+ A
A -
حوار - أكرم الفرجابي
أكدت الدكتورة لطيفة شاهين النعيمي، أستاذة الهيدروجيولوجيا والبيئة بجامعة قطر رئيس ومؤسس مبادرة «مروج قطر» الزراعية، أن دولة قطر باتت مؤهلة لتطبيق تجربة السياحة البيئية أو الزراعية، بما تملكه من إمكانات كبيرة تجعلها قادرة على أن تسير بخطى ثابتة في هذا الجانب من السياحة، وذلك بالتنسيق والتعاون مع أصحاب المزارع والمجلس الوطني للسياحة بالدولة، بحيث تكون الاستفادة مزدوجة سواء لأصحاب المزارع أو للسياحة بالدولة بصورة عامة، لافتةً إلى أن إقبال القطريين على السياحة الريفية في أوروبا خلال فترة الإجازة من الأمور التي من شأنها أن تشجع أصحاب المزارع في الدولة على تطبيق نظام السياحة الزراعية في قطر، بوصفها مكاناً مناسباً لقضاء الإجازات العائلية الطويلة، حيث توفر أجواء مثالية للاستمتاع بالطبيعة والخدمات الأساسية التي يحتاجها السياح لما تتمتع به من مقومات طبيعية.
وأشارت د. النعيمي في حوار مع الوطن إلى أن التحول إلى المدن الخضراء لم يعد مجرد خيار يمكن الأخذ به أو تجاوزه، ولكنه أصبح الخيار الوحيد الذي يمكن من خلاله مجابهة خطر التغيرات المناخية والتحديات البيئية التي يواجهها العالم، فالمدن الخضراء تكتسب أهميتها من أهمية وطبيعة التحدي الذي تواجهه البشرية الآن.
هل قطر مؤهلة لتطبيق تجربة السياحة البيئية أو الزراعية؟
- إذا تحدّثنا عن تطبيق تجربة السياحة البيئية أو الزراعية في قطر بشكلٍ جاد، سنجد أن إقبال القطريين على السياحة الريفية في أوروبا خلال فترة الإجازة من الأمور التي من شأنها أن تشجع أصحاب المزارع في الدولة على تطبيق نظام السياحة الزراعية في قطر، بوصفها مكاناً مناسباً لقضاء الإجازات العائلية الطويلة، حيث توفر أجواء مثالية للاستمتاع بالطبيعة والخدمات الأساسية التي يحتاجها السياح لما تتمتع به من مقومات طبيعية.
ما الفوائد التي يمكن أن يجنيها أصحاب المزارع من تطبيق تجربة السياحة البيئية أو الزراعية؟
- الاتجاه نحو السياحة الزراعية يحقق لأصحاب المزارع المحلية فوائد متعددة، منها: توفير دخل إضافي يساعدهم على تنمية قدراتهم وتحسين مستواهم المادي، وكذلك زيادة قيمة المزرعة التي تقدّم السياحة الزراعية، لتحقيقها دخلاً إضافياً مقارنة بالمزرعة التي لا تقدّمها، إضافة إلى بيع منتجات المزرعة للسياح والزوار بسعر أفضل من بيعها في الأسواق، ومساعدة مالك المزرعة على استغلال عناصرها بشكل أفضل، خصوصاً فيما يتعلق بالتكاليف الثابتة، مثل المنشآت والعمالة وغيرهما.
لماذا أصبح العالم الآن يتجه نحو تعزيز مفهوم المدن الخضراء؟
- التحول إلى المدن الخضراء لم يعد مجرد خيار يمكن الأخذ به أو تجاوزه، ولكنه أصبح الخيار الوحيد الذي يمكن من خلاله مجابهة خطر التغيرات المناخية والتحديات البيئية التي يواجهها العالم، ومن هذا المنطلق تكتسب المدن الخضراء أهميتها من أهمية وطبيعة التحدي الذي تواجهه البشرية الآن، في ظل الخطر الذي تمثله التغيرات المناخية، فالعالم مطالب بتعظيم الاستفادة من الطاقة البديلة، وتبني منظومة متكاملة من الإجراءات والحلول التي تطبق على مرافق المباني ومكونات المدينة، فتقلل من استهلاك وانبعاثات الطاقة والفاقد منها، وتحولها إلى عناصر مفيدة للبيئة وللمدينة وساكنيها.
يلاحظ في الآونة الأخيرة تزايد الاهتمام بقطاع المباني الخضراء في الدولة، كيف تنظرين إلى ذلك؟
- بلا شك هذا أمر جيد، نظراً لأهميتها الكبيرة في حماية البيئة التي تعتبر إحدى ركائز رؤية قطر الوطنية 2030، إلى جانب تنويع قطاعات الاقتصاد، ودعم مشاريع الدولة بوسائل حديثة تضمن استدامة هذه المباني ومواكبتها أحدث المواصفات العالمية، حيث تتميز المباني الخضراء بتطبيقها المعايير البيئية، كما أن لها ميزات تختص بها مقارنة بالمباني التقليدية من حيث تقليل استهلاك الطاقة والمياه، ولديها مميزات صحية أيضا، لكونها مبنية بطريقة تعمل على تجديد الهواء وتنقيته، خصوصاً أن المبنى موجه بطريقة معينة، يستقطب أشعة الشمس بطريقة صحية، باعتبار أنه موجه إلى الجهات الأربع بدل سقوط الأشعة مباشرة إلى المبنى.
ما الذي شجعك على تأسيس مبادرة "مروج قطر الزراعية"؟
- بما أن الدولة تتجه الآن إلى وضع لمسات على كل ما هو جمالي، أرى أن أولى الأولويات يجب أن تكون للتخضير والتشجير في هذه المرحلة، وأن يكون ذلك موازيا لخطط البنية التحتية المتمثلة في المترو وغيرها، خاصة أن الملاعب الرياضية التي سوف تحتضن المونديال تشيّد على أعلى مستوى، لذلك يجب أن تكون قطر خضراء وتحصل على ذات الاهتمام، لأن الجمهور الرياضي عندما يأتي لحضور مونديال 2022 عليه أن يجد دولة قطر ليست فقط المباني والملاعب، بل لا بد من أن تكون فيها روح جمالية وخُضرة تسر عيون الناظرين، انطلاقا من هذا المبدأ جاءتني فكرة إنشاء مبادرة «مروج قطر» الزراعية قبل حوالي 6 سنوات تقريباً، من أجل نشر ثقافة الزراعة والخُضرة في كل مكان بالدولة، اعتمادا على جميع الأساليب العلمية المتطورة. وأود أن أؤكد أن استخدام الطرق العلمية الحديثة، بالتعاون مع خبراء متخصصين في الزراعة، هو الأساس الذي تسير عليه المُبادرة، وذلك على اعتبار أن العالم يتطور في كل المجالات، وقطر تواكب هذا التطور باستمرار.
نرجو أن تحدثينا عن جهود المبادرة فيما يخص نشر ثقافة السياحة الزراعية في قطر؟
- ظللتُ أسعى من خلال مبادرة «مروج» إلى نشر ثقافة السياحة الزراعية في قطر، خاصة في ظل وجود عدد كبير من المزارع القطرية المميزة التي تصلح أن تكون بمثابة مزارات سياحية للمواطنين والمقيمين وحتى للزوار من الخارج؛ لأن قطر بما تملكه من إمكانات كبيرة قادرة على أن تسير بخطى ثابتة في هذا الجانب من السياحة، وذلك بالتنسيق والتعاون مع أصحاب المزارع والمجلس الوطني للسياحة بالدولة، بحيث تكون الاستفادة مزدوجة سواء لأصحاب المزارع أو للسياحة بالدولة بصورة عامة، كما أن التوسّع في المساحات المزروعة يساهم بشكل كبير في تحقيق الأهداف المرجوة من الأمن الغذائي بتقليل الاعتماد على الاستيراد من الخارج.
copy short url   نسخ
24/10/2021
514