+ A
A -
عقدت حديقة القرآن النباتية، عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع مؤخرًا ندوة تفاعلية عبر الانترنت بالتعاون مع حديقة ميسوري الأميركية النباتية، وذلك بعنوان «نحو دور جديد للحدائق النباتية: الحفاظ على الأنواع واستعادة النظم البيئية»، حيث سلّطت الندوة الضوء على الدور المهم للحدائق النباتية في حماية النظم الطبيعية وتجديدها وإحيائها، بالإضافة إلى ما توفره من مناظر طبيعية خلابة، وما تؤديه من أدوار علمية وتعليمية وبيئية بالغة الأهمية.
أقيمت الندوة ضمن فعاليات العام الثقافي «قطر – أميركا2021»، وشارك فيها خبراء من حديقة القرآن النباتية، وحديقة ميسوري الأميركية النباتية، والمنظمة الدولية لحفظ الحدائق النباتية، والحديقة الملكية النباتية - كيو (المملكة المتحدة)، وحديقة النباتات الملكية الأردنية لمناقشة الاستراتيجيات المبتكرة لوقف تدهور النظم البيئية وتفاديه، وإزالة آثاره ومكافحة التغير المناخي. بهذه المناسبة، علّقت السيدة فاطمة الخليفي، مديرة حديقة القرآن النباتية، بقولها: «نحن سعداء بهذه الفرصة التي أتاحت لنا التعاون مع حديقة ميسوري النباتية والمنظمة الدولية لحفظ الحدائق النباتية، ونظرائنا من الحدائق النباتية الأخرى في أوروبا والشرق الأوسط، لمناقشة الأهمية المتزايدة للتنوع الحيوي وأثر حشد الجهود التعاونية بيننا في تعزيز تأثيرنا الإيجابي على كوكب الأرض». أضافت: «لأن التنوع الحيوي هو الذي يجعل الأنظمة البيئية تقوم بوظائفها مثل توفير الهواء والماء النقي وتلقيح النباتات وتوفير الحلول الطبيعية التي تحمينا من السيول والعواصف، وضعت حديقة القرآن النباتية التنوع البيولوجي في مقدمة أولوياتها وفي صدارة مبادراتها بهدف دعم رؤية قطر الوطنية 2030 وإستراتيجية الأمم المتحدة العالمية للحفاظ على النباتات. وفي عام 2021 وحده، نجحت حديقة القرآن النباتية في إعادة تأهيل 315 شجرة صحراوية أصيلة في منطقة روضة الفرس، كما غرست 120 شجرة في موقع إعادة التأهيل في مؤسسة قطر». وقال الدكتور بيتر وايز جاكسون، رئيس حديقة ميسوري النباتية: «إنني سعيد للغاية باتفاق حديقة القرآن النباتية وحديقة ميزوري النباتية على بناء قنوات وثيقة للتعاون المشترك فيما بينهما، ففي ظل السياق الحالي الذي يشهد تدهورًا واضمحلالًا متسارعًا في التنوع الحيوي وتأثيرًا متناميًا للتغير المناخي على السكان والنباتات والبيئة، من الضروري أن نتكاتف وتتحد أيدينا عبر شراكات وثيقة لتحديد الأولويات واتخاذ الخطوات الفاعلة لصون النباتات حول العالم والحفاظ عليها لكي تبقى لأجيال المستقبل، ونأمل أن هذا التعاون سيمثل نموذجًا يحتذى به للحدائق النباتية الأخرى من أجل تحقيق أهداف الاستراتيجية العالمية لحفظ النبات التي أقرتها اتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي».
ومن جانبه قال بول سميث، الأمين العام للمنظمة الدولية لحفظ الحدائق النباتية، في حديثه عن الدور المتزايد للحدائق النباتية خاصة في الحفاظ على التنوع البيولوجي للنباتات: «ظهرت في منطقة غرب آسيا أولى الحدائق التي عرفتها البشرية. وعلى مرّ التاريخ، أنشأت الحدائق لعدة أغراض مثل الاستمتاع بمنظرها الخلاب أو دراسة طب الأعشاب أو تجارب زراعة الأنواع الجديدة مثل المحاصيل ونباتات الزينة.
ومؤخرًا، أصبحت الحدائق النباتية عنصرًا أساسيًا في السباق لإنقاذ أنواع النباتات من الانقراض، ولتطبيق المعرفة والخبرات المكتسبة في الحفاظ على أنواع النباتات البرية واستعادة النظم البيئية، هذه المنطقة هي صاحبة واحد من أقدم مفاهيم الحفاظ على الأنواع والنباتات، وهو (الحِمَى) فهذا النظام التقليدي لإدارة الموارد الطبيعية، وصف بأنه واحد من أنجح الطرق والوسائل لدمج الحفاظ على الطبيعة بمصلحة الناس ومعاشهم».
بدوره، أكد يواكيم جراتسفيلد، مدير البرامج الإقليمية في المنظمة الدولية لحفظ الحدائق النباتية، الحاجة الملحة للتنسيق والتعاون بين الحدائق النباتية وتبادل المصادر والمعرفة على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية، وقال: «ترحب المنظمة الدولية لحفظ الحدائق النباتية بالجهود الأساسية التي تقوم بها الحدائق النباتية التي تتعاون فيما بينها في المنطقة، فتكاتف الجهود وتنسيقها يتيح لنا صوتًا موحدًا مسموعًا وأكثر تأثيرًا؛ حتى يتسنى لنا تطبيق معرفتنا وخبراتنا لوقف تهديدات فقد التنوع الحيوي والحد منها وتخفيف آثارها».
copy short url   نسخ
29/11/2021
208