجال النباتات والأمن الغذائي ؟
- تم تنفيذ العديد من المشاريع بمساعدة حديقة القرآن النباتية، من بينها فوز مشروع مسابقة الأمن الغذائي لطالبات مدرسة قطر للعلوم المصرفية وإدارة الأعمال الثانوية المستقلة للبنات بجائزة «أخلاقنا قطر 2021».
أما في المسابقة الوطنية للبحث العلمي فقد حصد طلابنا المراكز الأولى فيها مثل المركز الأول في مشروع «أثر استبدال الصوديوم بالبوتاسيوم على خصائص البوليمر فائق الامتصاص» الذي نفذه طلاب مدرسة أحمد بن حنبل الثانوية للبنين، والمركز الثاني لمشروع «برنامج روبوت التغذية الذاتية لأنظمة الزراعة المائية العامودية في دولة قطر» الذي نفذه طلاب مدرسة الدوحة الثانوية للبنين، وحصدت مدرسة البيان الإعدادية للبنات المركز الأول كذلك في المسابقة الوطنية عن مشروع استخدام أصول شجر السدر في تطعيم شجر التفاح في دولة قطر
} كيف ساهمت حديقة القرآن النباتية في استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 ؟
- تعهدت الحديقة ضمن حملة «غرس» بزراعة 2022 شجرة في إطار الاستعدادات لإقامة بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022، وقد اقتربت الحملة من تحقيق أهدافها إذ غرست الحديقة بالفعل ما يقرب من ألفي شجرة حتى الآن. وسعدنا برؤية التأثير الإيجابي لحملة غرس في مجتمعنا القطري فشهدنا العديد من الحملات الزراعية على الصعيدين التخضير المدني وكذلك إعادة استزراع النباتات البرية كمبادرات على المستوى الوطني والمبادرات المجتمعية.
وقالت في خلال حوارها مع جريدة «الوطن»: تحفظ الحديقة حالياً 59 نوعاً نباتياً مذكوراً في القرآن الكريم والسُنة النبوية. وتملك مشاتل تضم ما يقارب 14 ألف نبتة من أشجار وشجيرات وعشبيات معمّرة وأخرى حولية من بيئات جغرافية ومناخية متباينة، مثل النباتات الصحراوية ونباتات المناخ المعتدل والنباتات الاستوائية. كما تهتم بالنباتات الصحراوية الخاصة ببيئة قطر وشبه الجزيرة العربية...والى نص الحوار:
} كيف تسهم حديقة القرآن النباتية في رؤية قطر الوطنية 2030، وأجندة الأمن الغذائي في قطر؟ وهل هناك علاقة بين تلك الجهود والعادات والثقافة الإسلامية؟
- تعزز حديقة القرآن النباتية جهود التنمية المستدامة في الدولة، كذلك إبرام العشرات من اتفاقيات التعاون الدولية الاستراتيجية لتعزيز التعاون والعمل المشترك في إطار حماية البيئة والطبيعة، أبرزها ما تم مؤخراً من توقيع لمذكرات تفاهم مع حديقة ميسوري النباتية، وجامعة أريزونا في أميركا للتعاون في المشاريع والأنشطة ذات الاهتمام المشترك مع التركيز على تبادل الخبرات في مجالات الأمن الغذائي واستدامة البيئة ضمن جهود الحديقة في إثراء العام الثقافي الأميركي «قطر– أميركا 2021»، كما قمنا بتنظيم سلسلة ندوات عالمية افتراضية مع هذه الجهات، حول الأمن الغذائي في المناطق الجافة ودور الحدائق النباتية والتنوع البيولوجي.
وكل هذه الجهود تنطلق من الثقافة الإسلامية التي تطالبنا بإعمار الأرض وإصلاحها والحفاظ على الطبيعة والبيئة من أي مفاسد أو أخطار. فالأحاديث النبوية تنهى عن قطع الأشجار وتأمر بغرس فسائلها مهما كانت المعوقات والعقبات، ويخبرنا القرآن الكريم بأن المخلوقات والكائنات الأخرى أمم أمثالنا، وهذه دعوة غير مباشرة للحفاظ على التنوع البيولوجي، وهناك عدد كبير من الأحاديث النبوية الشريفة التي تشير إلى الاستخدامات العلاجية للنباتات والأعشاب، وفي ذلك حث على الزراعة والاهتمام بالنباتات الطبية والعلاجية، كما وردت أحاديث تحث على الزراعة وتنهى عن ترك الأرض بوراً من غير زرع ومنها قول رسول الله ?: «من كانت له أرض فليزرعها، فإن لم يزرعها فليمنحها أخاه، فإن لم يمنحها فليمسكها».
} ما هي الفعاليات والأنشطة والبرامج التي نظمتها حديقة القرآن النباتية كجزء من الدوحة عاصمة الثقافة الإسلامية؟
- تقوم الحديقة بشكل دوري بإقامة الفعاليات التوعوية والتعليمية وتنظيم العديد من الحملات والمبادرات الميدانية التي تستهدف المجتمع على المستويين الفردي والمؤسسي.تشجع الحديقة على تقدير وحفظ التراث الوطني والثقافي والطبّي والروحي للدول الإسلامية والعربية في سياق عالمي من خلال توفير فرص فريدة من نوعها للاكتشاف والتعلم من خلال محتواها وبرامجها المشتركة مع شركائها حول العالم، مثل الندوة الافتراضية الأخيرة المنظم مع حديقة ميسوري النباتية، حيث تناول مواضيع مختلفة من أهمها دور الحدائق النباتية في الحفاظ على الإرث الطبيعي.
وتشمل هذه الفعاليات المعارض الشهرية في المتحف النباتي المتواجد في حديقة القرآن النباتية في المدينة التعليمية. يعرض المتحف الأدوات التراثية التقليدية
بالإضافة إلى تركيز الحديقة على توفير مناهج علمية غنية بالإرث والمصطلحات النباتية لتعريف الجيل الناشيء على القيم الإسلامية المستمدة من القرآن الكريم والحديث
} ما هي أهم مشاريع ومبادرات حديقة القرآن النباتية لحماية وصون البيئة في قطر على مدار العام؟
- حماية البيئة القطرية من أولوياتنا ونحرص على مشاركة المجتمع من خلال التعاون مع شركائنا من مؤسسات الدولة المختلفة. تسهم هذه المشاركات في تجسيد اهتمام الدولة وحرصها على حماية البيئة وتوازنها الطبيعي، وعنايتها بقضايا الاستدامة، والمحافظة على الحياة البرية والبحرية، وعكس تأثير التغير المناخي، ودعم مبادرات الدولة لخفض الانبعاثات الكربونية، والحد من التصحر في دولة قطر. وذلك يضمن المحافظة على الحياة الفطرية، وصون وحفظ الغطاء النباتي المحلي، وإعادة توطين الأنواع المهددة بالانقراض في مواطنها الأصلية.
وتعتبر مشاركة حديقة القرآن النباتية محورية في هذه البرامج وذلك لأنها تقوم بصون النباتات المذكورة في القرآن الكريم والحديث والتي ينتمي معظمها للبيئة الصحراوية في الخليج العربي، كما يحتوي مركز صون الموارد النباتية التابع للحديقة على مجموعة هائلة من نباتات متوطنة في البيئة القطرية، ونباتات تنتمي لمناخ حوض البحر المتوسط، والمناطق الاستوائية.
وتملك الحديقة قدرة إنتاجية كبيرة للإنبات وإكثار النباتات في وقت قياسي لما تملكه من منشآت حديثة وخبرات.تملك الحديقة في مشاتل مركز الصون النباتي ما يربو على 14 ألف نبتة تتنوع بين أشجار، وشجيرات، وعشبيات معمرة، وأخرى حولية من بيئات جغرافية ومناخية متباينة.
كما قمنا في 2021 بزراعة 300 شجرة متوطنة في روضة الفرس بالنصرانية من أصناف السمر والسلم، والسدرفي بيئتها الطبيعيّة المتمثلة في الروضات البرية، وذلك بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التصحّر والجفاف. وقام فريق مركز الصون النباتي بإنبات هذه الأشجار من البذور الأصلية المحفوظة في بنك البذور لدينا وإكثارها. وكان من ضمن هذه الجهود في إعادة إحياء الأراضي تقديم الحديقة لـ 1023 شجرة لوزارة البلدية والبيئة للمساهمة فيإعادة توطين الروضات.
من أبرز إنجازاتنا في برامج الصون لهذا العام جمع وتعريف 1900عينة معشبية وحفظها في معشبة مركز الصون النباتي التابع للحديقة، تشمل هذه المجموعة 39 نوعاً مختلفاً، وقمنا خلال العام بجمع بذور أصلية لـ31 نوعاً نباتياً، ووصل وزن البذور المجموعة حتى الآن لـ16,179 جراما.
} هل هناك برامج مخصصة للطلبة والمدارس؟ وما هي أهم أهداف هذه البرامج؟
- لإذكاء وعي الجيل الجديد وغرس حب النباتات والزراعة والأشجار في نفوس الطلاب، تقدم حديقة القرآن النباتية ثلاثة برامج ومبادرات تعليمية هي: «برنامج باحث النبات اليافع»، الذي يتضمن «مسابقة البحوث البيئية»، وبرنامج «امرح وتعلم» للأطفال، وبرنامج «الأمن الغذائي» التعليمي.
وبالنسبة لبرنامج «امرح وتعلم» للأطفال من عمر 6 إلى 12 عامًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، صُمّم البرنامج لتعريف الأجيال الواعدة بالنباتات والبيئة، من خلال مسابقات تفاعلية عبر منصات التواصل الاجتماعي، ويهدف البرنامج إلى إذكاء وعي الأطفال والناشئة بالجهود المبذولة للحفاظ على البيئة والنباتات المذكورة في القرآن الكريم والحديث الشريف والسنة النبوية.
تضمّن البرنامج عدة مسابقات تطلب من الأطفال المشاركين تسجيل فيديوهات لإعادة تدوير أدوات زراعية مستهلكة مع بيان الأدوات وخطوات العمل منها مسابقة إعادة التدوير، وكذلك مسابقة المزارع الصغير التي تطلب من المتسابق تصوير كيفية زراعة نبات ذكر في القرآن الكريم أو الحديث الشريف مع بيان الأدوات وخطوات العمل الصحيحة، ومسابقة الراوي الصغير التي تطلب من المتسابق رواية قصة عن نبات ذكر في القرآن الكريم أو الحديث الشريف باستخدام اللغة العربية الفصحى.
كذلك أطلقت حديقة القرآن النباتية مسابقة البحوث البيئية 2021، ضمن برنامج باحث النبات اليافع الموجه لطلاب المرحلة الثانوية، وهو برنامج علمي وعملي في آنٍ واحد، يهدف إلى تعريف الطلاب بأسس دراسة علم النبات وصون وإكثار النباتات من خلال الرحلات والتجارب العملية والمعملية التي يجريها الطلاب بأنفسهم من أجل صقل مواهبهم والارتقاء بمهاراتهم البحثية والتقنية. وفي هذا الإطار، قام الطلاب والمعلمون بزيارة حديقة القرآن النباتية لطلب المشورة بشأن مشاريعهم المشاركة في المسابقة، وقد قدم لهم خبراء الحديقة الدعم والمشورة اللازمة.
وشهد برنامج باحث النبات اليافع هذا العام جولات افتراضية باللغتين العربية والإنجليزية في حديقة القرآن النباتية، التي تصحب الطلاب في رحلة عبر فضاء الإنترنت للتعرف على مُكونات ونباتات حديقة القرآن النباتية
أما برنامج الأمن الغذائي فيشجع الطلاب على تطبيق الممارسات الزراعية الحديثة التي تعزز الجدوى الاقتصادية للاستثمار في هذا القطاع، وقد تضمن برنامج هذا العام اجتماعات افتراضية وسلسلة من الورش واللقاءات الحية التي أقامتها حديقة القرآن النباتية على الهواء مباشرة. وفي البرنامج، تتنافس المدارس الثانوية على تقديم أفضل منتج زراعي قطري يتم إنتاجه بواسطة الطلاب داخل المدرسة.
} ما هي أبرز مشاريع الطلاب في مجال النباتات والأمن الغذائي ؟
- تم تنفيذ العديد من المشاريع بمساعدة حديقة القرآن النباتية، من بينها فوز مشروع مسابقة الأمن الغذائي لطالبات مدرسة قطر للعلوم المصرفية وإدارة الأعمال الثانوية المستقلة للبنات بجائزة «أخلاقنا قطر 2021».
أما في المسابقة الوطنية للبحث العلمي فقد حصد طلابنا المراكز الأولى فيها مثل المركز الأول في مشروع «أثر استبدال الصوديوم بالبوتاسيوم على خصائص البوليمر فائق الامتصاص» الذي نفذه طلاب مدرسة أحمد بن حنبل الثانوية للبنين، والمركز الثاني لمشروع «برنامج روبوت التغذية الذاتية لأنظمة الزراعة المائية العامودية في دولة قطر» الذي نفذه طلاب مدرسة الدوحة الثانوية للبنين، وحصدت مدرسة البيان الإعدادية للبنات المركز الأول كذلك في المسابقة الوطنية عن مشروع استخدام أصول شجر السدر في تطعيم شجر التفاح في دولة قطر
} كيف ساهمت حديقة القرآن النباتية في استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 ؟
- تعهدت الحديقة ضمن حملة «غرس» بزراعة 2022 شجرة في إطار الاستعدادات لإقامة بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022، وقد اقتربت الحملة من تحقيق أهدافها إذ غرست الحديقة بالفعل ما يقرب من ألفي شجرة حتى الآن. وسعدنا برؤية التأثير الإيجابي لحملة غرس في مجتمعنا القطري فشهدنا العديد من الحملات الزراعية على الصعيدين التخضير المدني وكذلك إعادة استزراع النباتات البرية كمبادرات على المستوى الوطني والمبادرات المجتمعية.
