+ A
A -
عواصم- أ. ف. ب- فيما كان يتّجه للتعافي من التداعيات المدمرة لوباء كوفيد 19، تعرض الاقتصاد العالمي لضربة جديدة بسبب المتحّورة أوميكرون التي أدت إلى إعادة فرض قيود على السفر..وانتشرت المتحوّرة الجديدة التي أبلغت منظمة الصحة العالمية باكتشافها في جنوب إفريقيا قبل أقل من أسبوع في قارات العالم ما دفع بعشرات الدول إلى فرض قيود على السفر.
وستعتمد شدة الأثر الاقتصادي على مدى خطورتها ومدى فعالية اللقاحات المتوفرة لمواجهتها.
لكن حتى مع أخذ السيناريوهات الأكثر تفاؤلا في الاعتبار، يراجع خبراء الاقتصاد توقعاتهم للعام 2022 باتّجاه خفضها.
وفي أسوأ السيناريوهات حيث تكون أوميكرون خطيرة جدا وتتسبب بإعادة إغلاق جزء كبير من اقتصادات العالم، قد ينخفض النمو في العام 2022 إلى حوالي 2,3 في المائة، مقارنة بـ4,5 في المائة وفق توقعات «أكسفورد إيكونوميكس» قبل ظهور المتحوّرة.
وفي سيناريو مماثل، ليس من المؤكد أن الحكومات التي جمعت تريليونات الدولارات من المساعدات منذ بداية الوباء، ستكون على استعداد لإطلاق حزم جديدة للانتعاش الاقتصادي، خصوصا إذا كانت اللقاحات متاحة، وفق داكو.
من جانبه، قال إريك لوند خبير الاقتصاد في منظمة «ذي كونفرنس بورد» غير الحكومية إن تلك المعطيات «ستكون أساسية لطريقة تأثيرها (أوميكرون) على الاقتصاد العالمي وسلوكيات الناس».
وبالإضافة إلى الإجراءات الحكومية لاحتواء المتحوّرة الجديدة، فإن الخوف من العدوى قد يدفع الناس إلى الحد من سفراتهم ونشاطاتهم الاقتصادية، مثل الذهاب إلى المطاعم وتقليل الاستهلاك، ما سيؤثر بدوره على النمو، بحسب لوند. وهناك خطر آخر يتمثل في تفاقم أزمة سلاسل الإمدادات العالمية. وأوضح لوند أن «عددا كبيرا من الشحنات الجوية تخزّن بشكل أساسي في طائرات الركاب» مضيفا «لذلك، إذا كان هناك إلغاء رحلات وانخفاض في الطلب على الرحلات الجوية التجارية، فسيظهر خطر تقييد المسار التجاري» الذي قد يؤدي بدوره إلى تفاقم ضغوط التضخم فيما تصبح السلع أكثر ندرة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن موجة من المتحوّرة أوميكرون «قد تتسبب في تسريح بعض العمال مؤقتا وثني آخرين عن العودة، ما يفاقم أزمة نقص اليد العاملة الحالية»، وفق نيل شيرينغ خبير الاقتصاد من «كابيتال إيكونومكس». وقالت مديرة وكالة الأدوية الأوروبية الثلاثاء إن اللقاحات المعدة خصيصا لمتحورة أوميكرون لفيروس كورونا يمكن الموافقة عليها في غضون ثلاثة إلى أربعة أشهر إذا كانت هناك حاجة إليها.
وأوضحت مديرة الوكالة إيمير كوك أن اتخاذ قرار حول ضرورة منح جرعات لقاح إضافية يعود إلى هيئات أخرى.
وأكدت منظمة الصحة العالمية الثلاثاء أن حظر السفر لن يوقف انتشار المتحورة أوميكرون، ودعت الدول إلى تبني مقاربة تقوم على تقييم المخاطر، لكنها نصحت من تجاوزوا الستين ومن صحتهم ضعيفة بإرجاء السفر.
وقالت المنظمة في وثيقة توجيهية تتضمن توصياتها بشأن السفر إنه حتى 28 نوفمبر، «وضعت 56 دولة إجراءات تتعلق بالسفر تهدف إلى تأخير دخول المتحورة الجديدة إليها».
copy short url   نسخ
02/12/2021
657