+ A
A -
السنوسي بسيكري كاتب ليبي
مثّل مؤتمر دعم استقرار ليبيا، الذي انعقد اليومين الماضيين في طرابلس، إضافة إلى رصيد حكومة الوحدة الوطنية، إذ يمكن لرئيس الوزراء أن يتباهى بأنه نجح في أن يفرض طرابلس لتكون محطة من بين محطات التسوية بعد أن تاهت القضية الليبية بين عواصم عربية وأوروبية بحثا عن التوافق بين الفرقاء الليبيين وذلك منذ العام 2014م. ومن الملاحظ أن معارضة بعض المبرزين السياسيين للمؤتمر هي تعبير عن قلقهم من المكاسب التي يحققها الدبيبة والذي صار المرشح الأقرب للفوز في الانتخابات الرئاسية في حال أقيمت في نهاية ديسمبر المقبل.
مبادرة دعم استقرار ليبيا جهد ليبي بحسب ما صرحت به وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش، إلا أني لا أستبعد أن تكون واشنطن أو إحدى العواصم الأوروبية قد أوحت بالفكرة لحكومة الوحدة الوطنية أو لوزارة الخارجية، ذلك أن مضمون وغاية المبادرة تخدم أهم أهداف تلك الأطراف، وهو الاستقرار أو التوافق الذي يقود إلى خروج الروس من البلاد. وبحسب المبادرة، فإن غايتها اعتماد إجراءات عملية لتنفيذ مقررات برلين 1 وبرلين 2 وقرارات مجلس الأمن خاصة القرارين رقم 2570، 2571، وكذلك خريطة الطريق. وتقوم المبادرة على محاور ثلاثة، هي السياسي من خلال استكمال خريطة الطريق وصولا إلى الانتخابات في 24 كانون أول (ديسمبر)، والأمني بتنفيذ استحقاقات الاتفاقية الأمنية لمجموعة 5+5 والتي من أهم بنودها إخراج المرتزقة والقوات الأجنبية، والاقتصادي من خلال تعزيز النمو وتحرك عجلة التنمية. من المهم الاستدراك على حالة التفاؤل التي أشاعها المؤتمر بالقول إن مبادرة استقرار ليبيا ستكون حبرا على ورق وقد لا يكون لها فرصة لتحقيق ما وضعته من أهداف، وذلك إذا استمر التخبط على المستوى الدولي واستمر تردد واشنطن في الضغط لأجل استكمال استحقاقات الانتخابات وفق مقاربة توافق عادلة، وهو ما لا يمكن الجزم به، وننوه إلى أن تمثيل الولايات المتحدة في المؤتمر كان ضعيفا.
{ عربي 21
copy short url   نسخ
24/10/2021
231