+ A
A -
فهد العمادي
بدأت يوم أمس حقبة جديدة في تاريخ دولتنا الحبيبة قطر مع انعقاد أول اجتماع لمجلس الشورى التاريخي والمنتخب في دورته الأولى.
حقبة بدأت بخطاب شامل ومتوازن وبمنتهى الوضوح والشفافية والحزم من حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه في كلمة رسمت خريطة الطريق لمستقبل البلاد، وشددت على نبذ التفرقة والقبلية وضرورة تعزيز الوحدة الوطنية والتماسك، فيعرف عن دولتنا ومجتمعنا بأنه مجتمع متماسك ومترابط منذ قديم الزمان بعيدا عن العصبية والقبلية وحتى الطائفية، وكان ذلك جليا أثناء الحصار الجائر على دولتنا الحبيبة، حيث ضرب مجتمعنا أروع الأمثلة في التكاتف والتعاضد، وبات نموذجا يحتذى به.
كما أكد سموه حفظه الله على أن المواطنة ليست استحقاقا فقط بل واجبات، وأن المواطنة القطرية المتساوية قيد التعزيز كذلك من خلال تعليمات صاحب السمو لمجلس الوزراء للعمل على التعديلات القانونية اللازمة التي تضمن تحقيق هذه الغاية، فمثل هذا الخطاب السامي يعكس دور القيادة في الحفاظ على مكتسبات الوطن، وأن يكون الجميع على قدر المسؤولية للحفاظ عليها.
نعم هي حقبة نتمنى أن تعزز وتدعم وتعمل على ترسيخ الوحدة والمصلحة الوطنية، وأن تكون مصلحة الوطن فوق كل اعتبار بعيدا عن أي تعصب أو محسوبيات أو شخصنة للأمور، فبلادنا ولله الحمد تسير بخطى ثابتة وتعيش نهضة كبيرة على جميع المستويات، ولذلك من الضروري أن يكون مجلس الشورى المنتخب يسير في خط متواز مع هذه النهضة، وأن يكون مصدر دعم لهذه العجلة لا أن يكون شوكة في خاصرة الحكومة والتنمية ويعطل المسيرة.
نعم هي حقبة ينتظر منها الشعب دورا ملموسا من مجلس الشورى، يحقق تطلعات مصلحة الوطن العليا، ويلامس نبض المجتمع ومتطلباته من تشريع القوانين وتعديل القوانين، بما يلبي احتياجات المواطنين وتنفيذ الوعود الانتخابية، فالتواجد في المجلس بمثابة مسؤولية كبيرة وثقيلة، وكلنا ثقة بأن أعضاء مجلس الشورى سيعملون جاهدين لتحقيق تطلعات وآمال الجميع.
أما دورنا كشعب، فعلينا أن نستنير بتوجيهات صاحب السمو حفظه الله ورعاه، وأن نعي تماما أن من ركائز تقدم الدول تماسك مجتمعها وترابطها وتنفيذ الواجبات تجاه الوطن بكل إخلاص وتفان والعمل بجد واجتهاد.
copy short url   نسخ
27/10/2021
1646