+ A
A -
«ما هي مكانة اللغة العربية على خريطة مؤسسة قطر»؟ هذا هو أحد المحاور الرئيسية التي شهدتها الحلقة النقاشية التي بُثت على تليفزيون قطر بعنوان: «قصص من مؤسسة قطر لم تُحك بعد»، وقد ناقش المتحدثون الرئيسيون هذا المحور، لما يُثيره من تساؤلات حول علاقة مؤسسة قطر مع الثقافة العربية عبر كافة مجالات اهتمامها الرئيسية.
سّلط المتحدثون الضوء على السبب الجوهري الذي انطلقت منه فكرة أكاديمية قطر، وهي نواة مشروع مؤسسة قطر وأول كيانات المؤسسة، إذ كان الهدف الرئيسي يكمن في تحقيق التوازن بين الأصالة والحداثة، أي الحفاظ على الهوية العربية والثقافية واللغة العربية أولاً، مع توفير تعليم حديث ومتقدّم. في هذا الإطار، أكّد الدكتور سيف الحجري أن: «الهدف من تأسيس أكاديمية قطر هو الحفاظ على قيم الأصالة، والانفتاح على الحداثة، والانطلاق من الهوية، وخصوصية المجتمع».
خلال الجلسة النقاشية، بحث المتحدثون في التحديات الثقافية التي أُثيرت في المراحل الأولى من تأسيس مؤسسة قطر، مسلطين الضوء على تحدّي الغزو الثقافي الغربي الذي شهدته المنطقة من خلال البرامج التليفزيونية، والسفر إلى الخارج. وأجمع المتحدثون على أن أحد أبرز أسباب نشأة مؤسسة قطر هو الحاجة إلى التعامل مع هذا التحدي، ومواءمته، بما يتناسب والاحتياجات الوطنية، وتطلب ذلك جهدًا حثيثًا، ورحلة شاقة، بدأت منذ 25 عامًا، كمشروع نهضوي عربي يهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة في دولة قطر والمنطقة العربية.
في هذا السياق، قالت سعادة الدكتورة شيخة المسند: «اليوم، يرى الناس مؤسسة قطر بمرافقها ومبانيها وخدماتها المتوفرة، لكن لا أحد يتصور حجم التعب وطبيعة الجهد الذي بُذل من أجل الوصول إلى ما نحن عليه اليوم. إنّ مؤسسة قطر بكل مشاريعها ومبادراتها ومراكزها ومعاهدها البحثية، تعود بالنفع على المجتمع القطري، وهي جزء لا يتجزأ من المساعي الوطنية للحفاظ على الإرث، وتعزيزه».
انطلاقًا من الشقب، مرورًا بحديقة القرآن النباتية، فجامع المدينة التعليمية، والمواقع التراثية الموجودة داخل المدينة التعليمية؛ من مكتبة قطر الوطنية، وأكاديمية قطر للموسيقى، وأوركسترا قطر الفلهارمونية، فالحملة الوطنية للقراءة، ومركز مناظرات قطر، والجمعية القطرية للسكري، ما انفكت مؤسسة قطر تعمل على تصميم البرامج والمبادرات والأنشطة التي تصبّ في صميم تنمية المجتمع، مع إيمانها أن كلّ ما تقوم به هو من أجل المجتمع، الذي يشكل مصدر إلهام لها. وهذا ما جسدته المؤسسة في إطلاق مبادرة «TED بالعربي»، وهي منصة عالمية تستقطب المفكرين والباحثين وصناع التغيير في العالم الناطقين باللغة العربية. وتعكس المبادرة التزام المؤسسة بالحفاظ على اللغة العربية وتعزيزها والارتقاء بمكانتها.
كذلك تتمثل جهود مؤسسة قطر في ترسيخ القيم العربية، من خلال جائزة أخلاقنا التي أطلقتها صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر، خلال حفل تكريم خريجي مؤسسة قطر لعام 2017، تأكيدًا على الارتباط الوثيق بين العلم والأخلاق الحميدة، وتعزيزًا لرسالة الأخلاق كأساس للنجاح في شتى مناحي الحياة، إذ تسلّط الجائزة الضوء على الأخلاق الشاملة التي تتفق حولها معظم الديانات والثقافات، والتي تبنّاها الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم)، كالرحمة والتسامح والصدق والكرم؛ كما تهدف لتكريم النشء والشباب الذين يجسّدون مثالًا يحتذى بطموحهم لنشر تلك الأخلاق عبر مشروعات أطلقوها لخدمة مجتمعهم ووطنهم.
في نهاية الجلسة النقاشية، رأى المتحدثون أن تحدي تعزيز أهمية اللغة العربية، هو من التحديات المستمرة، مؤكدين على مساعي المؤسسة في إطلاق البرامج والمبادرات التي تُعزز من انتشار اللغة العربية، مثل مبادرة مدار الحروف، التي أطلقتها مؤسسة قطر الدولية لتعليم اللغة العربية للناطقين باللغتين الإنجليزية والألمانية، ناهيك عن إجراء معهد قطر لبحوث الحوسبة لأبحاث في تقنيات اللغة العربية، في مجالات البحث واسترجاع المعلومات والتحليل ومعالجة اللغات المتعددة والترجمة الآلية المتقدمة وزيادة المحتوى العربي على الإنترنت، وذلك من أجل تحقيق ازدهار اللغة العربية في العالم الرقمي.
copy short url   نسخ
18/10/2021
345