+ A
A -
بقلم: د. بثينة حسن الأنصاري
خبيرة تطوير التخطيط
الاستراتيجي والموارد البشرية
أي كلام يكتب أو يقال سيظل ضئيلا أمام ما حفل به خطاب سيدي حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى -حفظه الله ورعاه- في افتتاح دور الانعقاد العادي الأول من الفصل التشريعي الأول، الموافق لدور الانعقاد السنوي الخمسين لمجلس الشورى، حقيقة لا مبالغة لا نجد في قواميس اللغة ما يوفي هذا الخطاب حقه، كما أن أي وصف لحالة السعادة التي عاشها الشعب القطري أمس ستظل دون الحقيقة، سعادة غامرة وأجواء مفعمة بروح التفاؤل نعيشها هذه الأيام لما جاء في الخطاب السامي.
كان أمس الأول علامة فارقة في مسيرة السياسة القطرية وفي تاريخ وطننا الغالي، ثقة سموه فيه وسام على صدر كل عضو من أعضائه وإشادة سموه بحسن سير العملية الانتخابية وسام على صدر كل عضو من أعضاء لجنة الانتخابات وعلى صدر كل مواطن سواء كان مرشحا أو ناخبا، وثناء سموه على المجلس السابق أيضا وسام على صدر كل عضو.
هذه الأوسمة تمنحنا شرف الحماس لمزيد من العمل والجهد والابتكار من أجل رفعة وطننا الحبيب، وتمنحنا شرف ترسيخ الولاء لقيادتنا التي وضعت دولتنا في هذه المكانة العالية والاعتزاز بالانتماء لأجمل اسم ننطقه «قطر».
لا أدري من أين أبدأ حديثي عن الخطاب، فكل فقرة فيه بل كل عبارة تستحق أن نقف عندها طويلا، شفافية مطلقة أطلعتنا على حقيقة وضعنا المشرف، اقتصاد قوي وقف صامدا في مواجهة الهزات والعواصف العاتية التي عصفت بالعالم منذ مطلع العام الماضي، والاقتصاد هو عصب الحياة فكلما كان بخير فالشعب بخير، ومحافظة قطر على ترتيبها الائتماني المرتفع لدى المؤسسات الائتمانية العالمية وعلى النظرة المستقبلية المـستـقـرة لاقتصادها إنجاز مشهود يحق لنا أن نزهو به ويحق علينا أن نتقدم بالشكر لقيادتنا الحكيمة، صناعة نمت وتطورت واحتلت المرتبة الرابعة في الناتج المحلي، وأي بلد تنمو فيه الصناعة فهو بخير، فالصناعة تعني الإنتاج وهذا هو المطلوب لأية دولة تنشد التقدم وتسعى لتحتل مكانة بين الدول المتقدمة.
كم سعدنا جميعاً بدعوة سيدي سمو الأمير إلى ضرورة تقييم ما حققته الاستراتيجيات الوطنية السابقة خلال إعداد الاستراتيجية الوطنية الثالثة، حتى نستطيع أن نعظم الإيجابيات ونعالج أية ملاحظات. وكما وجه سموه بوجوب أن يبين التقييم مدى التقدم الذي تم إحرازه في تحقيق أهداف رؤية قطر الوطنية، وخصوصاً على مستوى كفاءة القوى العاملة، والتنويع الاقتصادي، ومدى مشاركة القطاع الخاص في المشاريع الكبرى وقدراته التنافسية.
ومن أهم ما جاء في الخطاب أيضا اهتمام سمو الأمير بمعرفة المراحل التي توصلنا إليها في التوجه نحو الاقتصاد المعرفي، لأن الاهتمام باقتصاد المعرفة يعني الاهتمام بركائزه وفي مقدمتها الابتكار الذي يستند إلى البحث والتطوير من خلال نظام فعال يربط مؤسسات التعليم بكل مراحله بالمؤسسات الصناعية في البلاد بغية التطوير المستمر وأعتقد أننا بدأن نجني ثمرات هذا طالما احتلت الصناعة المرتبة الرابعة في الناتج المحلي، والاقتصاد المعرفي يعني أيضا الاهتمام بالبنية التحتية المبنية على تقنيات المعلومات والاتصالات، والتي تسهل تجهيز المعلومات والمعارف ونشرها وتبادلها وتكييفها مع الاحتياجات المحلية، فضلا عن الحوكمة التي تقوم على أسس اقتصادية قوية تستطيع توفير كل الأطر القانونية والسياسية التي تهدف إلى زيادة الإنتاجية والنمو، وبالنسبة للأطر القانونية فقد أشار سموه إلى أن التشريعات تتطور بتطور الحياة على مر التاريخ، كما أن التعليم وقد حظي بأهمية بالغة في الخطاب يعتبر العامل الأهم والأساسي في الإنتاجية والتنافسية الاقتصادية.
جملة القول إننا في قطر محظوظون بقيادتنا الحيوية التي جعلتنا في مواكبة مستمرة للمستجدات على الساحة العالمية في كل نواحي الحياة.
الحديث عن الخطاب يطول ومن أهمية ما جاء فيه سوف نقرأه مرات ومرات ونحتفظ به لأنه وثيقة تاريخية هامة، وفي الختام أكرر تهنئتي لأعضاء المجلس، كما أتقدم بالتهنئة لسعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم لانتخابه رئيسا لمجلس الشورى، وسعادة الدكتورة حمدة بنت حسن السليطي نائبا للرئيس، وأسأل الله التوفيق للجميع.
copy short url   نسخ
28/10/2021
764