+ A
A -
كتب وحيد بوسيوف
تفوق العنابي على كل منتخبات المجموعة الأولى بالعلامة الكاملة في بطولة كأس العرب فيفا قطر 2021، في اختبار يمكن القول إنه كان قويا لأبناء المدرب فليكس سانشيز خاصة أنها كانت في صدامات مباشرة مع المنتخبات الخليجية.
وقد تكون التوقعات منذ البداية تصب في مصلحة منتخبنا الوطني لكن مع الظروف التي يخوض بها البطولة بعد نتائج لم تكن جيدة في المباريات الأخيرة من التصفيات الأوروبية المؤهلة المونديال، جعلت الكثير يتفاءل بقدرة العنابي في تحقيق حتى اللقب، بما أن شخصية البطل ظهرت خلال المباريات الثلاث من مرحلة المجموعات.
بداية العنابي في البطولة كانت صعبة أمام منتخب البحرين حسم فيها منتخبنا الفوز بهدف نظيف من ركلة جزاء، والأداء حينها كان فيه علامات استفهام خاصة في الشوط الأول من تلك المواجهة، وتكرر ذلك في مواجهة المنتخب العماني التي فاز فيها العنابي بهدفين لهدف بعد تسجيل هدف الفوز في الثواني الأخيرة من المباراة، لكن كما قلنا في البداية الأهم هي شخصية البطل التي تظهر بها في الوقت المناسب، فالتقدم في الشوط الأول بهدف نظيف وتعديل عمان النتيجة وإصرار العنابي على تسجيل هدف الفوز الذي يضمن الصعود في الصدارة كان سيناريو رائعا، لأن في البطولات المجمعة المنتخب الذي يعود بقوة بعد تلقي هدف يجعله يواصل المشوار بنجاح، وظهرت هذه المؤشرات خلال مواجهة العراق التي عاد فيها هجوم منتخبنا لممارسة هوايته في التسجيل بثلاثة أهداف كاملة أمام منتخب كان هو المطالب بتحقيق الفوز ليتأهل ثانيا في المجموعة الأولى.
شخصية البطل التي أظهرها العنابي خلال دور المجموعات من بطولة كأس العرب وكذلك ردة الفعل القوية، وأيضا الحماس الذي ظهر به اللاعبون خاصة في الشوط الثاني من مواجهة العراق، ويضاف اليها التكتيك وعملية التدوير التي قام بها المدرب فليكس سانشيز تُحسب لهذا الأخير الذي تحدى كل الصعوبات والضغوطات في هذه النسخة الاستثنائية من البطولة، لهذا ارتأينا أن يكون سانشيز نجم الوطن الرياضي في «سبوت لايت» من خلال التطرق إلى أهم المكاسب والتحديات المنتظرة للمدرب خلال الأدوار المقبلة بداية من مواجهة الإمارات في الدور ربع النهائي، من خلال تساؤلات نطرحها في التقرير الآتي:
هل فعلا يحتاج العنابي
لعملية التدوير للاعبين؟
الملاحظ في تشكيلة منتخبنا الوطني في المباريات الثلاث من دور المجموعات أنها تغيرت خلال كل المواجهات، ففي مباراة منتخبنا الوطني الأولى أمام عمان اختار فليكس سانشيز خوض تلك المواجهة بدون عبدالكريم حسن وكذلك كريم بوضياف، كما بدأ بتكتيك لم يتعود عليه العنابي خاصة في المباريات التي خاضها آخر سنتين بثلاثة مدافعين، حيث حاول مدرب منتخبنا أن يلعب بأربعة مدافعين لكي يفاجئ مدرب المنتخب العماني برانكو، وكاد العنابي أن يتلقى أهدافا في الشوط الأول لأن طريقة اللعب التي بدأ بها كانت تخدم المنتخب العماني أكثر، وفي الشوط الثاني عاد سانشيز لطريقة لعبه المعتادة بثلاثة مدافعين وسيطر بعدها على مجريات اللقاء.
وفي مواجهة المنتخب العراقي لعب فليكس سانشيز بتشكيلة جمعت بين اللاعبين الأساسيين والاحتياطيين، وكان فيها أسود الرافدين الأفضل في الشوط الأول، ليقوم فليكس بعد 70 دقيقة من اللعب تقريبا بإدخال اللاعبين الأساسيين مثل حسن الهيدوس وبوعلام خوخي وأكرم عفيف والمعز علي الذين تمكنوا من قيادة العنابي للفوز بثلاثية.
وإجابة لهذا السؤال نؤكد أنه من الصعب جدا القيام بعملية التدوير في منتخبنا خاصة إن تعلق الأمر بركائز الفريق سواء في الدفاع أو الوسط وحتى الهجوم، لهذا قد لا يلام المدرب لعدم إشراكه لبعض اللاعبين، لأن المنتخب يحتاج لبدلاء على مستوى اللاعبين الأساسيين.
ماذا استفاد فليكس من التصفيات الأوروبية المؤهلة للمونديال؟
قد يكون هذا السؤال أجاب عنه فليكس سانشيز ولاعبو منتخبنا الوطني خلال المؤتمرات الصحفية المصاحبة للتصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس العالم 2022، وأيضا مدرب منتخب البحرين هيليو سوزا وكذلك برانكو مدرب عمان، حيث أكدا أن العنابي الأكثر جاهزية للبطولة بعد احتكاكه المباشر مع مدارس كروية مختلفة من أميركا اللاتينية والشمالية وصولا للقارة العجوز، لهذا يبقى المرشح الأول لنيل اللقب.
أما بالنسبة لفليكس سانشيز، فقد كانت فرصة لإعطاء فرصة لبعض العناصر الذين يرى فيهم إمكانية تقديم الإضافة للعنابي، هنا يظهر العديد من الأسماء عبدالله الأحرق ومحمد وعد وهمام الأمين الذي أصبح قطعة أساسية في تشكيلة المدرب الإسباني، وهذا ينطبق على مصعب خضر الذي كسب نقاطا كثيرة في التصفيات، ومحمد مونتاري الذي يمكن القول أنه المستفيد الأول من التصفيات الأوروبية المؤهلة للمونديال، حيث استعاد حسه التهديفي الذي سيكون في مصلحة منتخبنا الوطني.
ومرة أخرى نعيد الحديث عن نقطة أن المدرب يستخدم الأدوات المتوفرة له، فلا يمكن خوض التصفيات بلاعبين لا يملكون التجربة في مباريات كبيرة، وتلك المواجهات تحضيرية لكأس العالم 2022.
لماذا يبقى سانشيز الأنسب دائما لقيادة الفريق؟
يعتبر النقد جزءا من كرة القدم ولا يوجد مدرب في العالم لم يتعرض يوما للانتقادات، والكثير منهم يحقق الألقاب في موسم وما ان تتراجع نتائجه تتم إقالته، لكن الاستقرار دائما من يصنع النتائج.
خلال الفترة الماضية التي سبقت انطلاقة كأس العرب كان العنابي في تجربة الجزء الثاني من التصفيات الأوروبية المؤهلة للمونديال، فليكس سانشيز قد يكون أخطأ في بعض المباريات بما أن الأداء لم يكن على مستوى طموحات جماهير منتخبنا، ولكن الأمر الذي لا يجب أن نغفله أن المرحلة الأولى للتصفيات كان العنابي قد قدّم مباريات كبيرة أمام ايرلندا واذربيجان ولوكمسبورغ، وأمام نفس المنتخبات في القسم الأداء تراجع والسبب قاله المدرب خلال أول وثاني مؤتمر صحفي في كأس العرب، العنابي خلال سنتين هو أكثر منتخب خوضا للمباريات من تصفيات كأس آسيا 2023 التي حسم فيها الصعود للمشاركة في البطولة، وصولاً إلى الكأس الذهبية والتصفيات الأوروبية المؤهلة للمونديال، ومن الطبيعي ان يتراجع المستوى خلال بعض المباريات.
الإرهاق لا يعني الاستسلام
في هذه النقطة لن نطرح تساؤلاً بل نركز على ما قاله المدرب الإسباني خلال المؤتمر الصحفي بعد مباراة منتخبنا الوطني أمام عمان، حين أجاب على سؤال حول الحلول التي يراها لكي يتفادى سيناريو الانهيار في الشوط الثاني، حيث قال فليكس سانشيز: من يلعب موسما كاملا مع فريقه في الدوري ودوري ابطال آسيا والتصفيات الأوروبية والكأس الذهبية من الطبيعي أن يتراجع قليلا على المستوى البدني، لكن نحن لا نستسلم أبداً للإرهاق، والدليل تقدمنا في الشوط الأول وعدل المتتخب العماني النتيجة في الشوط الثاني، ولم نتراجع عن طموحنا وهدفنا بتسجيل هدف الفوز وتمكن في اللحظات الأخيرة من تحقيق ذلك.
الهدوء ورفع سقف الطموحات
ما يتميز به فليكس سانشيز هو الهدوء وإن كان في مباراة منتخبنا الوطني الأولى أمام البحرين تحرك كثيرا من مكانه وطالب لاعبيه بالتركيز اكثر، لكن هدوءه يكمن في التعامل مع المباريات، وهذا ما ظهر خلال مواجهتي عمان وكذلك العراق، خاصة المباراة الأخيرة التي رفع فليكس سانشيز المدرب الهادئ سقف الطموحات عاليا بأداء راق جدا ودون خطأ، جعل الكل بعد هذه المواجهة يؤمن بقدرته على التتويج.
ويمكن القول إن المباريات الثلاث الأولى أثبتت من جديد أن فليكس سانشيز يعرف من أين تؤكل الكتف بقوة شخصيته التي نقلها للاعبين أيضا، ولتميزه التكتيكي وحسن تسييره وإدارته للمقابلات التي يلعبها وتفننه في تغيير الخطط حسب الحاجة، وهذا ما ظهر في 2019 التي توج فيها بلقب كأس آسيا.
copy short url   نسخ
08/12/2021
680