+ A
A -
أكد فضيلة الداعية د. محمد حسن المريخي أن الاستغفار رحمة الرحيم الرحمن، ومنة العزيز الغفار أتاحه كرما منه، وباب لا يغلق حتى يغرغر الإنسان، الاستغفار رحمة الله الواسعة، ومن أجل الأعمال وأفضلها، فهو نهج الأنبياء والمرسلين وديدن الأولياء والصالحين، والاستغفار كنز مليء بالأعاجيب والأسرار، وهو دأب المؤمنين الأبرار.
وقال فضيلة الداعية د. محمد المريخي في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الشيوخ: أيها المسلمون أوصيكم ونفسي بتقوى الله وطاعته وشكره وذكره وحسن عبادته.
وأضاف: عباد الله هل تفكّر أحد في المصائب التي تنزل والضوائق والشدائد والمحن التي تحيد بالناس وتطاردهم في كل وقت وحين؟ هل تفكر الناس في سببها ودوافعها وأساس وأصل مسبباتها؟ فإن المصائب والضوائق والمحن أصلها وسببها ودوافعها الذنوب والمعاصي الكبيرة والصغيرة، فما نزلت مصيبة إلا بذنب ولا حلت قارعة بديار قوم إلا بما كسبت أيديهم «وما ربك بظلام للعبيد»، وقد أخبر الله تعالى أن المصيبة سببها ذنوب فعلت، ومعاص ارتكبت، وحدود تعديت، يقول الله تعالى: «أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم..»، وقال: «وما أصبكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير..»، والمصائب والمحن والضائق عقبات وعثرات ومعترضات في الطريق، تمنع وتؤخر وتعرقل وتكدر، والذنوب والمعاصي مؤلمات ومحرجات وجارحات حسيا ومعنويا، ولا دافع لها ولا طارد إلا التوبة والاستغفار بعد إذن الله تعالى.
وبيّن د. محمد المريخي أن الاستغفار رحمة الرحيم الرحمن، ومنة العزيز الغفار أتاحه كرما منه، وباب لا يغلق حتى يغرغر الإنسان، الاستغفار رحمة الله الواسعة، مهما بلغت الذنوب علوا وكثرة ومهما تعددت وتشكلت مهما توغلت وتغلظت، فإن الله يغفر الذنوب على عبده: «يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السحاب ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي..».
وذكر أن الاستغفار من أجل الأعمال وأفضلها، فهو نهج الأنبياء والمرسلين وديدن الأولياء والصالحين، والاستغفار كنز مليء بالأعاجيب والأسرار، وهو ندم واعتذار وتذلل وانكسار وتذكر واعتبار: «والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا اله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون».
وأوضح الخطيب أن الاستغفار دأب المؤمنين الأبرار، وسبيل الصالحين الأخيار، وطريق مضمونة توصل إلى رحمة العزيز الغفار، أمر الله به المرسلين: «فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات..»، كما أمر به عباده المؤمنين: «فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا..»، وسمى نفسه الغفور والغفار والعفو وهو يحب المستغفرين، يقول رسول الله: «والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله تعالى بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله تعالى فيغفر لهم». الاستغفار شرف ورفعة ودرجة ومقام للعبد، يقول رسول الله: «طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارا كثيرا»، وفي رواية: «من أحب أن تسره صحيفته فليكثر فيها من الاستغفار».
وأردف: وللاستغفار أسرار ونعم وفتح وثمار يانعة، فهو سبب لاستنزال الرحمة في القلب، وهو سبب لمغفرة الذنوب وهو الأمن والأمان ودفع البلوى وطرد الشرور والفتن، وهو سبب للري ونزول الغيث، ونماء والأموال وكثرة النسل وصلاح الأحوال وبركة الرزق والثمار، وهو جالب الصحة والقوة والعافية والسلامة من الأمراض والأوبئة: «ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم»، وهو عمود الحياة الطيبة وسعادة الدنيا والآخرة.
وقال الداعية محمد المريخي: أيها المسلمون إننا في أمس الحاجة للاستغفار نحن أهل هذا الزمان، لكثرة الذنوب وقلة العمل، وما لنا ألا نستغفر من ذنوبنا ونحن نصبح ونمسي ونبيت في الذنوب والمعاصي قال تعالى: «أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه»، وقال: «ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون».
ونوه الخطيب بأنه عجيب أمر بعض الناس يضحكون ويسرحون ويمرحون فيما لا يرضي الله، عجيب أمر من يرتع ويلعب في دنياه والموت يطارده، عجيب أمر الغافلين: «قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا».
copy short url   نسخ
23/10/2021
411