+ A
A -
الدوحة- قنا- شهد صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، حفل الذكرى العاشرة لتأسيس جامعة حمد بن خليفة تحت شعار «عقد من التميز» والذي أقيم أمس بمقر الجامعة بالمدينة التعليمية. وأعرب صاحب السمو الأمير الوالد في مداخلة بهذه المناسبة عن سعادته بالتطور الذي شهدته الجامعة، كما حث على أهمية التركيز على البحث العلمي كأداة للتنمية وتقدم الأمم.
كما تحدثت صاحبة السمو خلال مداخلة لها عن الدور الريادي للجامعة قائلة: «أُنشئت جامعة حمد بن خليفة على قاعدة بحثية متينة، وكان هدفنا تعزيز ثقافة البحث العلمي لتكون الجامعة منصة وطنية للبحث العلمي وإيجاد حلول ناجعة للتحديات البيئية بكل أبعادها بالإضافة إلى التحديات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية.
كما تتحمل جامعة حمد بن خليفة مسؤولية توطين التجارب العالمية والبناء عليها بما يتوافق مع خصوصيتنا كمجتمع قطري وإسلامي. وما نأمله في النهاية أن تكون الجامعة جديرة بحمل اسم صانع نهضة قطر الحديثة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة».
حضر الحفل عدد من أصحاب السعادة الشيوخ والوزراء وقيادات من جامعة حمد بن خليفة ومؤسسة قطر.
وأطلقت الجامعة خلال الحفل النسخة الأولى من سلسلة «حوارات جامعة حمد بن خليفة» تحت عنوان «الاستثمار في البحث العلمي وتأثيره في التنمية المستدامة واقتصاد المعرفة».
شارك في الجلسة النقاشية كل من: سعادة الشيخ الدكتور فالح بن ناصر بن أحمد بن علي آل ثاني وزير البيئة والتغير المناخي، وسعادة الدكتور محمد بن صالح السادة وزير الطاقة والصناعة السابق، وسعادة الدكتور حسن بن راشد الدرهم رئيس جامعة قطر.
وبهذه المناسبة قالت سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني الرئيس التنفيذي ونائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر: «تعكس تطلعات جامعة حمد بن خليفة رؤيتنا المشتركة القائمة على الالتزام بتحقيق الريادة، والرامية لإرساء منظومة تعليمية متكاملة ومترابطة داخل المدينة التعليمية، حيث يقع التعاون والمجتمع في صميم هذه الرؤية كركائز أساسية لإتاحة فرص التعلم الذاتية للطلاب، بدءا من مرحلة الروضة، وحتى مرحلة الدراسات العليا، ومساعدة طلابنا على إطلاق كامل قدراتهم وإمكاناتهم. ونتطلع إلى المضي قدما في مسيرتنا مع جامعة حمد بن خليفة بالتعاون مع أعضاء هيئة التدريس بالجامعة وموظفيها وطلابها وشركائها من المجتمع».
وثمن الدكتور أحمد حسنة رئيس جامعة حمد بن خليفة، في كلمته التي ألقاها خلال الحفل، توجيهات ورؤية صاحب السمو الأمير الوالد، وصاحبة السمو الشيخة موزا، وقيادات مؤسسة قطر ودورهم في دعم نمو الجامعة وتحقيق مساعيها التعليمية، كما تطرق إلى الإنجازات الرئيسية التي ميزت العقد الأول لجامعة حمد بن خليفة.
وقال الدكتور حسنة: «في إطار مشروع النهضة التعليمية لمؤسسة قطر، تدخل جامعة حمد بن خليفة في صميم استراتيجية دولة قطر للاستثمار في رأس المال البشري والمساهمة في تنويع موارد الاقتصاد القطري، وقد تطلبت التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد تعزيز التفكير النقدي والمهارات التي يمكن أن يوفرها التعليم البحثي عالي الجودة. وتستمر هذه الاستثمارات المعرفية في دعم دولة قطر في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة. ويتمثل هدفنا في المضي قدما في قيادة جميع الجهود الممكنة لتحقيق نتائج بحثية عالية التأثير ومعالجة الجوانب ذات الأهمية الحيوية لدولة قطر، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، وتغير المناخ، وتحليل البيانات الكمية. ولانزال نحرص على تعزيز الاتصال العميق بمجتمعنا عبر المبادرة بإجراء حوارات هادفة ولهذا السبب، فقد أطلقنا سلسلة حوارات جامعة حمد بن خليفة لحشد وجسر جهودنا البحثية ومبادراتنا للتواصل المجتمعي.
وأضاف: نحن نفخر بأن مجتمع خريجي جامعة حمد بن خليفة يضم أكثر من 1250 خريجا. ويعمل أعضاء هيئة التدريس والباحثون لدينا في كليات الجامعة الست وثلاثة معاهد بحثية وطنية لتعزيز رؤيتها المتمثلة في تقديم تجربة تعليمية ذات صلة بالأهداف والتطورات العالمية.
وأطلقت جامعة حمد بن خليفة سلسلة «حوارات الجامعة» كمبادرة جديدة تعيد التأكيد على دورها كمؤسسة قطرية ملتزمة بالمشاركة المجتمعية على نطاق أوسع، احتفالا بمرور عشر سنوات على تأسيسها كجامعة تركز على الدراسات العليا والبحوث.
وركزت النسخة الأولى من «حوارات الجامعة»، التي عقدت أمس، عبر الإنترنت باستخدام تقنية البث المباشر وأدارها مانع الأنصاري، خريج جامعة حمد بن خليفة، على أهمية «الاستثمار في البحث العلمي وتأثيره على التنمية المستدامة والاقتصاد القائم على المعرفة».
وشهدت الحوارات مشاركة متحدثين رفيعي المستوى من قادة الفكر البارزين، من بينهم سعادة الشيخ الدكتور فالح بن ناصر آل ثاني وزير البيئة والتغير المناخي، وسعادة الدكتور محمد بن صالح السادة وزير الطاقة والصناعة السابق، والدكتور حسن راشد الدرهم رئيس جامعة قطر، الذين تبادلوا آراءهم حول التحديات والفرص القائمة لتحقيق التنمية المستدامة والاقتصاد القائم على المعرفة.
وفي بداية حديثه، تقدم سعادة الشيخ الدكتور فالح بن ناصر آل ثاني وزير البيئة والتغير المناخي، بالتهنئة للجامعة بمناسبة مرور عشر سنوات على إنشائها متمنيا لها تحقيق المزيد من النجاح، وردا على سؤال حول مساهمة البحث العلمي والتعليم العالي في معالجة تحديات سوق العمل ودعم المؤسسات الحكومية في تحقيق ذلك الهدف، قال سعادته إن وزارة البيئة والتغير المناخي شريك أساسي لجميع الجامعات والمعاهد البحثية، وأن هذه المعاهد قامت بدور أساسي في تطوير استراتيجية البيئة والتغير المناخي التي اعتمدت وسيتم الإعلان عنها.
وأوضح سعادته أن هذه الاستراتيجية طورت بالتعاون مع الجامعات الوطنية ومن بينها جامعة حمد بن خليفة، مؤكدا على أن دولة قطر تولي اهتماما كبيرا لمجال الطاقة المتجددة، وأن الحكومة القطرية قطعت شوطا كبيرا في إنشاء العديد من محطات الطاقة المتجددة التي سيتم الإعلان عنها في القريب العاجل.
وشدد سعادته على أن الوزارة تتعاون مع الجامعات والمعاهد البحثية في مجال إدارة النفايات، وأن هناك تحديات كبيرة تواجه قطاع النفط والغاز، بالإضافة إلى التحديات المتعلقة بالاستخدام الأمثل للأراضي، واستخدام المياه والطاقة، مشيرا إلى أن هذه التحديات تعالج عن طريق مشاريع الابتكار والبحوث والتطوير، وموجها الشكر للصندوق القطري لرعاية البحث العلمي الذي يؤدي دورا كبيرا في دعم الكثير من المشاريع البحثية المتعلقة بالبيئة وإدارة النفايات والطاقة المتجددة.
وعن الدور الذي يمكن أن تؤديه الشراكة بين جامعة قطر وجامعة حمد بن خليفة، وتأثير هذا التعاون على المجتمع واقتصاد الدولة من خلال إجراء الأبحاث والبرامج المشتركة، عبر سعادة الدكتور حسن الدرهم رئيس جامعة قطر عن اعتقاده بأن للجامعات دورا أساسيا ورئيسيا في تعزيز الاقتصاد القائم على المعرفة، وأن التعاون والتكامل بين الجامعات مطلوب لتحقيق هذا الهدف.
وأضاف أن جامعة قطر تعليمية بالأساس، بينما تأسست جامعة حمد بن خليفة لكي تكون بحثية تستجيب للتحديات التي تواجه دولة قطر في جميع المجالات. وأنها تؤدي دورا رئيسيا في بناء هذا الاقتصاد المنشود من خلال المعاهد والمراكز البحثية التابعة لها وبرامج الدراسات العليا المتنوعة الموجودة فيها. وتابع الدكتور الدرهم بأن جامعة قطر أيضا تتمتع بقدرات متعددة من بينها أن عدد الطلبة يتجاوز خمسة وعشرين ألف طالب وطالبة، وأنه من المطلوب الربط بين الطلبة المتميزين من خريجي جامعة قطر وبين جامعة حمد بن خليفة، بحيث تتبناهم الجامعة ليصبحوا جزءا مهما من جهود تطوير القدرات البشرية في دولة قطر لبناء اقتصاد المعرفة.
وأكد أن الجامعتين تتمتعان بالمرونة، وهي ميزة مهمة جدا في مجال التعليم العالي في ظل المتغيرات السريعة التي نراها في عصر العولمة أو الثورة الصناعية الرابعة الكبرى التي نشهد إرهاصاتها وفي ظل الظروف التي رأيناها في جائحة كورونا (كوفيد - 19)، منوها بأن المرونة عنصر أساسي في الحوكمة تمكن الجامعات من مواجهة هذه التحديات بحيث تكون سباقة في تناولها بطريقة قادرة على تحويلها إلى فرص حقيقية، لافتا في الوقت نفسه إلى أن هناك الكثير من البرامج التي يمكن أن نبني عليها شراكة حقيقية، بالتعاون مع قطاع الصناعة والقطاع الحكومي أيضا.
وأعرب الدكتور الدرهم عن سعادته بالإطلاق المرتقب لاستراتيجية قطر للبيئة والتغير المناخي، مبينا أن هذه الاستراتيجية تحتوي على محور رئيسي يقوم على العمل مع الجامعات فيما يخص البحث العلمي، وأن هناك فرصا واعدة لنجاح هذه الاستراتيجية، خاصة مع إطلاق الصندوق الوقفي لجامعة حمد بن خليفة، والذي سيعزز جوانب الاستدامة في عمل الجامعة.
من جانبه، تحدث سعادة الدكتور محمد بن صالح السادة، وزير الطاقة والصناعة السابق، عن رؤيته لوسائل تعزيز التعاون بين المؤسسات التعليمية والحكومية، دعما لتنويع مصادر الاقتصاد القطري والمجتمع القائم على المعرفة، موضحا أن البحث العلمي هو ركيزة أساسية الآن في الاقتصاديات سواء اقتصاديات الإنتاج أو الخدمات، حيث يشهد العالم تطورا مطردا في مجال البحث العلمي. ولا تستطيع أي مؤسسة تعليمية أو بحثية، مهما كانت نجاحاتها، أن تقف في مكانها، إذ يجب عليها أن تستمر في مواجهة التحديات بشقيها التشغيلي والتطويري.
copy short url   نسخ
28/10/2021
769