+ A
A -
كتب - محمد أبوحجر
أكد مسؤولو برنامج التميز الأكاديمي بجامعة قطر أنه تم تطوير الخطة الدراسية الجديدة للبرنامج لتتضمن مقرر (مقدمة في التميز) الذي يمهد للطلبة أسس تعلم وتعليم التميز الأكاديمي، ثم ينطلق في رحلة مع 8 وحدات دراسية تُقدَّمُ بشكل مرن عملي تطبيقي، مثل: التفكير التصميمي وريادة الأعمال والقيادة في عصر التحول الرقمي وخبرات الأساتذة في منهجيات البحث العلمي متعدد التخصصات، وتُقدَّم هذه المواد باللغة العربية واللغة الإنجليزية، وفق سياسة جامعة قطر وتحرص على تعزيز القيم والهوية والانفتاح الواعي على العالم.
وأضافوا أن الخطة الجديدة للبرنامج تأتي ضمن حركة التطوير الكبرى التي تشهدها الجامعة نحو التحوّل في التعليم العالي في دولة قطر، حيث تتبوأ الجامعة دورًا قياديًا في تشكيل وتمكين عملية التحوّل في نظام التعليم العالي في قطر. وتأتي الخطة الجديدة ضمن غاية الجامعة نحو التميّز في التعليم، على أن تُعرف الجامعة إقليميًا بتوفيرها للتعليم التحوّلي المتمركز حول المتعلّم، والمعتمد على التطبيق العملي، والمُستند على البحث العلمي، والقائم على منظومة الكفاءات، والمُعزّز بالرقمنة، والداعم للريادة.
وتقدم جامعة قطر هذا البرنامج مجانا للطلبة، بالإضافة لربط الطلبة بمؤسسات وجهات متخصصة توفر فرصا تدريبية وتؤهلهم للابتكار المجتمعي وتنمية مجتمعاتهم. وبالرغم من انطلاقة الخطة الدراسية حديثا (ربيع 2021) إلا أنها شهدت إقبالا غير مسبوق من الطلبة، حيث يتم اختيار 100 طالب فقط من بين ما يقارب 600 طالب وطالبة مترشحا ومهتما بالتسجيل بالبرنامج. فالبرنامج يشترط عدد 6 فصول دراسية متبقية على تخرج الطالب؛ ليستطيع الالتحاق بالوحدات الدراسية والاستفادة من الفرص المقدمة، كما أن الطالب يجب أن يحصل على معدل 90% فأعلى في الثانوية العامة، إن كان حديث الالتحاق بالجامعة أو معدل 3.3 إن كان مقيداً من قبل.
وأكدوا أن البرنامج يعد فرصة مميزة لطلبة الثانوية العامة عند دخولهم الجامعة لاكتشاف شغفهم وتحقيق طموحاتهم، حتى لو لم يحصل على قبول في الكلية التي رغبوا بها كخيار أول، فبرنامج التميز الأكاديمي يقدم فرصة ذهبية بديلة لتوظيف قدراتهم من خلال مجتمعات التعلم، حيث يضم طلبة من جميع التخصصات ويقدم لهم موضوعات حديثة بطرق مبتكرة. كما شهدت انطلاقة البرنامج ربيع 2021 شراكاتٍ وتعاونا من جهات مختلفة، حيث يقدم مركز قطر للتوجيه المهني برنامجا صُمم خصيصا لطلبة البرنامج؛ لإدارة الوعي المهني وتعزيز ثقافتهم المالية والمهنية، بالإضافة لشراكة مع رابطة المرأة القطرية، شركة إطلاق، مركز تربية، وشركة مايكروسوفت قطر.
ويستكمل برنامج التميز الأكاديمي التعريف بالخطة الدراسية الجديدة وتوعية المجتمع المحلي والعالمي بطبيعة الخطة الدراسية وأهميتها، حيث تم عقد لقاء خاص بداية العام الأكاديمي تميز باستضافة الأستاذ الدكتور جون زوبيزاريتا عميد الدراسات الجامعية في كلية كولومبيا، كذلك السيد سوكيتو بافسر الرئيس الحالي للمجلس؛ كمتحدثين رئيسيين وتعتبر هذه المرة الأولى التي يتم استضافة شخصيات من المجلس الوطني الأميركي للتميز الأكاديمي، والذي يعتبر مظلة لجميع برامج التميز الأكاديمي في العالم؛ وليشاركوا بفعالية تعد الأولى من نوعها في العالم العربي، حيث شاركوا المهتمين بأهم الممارسات وأهم الفرص التي يمكن للطلبة والمجتمعات تعزيزها.
تعزيز الاستراتيجية
وتعليقا على أهمية البرنامج، يقول الأستاذ الدكتور إبراهيم الكعبي عميد الدراسات العامة: «إن البرنامج هو أحد البرامج المهمة في عمادة الدراسات العامة التي تعزز استراتيجية جامعة قطر للتميز في التعليم؛ لتحقيق رؤية الجامعة ورؤية دولة قطر 2030، وتضع الجامعة آمالا كبيرة على هذا البرنامج لتخريج عينة منتقاة من الطلبة مسلحين بمهارات القرن الحادي والعشرين، ليكونوا فاعلين في مجتمعاتهم».
ومن جانبه، هنأ الأستاذ الدكتور عبدربه سليمان مدير برنامج التميز الأكاديمي خريجي برنامج التميز الأكاديمي ودعاهم لتحقيق أعلى درجات الطموح على الصعيد الشخصي والأكاديمي والمهني وتمثيل البرنامج ووطنهم بصورة مميزة، خاصة وأن البرنامج يسعى حاليا لعقد شراكات مع وزارات وجهات توظيف تهتم باستقطاب خريجي التميز وتوفير بيئة عمل مناسبة لإطلاق قدراتهم خاصة بعد تصميم الخطة الدراسية الجديدة وفق أهم التوجهات العالمية. مؤكدًا أن خريجي البرنامج يتميزون بمهارات تواصل وتفكير ناقد وتوظيف مهارات رقمية مميزة، بالإضافة لاستمرار التعلم وسط بيئات متنوعة ثقافيا واجتماعيا؛ لتحقيق مهارات القرن الحالي ومتطلبات مهن المستقبل».
وبدوره، قال الدكتور فراس حموري عضو هيئة التدريس بالبرنامج: «الطلبة الأعزاء كما يقولون: «مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة»، وهنا في برنامج التميز الأكاديمي في جامعة قطر نقول لكم: مشوار النجاح يبدأ بانضمامك إلى برنامج التميز الأكاديمي في جامعة قطر، والذي يهدف إلى إخراج طاقات التميز والنجاح الكامنة لديكم إلى أرض الوجود، واستغلالها بالشكل الأمثل؛ لتحقيق المزيد من النجاح في الجانب الأكاديمي، وكذلك التمهيد للنجاح في الجانب المهني. إن كنت تبحث عن تطوير قدراتك المعرفية والاجتماعية والمهنية، هذه فرصتك؛ فاغتنمها».
هذا وعدد طلبة البرنامج المهارات التي اكتسبوها من خلال انضمامهم لبرنامج التميز الأكاديمي حيث قالت الطالبة سمية الكواري: «لقد تناولنا أنا وأخواتي الطالبات الكثير من المواضيع والمهارات التي يجب نكتسبها والتي تلزمنا لمواكبة هذا الجيل ومتطلباته. فالتركيز على الجانب الحياتي والتعامل مع التحديات وتحليلها وحلها بشكل مبتكر وذكي لا يقل عن أهمية الجانب الأكاديمي، فهما وجهان لعملة واحدة، فالبرنامج يقوم على توسيع مداركي وآفاق عقليتي والنظر إلى العالم وتحدياته بشكل مختلف تماماً. إن هذا البرنامج هو الوحيد في الشرق الأوسط، وأنا سعيدة جداً بما قدموه لنا وما سيقدمونه في الفصول الأخرى، وإني أنصح جميع الطلبة من مختلف التخصصات في جامعة قطر الذين يشعرون بأنهم يريدون التغيير نحو الأفضل وتكوين شخصية مُلمة بجميع المهارات؛ بأن ينضموا إلى هذا البرنامج، وإني واثقة أنهم سيستفيدون بشكل كبير جداً. كما أنني أطمح بأن أكون عنصراً فعالاً في المجتمع، عنصراً ينتج أكثر مما يستهلك، فالمرحلة ما بعد التخرج هي فترة التأسيس العملي؛ لذلك سأبدأ في مسيرتي المهنية وصب كل ما تعلمته واكتسبته من الخبرات والمهارات أثناء تحقيق رسالتي، ألا وهي التخرج من الجامعة في بكالوريوس هندسة الحاسب الآلي في سبيل تحقيق الأفضل لهذه الدولة الحبيبة. فقد انضممت إلى برنامج التميز الأكاديمي في خريف 2020 عقب تخرجي من الثانوية العامة، وبدأت رحلة الاستكشاف واكتساب الخبرات في ربيع 2021».
من جانبها، قالت الطالبة جنى البغا: «أنظر دوماً نحو التميز والإبداع؛ حتى أكرمني الله بأن أكون طالبة تميز تطمح لإكمال دراستها ضمن هذا البرنامج المبتكر والذي يشرف عليه العديد من الكفاءات؛ لتأسيس شركة أحلامها لتصنيع الروبوتات التي تخدم مختلف فئات المجتمع وابتكار آليات جديدة تعمل على جذب أكبر عدد من المستفيدين وبأسعار مميزة».
وقالت الطالبة سارية الفرواتي: «أصبحت ثقتي بنفسي وشجاعتي في التحدث والمشاركة أفضل بكثير بسبب الفرصة التي أتاحها البرنامج لمشاركة الآراء والأفكار بين الطلاب والأساتذة الجامعيين. إن رحلتي مع البرنامج استثنائية، وأنا أحاول أن أحصل على أكبر قدر ممكن من الفوائد، لأنها تجربة لن تتكرر بمرور الوقت، وأوصي أي طالب ألا يتردد في الانضمام إلى البرنامج الذي من شأنه أن يمنحه فرصة للتنافس على العقبات الصعبة في المستقبل».
أما الطالب سيد عباس فيقول: «المهارة الأكثر أهمية التي طورتها هي مهارة إجراء البحوث، فمن خلال برنامج التميز الأكاديمي تمكَّنت من تعلم كيفية إجراء الأبحاث العلمية: ابتداءً من الدراسات الاستقصائية الأولية إلى استخلاص النتائج القيمة، وبالإضافة إلى ذلك، ساعدني البرنامج في فهم قيمة التعلم مدى الحياة، وكذلك ما وراء المعرفة. كما أدرك أن البرنامج قد أضاف، كذلك، إلى مهاراتي في التفكير النقدي».
من جانبها، قالت الطالبة فاطمة عبد الرحمن: «دفعني كوني جزءًا من برنامج التميز الأكاديمي؛ إلى تطوير قدرتي على التفكير النقدي، حيث يجمع البرنامج الطلاب من جميع الخلفيات المختلفة لتشكيل مجتمع كبير. لذلك، أتيحت لي الفرصة لرؤية الأشياء من وجهات نظر مختلفة، من خلال التفاعل مع هذا المجتمع. علاوة على ذلك، ساعدني برنامج التميز الأكاديمي في تطوير مهارتي في التفكير التصميمي ووضعها موضع التنفيذ، حيث طُلب مني العمل في مجموعة للتفكير في مشكلة يواجهها الطلاب في جامعة قطر والتوصُّل إلى حل لها، وذلك بالتعاون مع الطلاب الذين تواجههم المشكلة. لقد ألهمني البرنامج للذهاب إلى أبعد من التعلم في الفصل الدراسي؛ لقد حفَّز فضولي الفكري وجعلني أطبِّق المفاهيم في حياتي اليومية. ولدينا فرصة للتفاعل المباشر مع أعضاء هيئة التدريس والعمل معًا لتحقيق أهدافنا الأكاديمية والمهنية».
copy short url   نسخ
24/10/2021
544