+ A
A -
الدوحة الوطن
انطلقت في مبنى مجمع البحوث وعبر منصة «WebEx» فعاليات المنتدى والمعرض البحثي السنوي لجامعة قطر، بحضور عدد من أصحاب السعادة الوزراء وكبار المسؤولين بالدولة، إضافة إلى رئيس الجامعة ونوابه والمهتمين بشؤون البحث العلمي، ويعكس هذا الحضور الكبير أهمية هذا الحدث العلمي البحثي الذي يجتمع فيه الطلاب والباحثون والأكاديميون التابعون لكليات الجامعة العشر، والمراكز البحثية، والمؤسسات، وشركاء المصلحة، لتقييم ومراجعة النتاج البحثي للمؤسسة.
ويهدف هذا المنتدى إلى عرض الآلية التي تتبعها جامعة قطر في معالجة القضايا والتحديات التي تواجه المجتمع، وتعتمد هذه المعالجة على البحث القائم على الشراكات النشطة والتفاعلية مع الصناعة وشركاء المصلحة المختلفين، بما في ذلك المؤسسات والمراكز البحثية، حيث تهدف الجامعة من خلاله إلى تحقيق التعلم القائم على البحث والاكتشاف وريادة الأعمال.
هذا ويساعد المنتدى الباحثين والطلاب في الجامعة على الاستفادة من الفرص المتاحة من قبل الشركاء المعنيين، كما يسلط الضوء على الأبحاث المهمة التي تجرى في جامعة قطر والحائزة على مجموعة من الجوائز، بما يعزز رؤية الجامعة ويدعم الأولويات البحثية لدولة قطر وأهداف رؤية قطر الوطنية 2030.
يتناول المنتدى هذا العام موضوع «بناء المرونة في الجامعات: دور الابتكار وريادة الأعمال»، وقد قامت دار نشر جامعة قطر بنشر كتيب وقائع المنتدى، ويتضمن المنتدى كلمات للضيوف البارزين، إضافة إلى كلمة رئيسية يلقيها أحد أشهر الأساتذة في العالم، وفي كلمته في افتتاح المنتدى أكد سعادة الدكتور حسن بن راشد الدرهم رئيس جامعة قطر، أهمية تنظيم هذا المنتدى في موعده، وقال: «تعقدون هذا المنتدى بعنوان بناء المرونة في الجامعات: دور الابتكار وريادة الأعمال، وفي هذا تؤكدون على أن المرونة كانت ولا زالت على رأس أولويات مؤسسات التعليم العالي في كل مكان».
وأضاف الدكتور الدرهم في كلمته أن هذا الموضوع يكتسب أهمية حياتية خاصة في عصر العولمة والمنافسة والتصاعد غير المسبوق للتحديات والأزمات.
كما يتوافق موضوع المنتدى مع رؤية قطر الوطنية 2030 ذات الصلة بمشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية للدولة، كما يحتل بناء المرونة مكانة خاصة في الخطط الاستراتيجية التعليمية والبحثية لجامعة قطر، التي تتبنى سياسات وبرامج نظرية وعملية تساعد في إعداد خريجين قادرين على التكيّف والمواكبة الواعية للتغيرات وابتكار الحلول الناجحة لتلبية حاجات المجتمع ومتطلباته.
وقال الدكتور حسن الدرهم إن الجائحة كانت امتحاناً للمرونة في جامعة قطر وفرصة لتقليص الاعتماد على طرق العمل التقليدية وتوظيف التكنولوجيا الحديثة في تطوير مهارات التكيف والأداء الأكاديمي والإداري الافتراضي ومواصلة تنفيذ الخطط والمشاريع، إلى جانب استمرار الخدمات والحفاظ على صحة وسلامة كوادر الجامعة وطلابها.
وأشار إلى أن جامعة قطر والقائمين على المنتدى يدركون أن المرونة في الجامعات ليست عملية آنية ولا مجرد فكرة تناقش أو موضوع يدرّس، وإنما هي جهد مستمر واستراتيجية تعتمد وركن أساسي في تنظيم الجامعات وحكومتها، ونؤكد على ضرورة حماية المرونة عبر المزيد من المرونة في القوانين والتشريعات وإدراجها في برامج المدارس والمعاهد ومنذ أبكر مراحل التعليم.
واختتم كلمته بالقول: «نفخر بانعقاد هذا المنتدى العالمي في جامعة قطر، وتسرّنا مواضيعه واستقطابه للعديد من الباحثين والشركاء وصناع القرار، وسوف نستمر في دعمه وتطويره كمنصّة شراكة وتعاون بين مؤسسات التعليم العالي من مختلف الأرجاء»، مشيراً إلى أن منتدى اليوم ثمرة جهود مخلصة لقطاع البحث والدراسات العليا وجامعة قطر.
وتضمنت الجلسة الافتتاحية كلمة لسعادة السيد أحمد بن محمد السيد وزير الدولة ورئيس مجلس إدارة ھيئة المناطق الحرة، أشاد فيها بما وصلت إليه جامعة قطر من تطور بحثي ومستواها المتقدم في التصنيفات العالمية للجامعات، وقال: «إن موضوع المؤتمر مهم جداً لأنه يناقش موضوع المرونة في البحث العلمي والتعامل مع التحديات المختلفة، مبرزاً في هذا المجال نجاح قطر بفضل مرونتها في التعامل مع جائحة كورونا، وتخفيف آثارها الاقتصادية والاجتماعية والصحية. وتحدث سعادته عن هيئة المناطق الحرة التي قال إنها عكفت على إعداد خطة مرنة تتوافق مع متطلبات الحداثة، واستخدمت التقنيات العلمية الحديثة في كل مراحل عملها، وعقدت شراكات عالمية مع قطاعات المال والأعمال عبر العالم، وقال إن الهيئة تدعم التفوق العلمي والإبداع والابتكار، ولذلك فقد نجحت في ربط شبكة واسعة من العلاقات، حيث تتمتع المناطق الحرة بطيف واسع من الخيارات والقطاعات الجاذبة للاستثمار، وهو ما مكّنها من استقطاب أفضل الشركات وتحفيزها على التدريب والتطوير في المجالات المختلفة، من خلال توفير بيئة تنظيمية واقتصادية جاذبة والحفاظ على حقوق الملكية الفكرية، وقال إنه يتطلع إلى توافد خريجي جامعة قطر للاستفادة من فرص العمل التي سوف تتيحها الشركات المسجلة في المناطق الحرة.
وفي كلمة المنتدى الرئيسية، تحدث سعادة الوزير الدكتور عبدالله السبيعي وزير البلدية والعضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة الريل، حيث عبر عن سعادته للمشاركة في هذا المنتدى الهام الذي تنظمه جامعة قطر بشكل سنوي، مثمناً ما تشهده الجامعة من تطور علمي وبحثي هو ثمرة جهود إدارتها ومنتسبيها، وقال وزير البلدية إنه سيتحدث عن أهمية المرونة في تنفيذ المشروعات من خلال تجربة شركة الريل التي تلعب دوراً حيوياً في جهود الدولة لإيجاد اقتصاد متنوع قائم الاستدامة وإنجاز المشاريع الضخمة والتعامل مع التحديات التي تصاحبها عادة.
وقال إن المشاريع الضخمة كثيراً ما تتعرض للتأخير أو زيادة التكاليف، ولكن المشروع نجح بفضل جهود الدولة والفرق العاملة فيه والمتابعة الحثيثة من سمو الأمير المفدى في أن يكتمل قبل المدة المحددة له وتم تخفيف تكاليفه بنحو 9 %.
وأكد سعادة الدكتور عبد الله السبيعي أنه من أجل تحقيق أهداف المشروع يجب أن تكون الأهداف واضحة للعاملين في المشروع وأصحاب المصلحة الرئيسية، كما تتطلب المصلحة العامة للدولة حوكمة المشروع بطريقة جيدة، والتدخل السريع لإدارة المشروع لتغيير الخطط أو تعديلها وفق مصلحة العمل، وإدارة المخاطر، وتوفير التدفقات المالية اللازمة وإدارة سلاسل التوريد بطريقة مناسبة، وهي العوامل التي جعلت مشروعاً بحجم ضخامة مشروع الريل ينجح هذا النجاح الكبير، وهو المشروع الذي رصدت له ميزانية تقديرية بعشرات المليارات وعمل فيه آلاف العمال وعشرات آلاف المقاولين ولكن دقة الإدارة وكفاءتها مكنت من تحقيق الهدف وبأقل التكاليف.
وقد قدمت الأستاذة الدكتورة مريم المعاضيد، نائب رئيس جامعة قطر للبحث والدراسات العليا، لمحة عامة حول أنشطة البحث والدراسات العليا في جامعة قطر، ورحبت بالضيوف والمشاركين في المنتدى البحثي السنوي لجامعة قطر 2021، الذي يعقد تحت عنوان «المرونة في الجامعات: دور الابتكار وريادة الأعمال».
وقالت: «اخترنا المرونة موضوعاً لهذا المنتدى لارتباطها الوثيق مع الإبداع والابتكار، ولكونها شرط التكيف مع المتغيرات ومفتاح الحلول الناجعة للمشاكل والتحديات».
وأشارت إلى أن المرونة في زمن الكوارث والأزمات، كما هو اليوم، تكتسب أهمية تتجاوز أي وقت مضى، فهي طوق النجاة وضمانة سلامة المجتمع والمؤسسات، وقد علّمنا التاريخ أن الكوارث تنتج المبدعين الذين يحوّلون الأزمات إلى فرص ريادية ناجحة.
وقالت إن المطلوب من الجامعات هو إنتاج المعرفة وقيادة المجتمع، لأنها على رأس الجهات التي تتبنى المرونة استراتيجية تطوّرها حسب الزمن والمستجدات.
ويولي قطاع البحث والدراسات العليا في جامعة قطر اهتماماً متصاعداً لموضوع المرونة والابتكار في البحث والتعليم، تعزيزاً لقدرات مواجهة الطوارئ والحاجات الراهنة، وتحسباً للمستقبل والمفاجآت على ضوء الدروس المستفادة من الجائحة.
وأشارت الدكتورة مريم المعاضيد إلى أنه في هذا السياق أطلقت الجامعة خطة الأولويات البحثية الأساسية والتحوّلية المتماشية مع استراتيجية التنمية الوطنية للدولة. ونقوم بمراجعة دورية للبرامج والسياسات بما يساعد على توطين التكنولوجيا وتلبية متطلبات المبدعين ودعم براءات الاختراع إلى جانب تطوير المنح والتمويل والتسويق والشراكات الداخلية والخارجية وغير ذلك من الممارسات التي ترفد مساهمة المراكز البحثية والباحثين في بناء اقتصاد المعرفة والاستدامة. وأكدت أن جامعة قطر تواصل التوسّع والتحديث في برامج الدراسات العليا وتوفر للطلبة الفرص وشروط تخرجهم كوادر ناجحة في سوق العمل وقادرة على الابتكار في الاستثمار وريادة الأعمال، لتعبر عن سعادتها بأن يأتي منتدى اليوم ثمرة تعاون بين جامعة قطر وشركاء محليين وعالميين مرموقين، ويجمع نخبة من الباحثين وأصحاب المصلحة والقرار يناقشون دور الجامعات في بناء المرونة الإبداعية والابتكارية في حقول البحث والتعليم وريادة الأعمال وفي تحقيق أهداف التنمية المستدامة، إضافة إلى حماية قيم المجتمع وهويته، مع مواكبة العصر والمساهمة في صنع مستقبل الأجيال القادمة.
copy short url   نسخ
26/10/2021
236