+ A
A -
أدهم شرقاوي
قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم يوما لأصحابه: خيركم خيركم لأهلي بعدي!
وحفظَ خيرهمْ الدرس جيداً، فعندما أنشأ عمر بن الخطاب الدواوين، وكتبَ فيها نصيبَ المسلمين من الأعطيات، جعلَ أعلى راتبٍ من بيت المال هو راتب أمهات المؤمنين! ثم بعدهنَّ آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم كبار الصحابة من المهاجرين والأنصار من أهل بدر، ثم الذين أسلموا قبل الفتح، ثم بقية الناس!
وعندما أصابَ المسلمين قحط وجدب، وخرج عمر بن الخطاب ليستسقي بالمسلمين، نادى على العباس بن عبد المطلب، ودعا وقال: اللهم إنا كنا نستسقي بنبيك، وإنه قد مات، فالآن نستسقيك بعمِّ نبيِّك!
هكذا كان حُبُّ الصحابة لآل بيت النبوة فلا تصدقوا التاريخ المزور، ولا روايات المنحرفين بعقائدهم، فيتعبدون إلى الله ببغض الصحابة!
وكان عبد الرحمن بن عوف من أثرى الصحابة، وأغنياء أهل زمانه، وباع حديقةً له بأربعمائة ألف درهم، وقسم المبلغ بين أمهات المؤمنين!
وعن أم بكرٍ بنت المسور أن عبد الرحمن بن عوف باع في مرةٍ ثانية أرضاً له لعثمان بن عفان بأربعين ألف دينار، فقسم المبلغ بين بني زهرة أخوال النبي صلى الله عليه وسلم، وبين أزواجه!
وأرسل عبد الرحمن بن عوف مع المسور نصيب عائشة
فقالت له: من أرسل هذا
فقال لها: عبد الرحمن بن عوف
فقالتْ: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يحنو عليكُنَّ بعدي إلا الصابرون!
سقى الله ابن عوفٍ من سلسبيل الجنة!
الوفاء عزيز كما قالت العرب! والنبلاء يحفظون أحبة أحبتهم بعد موتهم، فانظروا إلى الذين تركوهم أحبتكم بعدهم، زوجة صديقك العزيز وأولاده من بعده كُنْ لهم الكتف والسند، صديقات أمك بعد موتها أكرمهن، أحباب أبيك بعد موته أجبر بخاطرهم!
قرأتُ مرةً عن شاب قال: ماتَ أبي وأنا صغير، واشتهيتُ أن أشتري دراجة، ولم يكن عند أمي مال، وكانت أمي قد حدثت أمامي أنها وجدت في وصية أبي رقم هاتف ويقول عنه إذا احتجتم شيئاً من بعدي فاتصلوا بهذا الرقم!
وكانت أمي عزيزة نفس، ولكني كنتُ صغيراً فاتصلتُ أنا دون علمها وقلتُ له: أنتَ لا تعرفني ولكن أبي رحمه الله قال أن إذا احتجنا شيئاً أن نتصل بك، وإني أريدُ دراجة أنا ابن فلان!
فلم تغب شمس ذلك اليوم إلا وقد جاء إلى بيتنا حاملاً الدراجة معه، وترك لأمي مبلغاً من المال، وقال لها: يا أختي يصلك مثله كل شهر بإذن الله!
يا للوفاء!
بقلم: أدهم شرقاوي
copy short url   نسخ
28/10/2021
1800