+ A
A -
علي كريم خضير كاتب عراقي
بعد المستوى المتدنِّي من المشاركة في الانتخابات العراقية الأخيرة يُسجلُ واقعنا الاجتماعي تراجعاً وقصوراً فكرياً في فهم العملية الانتخابية وفاعليتها في التغيير السياسي الحديث.. وقد يكون من بين الأسباب الرئيسة هو ما اعتادت عليه ذهنية الناخب العراقي من أفكار مستعادة لصورة الانتخابات، التي كانت تجرى في ظل النظام السابق، وكيف كانت تأتي بالأرقام الكبيرة مع بعضٍ من الكسور العشرية التي تدفع بها عن دائرة الشك والاتهام.
ويعلم الجميع بأنَّ هذه الأرقام ليست حقيقية، بل هي من فذلكات النظام في تسويق ادعاءاته إلى الجمهور والإعلام، الذي يقف في مقدمة الركب الممجّد والمبارك له بهذه النتيجة المميَّزة.
وإذا كانت صورية هذه الانتخابات قد تركت ظلالاً خيمت على واقعنا حتى اليوم، فإنَّ (مما زاد الطين بلّةً) كما يقال في المثل العربي أنّ انتخاباتنا في العصر السياسي الجديد قد تزايدت فيها صور الاحتيال على الناخب وأخذت الأفكار غير المشروعة تمرر عليه بفعل جهله بآليات الانتخاب الجديدة، ورجوع تصوراته إلى ما كانت عليه الانتخابات في النظام السابق، وأنَّ النتائج محسومة مسبقاً سواءً تم حضورنا أم لا. وهذه السطحية في تلقي بعض الأفكار المسمومة، هي من أوصل العراق إلى ظروف لا يُحسد عليها من التدهور في المجالات كافة. هذا إضافة إلى أن صوت الناخب الذي يتقاسمهُ الميزان الانتخابي لا يميز بين ناخبٍ واعٍ، وآخر لا يتحلى بالوعي اللازم، مما أربك المشهد السياسي في وصول شخصيات ركيكة فكرياً إلى مقاعد البرلمان.
إنَّ المواطن من حقّهِ بعدما تعرض إلى التهميش من السياسيين السابقين أنْ يجعل من الانكفاء سبيلاً لترجمةِ أفكارهِ، ورأيه الواضح بما تنتجهُ العملية السياسية من مخرجات مخيبةٍ للآمال على مدى الدورات السابقة.
{ الصباح العراقية
copy short url   نسخ
27/10/2021
69