+ A
A -
الدوحة - الوطن
تزخر البيئة القطرية بالعديد من الحيوانات والطيور التي تجول سهول ووديان قطر، فيما تعمل الدولة جاهدة على بلورة استراتيجية شاملة للبيئة لضمان حماية وصون هذه الحيوانات والطيور من التناقص والانقراض سواء كان ذلك بسبب التوسع العمراني أو جراء الصيد العشوائي، علاوة على غياب الوعي لدى الكثير من الناس بمدى أهمية ودور هذه الكائنات في توازن الطبيعة
وتعيش في البيئة القطرية مجموعات كبيرة من الحيوانات مختلفة الطباع والألوان والتغذية وأماكن الانتشار.
وقد أولت دولة قطر الحياة الفطرية أهمية بالغة، وذلك بالمحافظة عليها وإنمائها وحمايتها من الانقراض، حيث صدر مرسوم أميري بقانون (19) سنة 2004 بشأن حماية الحياة الفطرية ومواطنها الطبيعية، كما سعت الدولة إلى إنشاء العديد من مناطق الصون والمحميات الطبيعية، بغرض حماية وصيانة الأنظمة البيئية ومكوناتها. ويتولى قطاع المحميات الطبيعية مهام إدارة هذه المناطق والحفاظ على مفرداتها البيئية، واقتراح السياسات والبرامج والأنشطة الكفيلة بالحفاظ على عناصرها.
وفي إطار تلك الاستراتيجية، أنشأت قطر عددا من المحميات الطبيعية لزيادة الأنواع المختلفة من الكائنات مع التخطيط السليم للاستفادة منها، كما صادقت على الاتفاقية الخاصة بالتنوع البيولوجي في عام 1996م، وفوق كل ذلك يعتبر إنشاء المجلس الأعلى للبيئة والمحميات الطبيعية تأكيدا على حرص الدولة واهتمامها بحماية البيئة وصيانة مكوناتها والحفاظ على الحياة الفطرية وإنمائها.
ومن أبرز حيوانات البيئة القطرية المها العربي وهو من جنس البقر الوحشي ويعرف بالوضيحي لأنه واضح الروءية نتيجة لونه الأبيض القريب من الفضة في لمعانه ويغطي جسمه بشعر ناصع البياض، بينما القوائم وبعض مناطق الرأس وطرف الذيل مغطاة بشعر داكن قريب من السواد المحلي بالبياض، مع وجود بقعة بنية اللون على الوجه والأرجل.
وللمها قرون طويلة مدببة وحادة يتراوح طولها بين 70 و75 سنتميترا، وتكون قرون الإناث أطول وأكثر تدببا، ويتراوح طول الذيل بين 19 إلى 25 سنتيمترا، فيما يتراوح وزن المها بين 80 إلى 100 كيلوجرام، وهو متنوع الغذاء ولا يعتمد على نوع واحد من النباتات. ويبدأ المها في التكاثر عند سن 3 سنوات، وتتراوح فترة حمل الإناث بين 260 إلى 264 يوما أي حوالي 9 أشهر بعدها تلد الإناث مولودا واحدا، وتستطيع المها أن تحمل مرة أخرى بعد 3 أو 4 يام من الولادة وتعرف صغارها بالغضيض أو الفراقد، ويتراوح العمر الطبيعي للمها ما بين 20 إلى 25 سنة، ونجحت قطر في إعادة توطين المها إلى بعض المحميات التي أعدت لتربيتها باتباع أفضل الأساليب العلمية المتطورة.
ومن حيوانات البيئة القطرية غزال الأدمي «العربي» وغزال الريم ويعرف بغزال الرمال، فالأول يتسم بالرشاقة والعيون الواسعة ولونه أحمر بني في الأجزاء العليا من الجسم، وتوجد علامات واضحة على الوجه وشريط داكن اللون على الخاصرتين ولون ذيله أسود، وللذكر قرون منحنية للخلف يستخدمها في العراك مع منافسيه لفرض سيطرته على قطيع من الإناث وقرون الأنثى أقصر. أما النوع الثاني (غزال الريم)، فهو من رتبة زوجية الحوافر، وجميع الغزلان تتشابه غالبا في الشكل العام واللون، وهو رشيق أيضا وله قرون على شكل حرف «اس» بالإنجليزي، ويرتاد في أماكن تواجده المناطق شبه الصحراوية والصحراوية، وتلد الإناث مولودا واحدا أو توأما.
وهناك الأرنب البري المعروف بالأرنب الصحراوي، ويتميز بصغر جسمه وأذنيه الكبيرتين، ويتغذى على الشجيرات والأعشاب، وتضع أنثاه عادة اثنين من الصغار، وينتشر الأرنب البري في البيئة القطرية بصفة خاصة في المناطق الساحلية والكثبان الرملية.
أما الجربوع «اليربوع»، فهو من القوارض الصحراوية، ويتميز بلونه الأصفر المائل للبني من الناحية الظهرية لمساعدته في التخفي، ويتغذى على الحبوب والبذور وأوراق الشجيرات وأحيانا بالحشرات، وهو حيوان ليلي يبحث عن طعامه ليلا ليتجنب الأعداء، وتلد أنثاه في كل مرة ما بين 4 إلى 6 من الصغار، ويعيش في البيئة القطرية بالمناطق الصحراوية وشبه الصحراوية.
ومن حيوانات البيئة القطرية أيضا القنفذ الذي يتغطى جسمه بأشواك مدببة بيضاء اللون وله شعر كثيف يكسو وجهه وأطرافه وبطنه ويمتلك خمسة أصابع مزودة بمخالب، ومن بين مميزاته طول الأرجل لحماية جسمه من حرارة الرمال العالية وللسماح لنسمات الهواء البارد بالمرور تحت جسمه، ويتغذى القنفذ أساسا بالحشرات وبعض الحيوانات الصغيرة والطيور، ويقوم بالبحث عن طعامه ليلا.
ويعيش الذئب العربي وهو من الثدييات التي تتبع العائلة الكلبية في التلال والسهول المنبسطة في البيئة القطرية، ويتميز الذئب العربي بأنه صغير البنية ويتدرج لونه من البني إلى الرملي، ويتغذى على الحيوانات المختلفة وتكاثره عادة في الفترة من يناير إلى مارس ومدة الحمل تصل إلى 9 أسابيع، وتلد أنثاه من 3 إلى 5 من الصغار، ويصل عمر الذئب إلى عشرات السنوات.
ابن آوى هو أيضا من العائلة الكلبية التي تعيش في البيئة القطرية، ويشبه صغار الذئاب وشعره أشعث خشن، ولونه غالبا ما يكون بنيا منقطا بالأسود في منطقة الظهر ومنقطا بالأبيض من الجهة البطنية، وذيله قوي ملون بالأسود والأبيض والبني الضارب في الصفرة، فيما يتميز القط البري بأن له نفس حجم القط المنزلي ولونه ضارب في البني مع بعض الخطوط والبقع الفاتحة.
وفي البيئة القطرية يعيش أيضا قط الرمال «القط الرملي» وهو أصغر القطط ورأسه كبير جدا وعريض ومسطح وأذناه كبيرتان تمتازان بسماع أصوات الفرائس، ويتغذى على الثدييات الصغيرة والقوارض والجرابيع والطيور الصغيرة، ويتزاوج شتاء لفترة حمل تصل شهرين تقريبا وتضع الأنثى من 2 إلى 4 هرات ويعيش في بيئات الصحاري والأراضي العشبية.
أما الوشق واسمه المحلي «اتفه»، فهو من العائلة القططية، ولونه رملي محمر، ويتغذى الوشق الذي يعتبر قط صيد ماهرا على الطيور والزواحف والأرانب البرية والجرابيع، ويبدأ تزاوجه في الشتاء.
أما النمس الهندي الرمادي واسمه المحلي «بلعريض»، فهو حيوان ثديي يأخذ اللون البرتقالي الذي يميل إلى لون الصدأ الخفيف وذيله طويل وخشن ويتغذى على الطيور والبرمائيات والبيض والحشرات والفئران والأسماك. أما الثعالب فتنتشر في مناطق برية مختلفة من البيئة القطرية ولكن بأعداد قليلة، ويرجع ذلك لتعرضها للصيد من قبل هواة الصيد أو تعرضها لحوادث الطرق. والثعالب الحمراء أكبر حجماً من ثعالب روبل الرملية، وتتباين ألوانها تبعاً للفصول وطبيعة المنطقة التي تعيش فيها بين الرملي الفاتح والبني المائل إلى الحمرة. أجزاء الثعلب الأحمر الخلفية لونها رمادي داكن وغالباً ما توجد علامة غامقة تمتد من عينه إلى فكه. في الشتاء يكون فراؤه أكثر سماكةً وأغمق لوناً من فراء فصل الصيف، أما الذقن والبطن فيميلان إلى اللون الأبيض، مع منطقة رمادية غامقة عند أسفل الحنجرة. طول ذيله يزيد على طول نصف جسمه وهو كثيف وله طرف أبيض.
copy short url   نسخ
24/10/2021
967