+ A
A -
حوار أكرم الفرجابي
قال الدكتور سيف بن علي الحجري، رئيس لجنة برنامج «شجرة بلادي»، إن حماية البيئة القطرية مسؤولية مشتركة لكافة أفراد المجتمع وليست مسؤولية الدولة وحدها، كما أن نظرة الإسلام للبيئة ومواردها الطبيعية تقوم على أساس منع الإفساد وحمايتها والمحافظة على مكتسباتها لتكون الحياة في حالة مستمرة من البناء والتنمية المستدامة باحتساب حقوق أجيالنا القادمة، فالحفاظ على البيئة لم يعد ترفاً في وقتنا الراهن الذي وصل التلوث فيه لكل شيء من حولنا وانتشرت الكوارث البيئية الناجمة عن هذا التلوث في العالم بما يستدعي منا جميعاً وقفة جادة للتخفيف من حدته ومن آثاره الضارة بالبيئة.
وأضاف أن ارتباط شعار احتفالات اليوم الوطني للدولة بأهمية الحفاظ على البيئة القطرية هو توعية للناشئة وحث للأجيال على اتباع نهج الآباء والأجداد في الحفاظ على بيئتنا.
واستعرض د. الحجري، في حوار مع الوطن، الأهداف التي يتبناها برنامج «شجرة بلادي» فيما يخص التركيز على تعزيز التوعية بالقضايا البيئية والتشجير، مبيناً أن زيادة وعي المجتمع بأهمية الغطاء النباتي في الحفاظ على البيئة من التدهور والتصحر وإضفاء المزيد من مظاهر البهجة على البيئة من أهم أهداف البرنامج.
بداية، نود أن نسأل عن مسؤولية أفراد المجتمع في حماية البيئة والحفاظ عليها؟
- حماية البيئة القطرية مسؤولية مشتركة لكافة أفراد المجتمع وليست مسؤولية الدولة وحدها، كما أن نظرة الإسلام للبيئة ومواردها الطبيعية تقوم على أساس منع الإفساد وحمايتها والمحافظة على مكتسباتها لتكون الحياة في حالة مستمرة من البناء والتنمية المستدامة باحتساب حقوق أجيالنا القادمة، ولقد نهى الله سبحانه وتعالى عن الإفساد في الأرض بقوله تعالى: (وَلاَ تُفسدُوا في الأَرض بَعدَ إصلاَحهَا وَادْعُوهُ خَوفًا وَطَمَعًا إنَّ رَحمةَ اللّه قَريبٌ منَ المحسنينَ)، فالحفاظ على البيئة لم يعد ترفاً في وقتنا الراهن الذي وصل التلوث فيه لكل شيء من حولنا وانتشرت الكوارث البيئية الناجمة عن هذا التلوث بما يستدعي منا جميعاً وقفة جادة للتخفيف من حدته ومن آثاره الضارة بالبيئة.
نرجو أن تحدثنا عن التوعية بأهمية التخضير والتوسع في إنشاء المسطحات الخضراء بالدولة؟
- التشجير وزيادة المساحات الخضراء من أهم الأولويات التي تتنافس عليها البلديات لإظهار مدى عنايتها بالمدينة، وخاصة في المناطق الصحراوية التي تشكو من ارتفاع درجات الحرارة والعواصف الترابية والرملية، نظراً لما تحققه النباتات من أهمية بالغة في المحافظة على البيئة وتعديل المناخ المحلي وتلطيفه، كما تعمل على تحسين التربة وزيادة خصوبتها، ومنع التلوث وتقليل آثار الغبار وكسر حدّة الرياح، والتخفيف من الضجيج والأصوات المزعجة، فالنباتات لها العديد من الفوائد التي تحتم علينا الاهتمام بها والعمل المتواصل من أجل حمايتها وإكثارها، فهي تحقق أغراضا متعددة بيئية وصحية وهندسية وتنسيقية وجمالية.
وارتباط شعار احتفالات اليوم الوطني للدولة بأهمية الحفاظ على البيئة القطرية دليل على مدى اهتمام الدولة بحماية البيئة وحث الأجيال على اتباع نهج الآباء والأجداد في الحفاظ على بيئتنا.
ما تأثير تأخر نزول الأمطار على النباتات الموسمية التي يشتهر بها البر القطري؟
- تأخر نزول الأمطار يشكل ضررا ملحوظا على الحياة الفطرية بالمناطق البرية التي قاومت طوال فصل الصيف وتحملت الأجواء شديدة الحرارة وعوامل الطقس، فحجم الجفاف الذي تواجهه يساهم في حدوث تشققات في التربة وموت للنباتات الصغيرة، وأكثر النباتات التي تتأثر بتأخر نزول الأمطار هي النباتات الموسمية التي عادة ما تنبت بعد موسم نزول الأمطار، فتلك النباتات جفت زهورها في فصل الصيف وسقطت بذورها ومع تأخر هطول الأمطار توقفت دورة نموها، ومن أبرز هذه النباتات العتر والخبيز والجثجاث والرقروق وعين القط والشفلح، وعدم ظهورها بلا شك يؤثر كثيرا على جمال البر، أما الأشجار الكبيرة والمعمرة لا خوف عليها من تأخر سقوط الأمطار، لأنها قادرة على العيش في جميع الظروف ولكن الخوف عليها فقط من قيام الآخرين بقطعها أو تحطيبها، أما بالنسبة للحصول على احتياجاتها من المياه فهي تحصل عليها من خلال الجو والرطوبة، كما أنها تحتفظ بالمياه لمدة طويلة، لكن المشكلة الوحيدة في النباتات الموسمية التي لم تنبت هذا العام نتيجة لقلة الأمطار.
ما الأهداف التي يتبناها برنامج «شجرة بلادي» فيما يخص التركيز على تعزيز التوعية بالقضايا البيئية والتشجير؟
- مشروع التشجير الذي يتبناه برنامج «شجرة بلادي» يسعى إلى تحقيق مجموعة من الأهداف تشمل: زيادة المسطح الأخضر لدولة قطر، ودعم التنوع الحيوي، وزيادة وعي المجتمع بأهمية الغطاء النباتي في الحفاظ على البيئة من التدهور والتصحر، وإضفاء المزيد من مظاهر البهجة على البيئة، والجمال على قطر مدنها وشوارعها، والإسهام في علاج الاحتباس الحراري، والتغيرات المناخية، وإدخال وتوطين أنواع من الأشجار ذات القابلية للتكيف مع بيئتنا المحلية، ولا يسعنا سوى أن نؤكد على أننا نسعى لبذل كل جهد من أجل تحقيق التنمية المستدامة والاهتمام بالبيئة، كما نص على ذلك الدستور القطري، ووفقاً لرؤية قطر الوطنية 2030 التي تعتبر البيئة واحدة من أهم ركائزها.
هل لديكم أفكار عملية حول التشجير والأماكن الأولى بخطط تنفيذه للاستفادة منها في تنفيذ مشاريع التشجير بالدولة؟
- هناك مجموعة من الضوابط يجب توافرها عند زراعة الأشجار داخل المدن منها: أن تتلاءم طبيعة نمو النباتات وحجمها مع نسبة حجم الشارع وطبيعته، وأن يُزرع كل شارع بنوع واحد من الأشجار وذلك لسهولة إجراء عمليات الصيانة، وعدم زراعة الأشجار الشوكية على الأرصفة الجانبية، وتجنب زراعة الأشجار المثمرة على الأرصفة الجانبية لأنها تتلوث بالغبار وغاز ثاني أكسيد الكربون، وعدم زراعة الأشجار الكبيرة الحجم في تقاطع الطرق، كما أن هناك ضوابط للتشجير أمام المحلات التجارية، من أهمها: تجنب زراعة الأشجار عالية الارتفاع بحيث لا تحجب رؤية لوحات المحلات الإعلانية، وزراعة الشجيرات محدودة الارتفاع وقليلة التفرعات الجانبية، والإكثار من زراعة النباتات العشبية المعمرة، بحيث تكسب الأحواض جمالاً ولا تشغل حيزاً كبيراً من الرصيف مع تجنب شغل كامل الرصيف بأحواض الزراعة مما يعيق سير المشاة.
كيف نتلافى عملية الدهس التي تتعرض لها الأشجار في الروض؟
- ينبغي علينا تشديد الرقابة على عملية الدهس التي تتعرض لها الأشجار في الروض، كما يتعين تكثيف جهود التوعية للسلوكيات الخاطئة التي يقوم بها بعض الشباب على وجه الخصوص، ويجب كذلك وضع شرط تنموي ضمن متطلبات التخييم وتجديد رخص العزب الجوالة، يتم بموجبه إلزام المنتفعين بها بالمساهمة في جهود ري الروض المجاورة لهم، باعتبارها مصدرا للمتعة والانتفاع بالنسبة لهم ولغيرهم من روّاد البر والاستفادة من مياه الصرف المعالجة في ري المناطق البرية والاهتمام بزراعة أكبر عدد من الأشجار والنباتات البرية.
هل هناك مواصفات للأشجار التي تلائم البيئة المحلية يجب مراعاتها أثناء القيام بمشاريع التشجير؟
- نلتزم في برنامج «شجرة بلادي» بعدد من الأسس والضوابط العلمية للتشجير عند تحديد نباتات المشروع، بحيث راعينا اختيار الأنواع ذات القدرة على النمو في الأجواء القاحلة، والاحتفاظ بالماء، والتي تحتاج القليل من أعمال الرعاية، ومن أهم أنواع النباتات المتوائمة مع البيئة: السدر، والغاف، والسمر، والسنط، والعوسج، وهناك نباتات مستوردة ذات قدرة عالية على التكيف مع بيئتنا المحلية مثل المورنجا النيم، ومواصفات الأشجار الملائمة للبيئة المحلية تشمل: أن تكون من الأنواع المعمرة التي لها مقدرة عالية على تحمل الظروف البيئية المحلية، وأن تكون ذات مقاومة عالية للإصابة بالآفات الزراعية، وأن تكون سريعة وكثيفة النمو وذات تفرع غزير ودائمة الخضرة، وأن يكون لها مجموع جذري قوي متعمق وغير منتشر أفقياً حتى لا يعيق البنية التحتية، وأن تتناسب طبيعة نموها وشكل تاجها وارتفاعها مع المكان الذي تزرع فيه والغرض من زراعتها.
copy short url   نسخ
24/10/2021
589